تنتشر المعلومات الخاطئة حول الأخبار الصحية بشكل كبير على وسائل التواصل الإجتماعي، وتتضمّن فيديوهات مزيفة يتناقلها مستخدمو "فايسبوك" و"تويتر"، كما يتناقل الناشطون دراسات تحتوي معلومات غير دقيقة، ما يرتّب مسؤولية إضافية على الصحفيين أثناء عملهم، لا سيما خلال إعدادهم تقارير عن فيروس "كورونا" الذي يجتاح معظم دول العالم.
وفي هذا السياق، قالت كاتبة المقال، الزميلة في المركز الدولي للصحفيين فابيولا توريس لوبيز “بسبب الأخبار المغلوطة التي تنتشر، أطلقت Salud con Lupa وتعني بالعربية “الصحة تحت المجهر”، وهي منصة للصحفيين وخبراء الصحة في أمريكا اللاتينية، ليعملوا فيها معا على تحسين جودة المعلومات حول الصحة العامة”، وأضافت “من أولى خطواتنا نحو تحقيق هذا الهدف كانت تثقيف الصحفيين والجمهور حول كيفية تحديد الأخبار الصحية الخاطئة”.
وحدّدت الكاتبة بعض النقاط التي يجب على الصحفيين الانتباه إليها ومراعاتها على الشكل التالي:
الإدعاءات وعدم التحديد الواضح
بحسب الكاتبة، فإنّ أسهل طريقة لاكتشاف الأخبار الصحفية الخاطئة حول الصحة، هي عندما يقدم مقال ما ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ويتضمّن عبارات مثل “لا يمكن للأطباء تفسير ذلك…” أو “تظهر دراسة علمية”، من دون توضيح تفاصيل محددة عن نوع الدراسة أو طرق البحث.
أمام هذا الأمرعلى الصحفي والقارئ أن يكونا حذرين من أي مقال يخبرهما بأن هناك علاجا جديدا عاد بالنفع على شخص ما، من دون تقديم أي دليل يدعم التجربة، فالأدوية والعلاجات الجديدة تخضع لأبحاث واختبارات صارمة قبل وصولها إلى السوق، ولهذا يجب أن تكون هناك شهادات نجاح من العديد من المرضى، وليس واحدا أو اثنين فقط، إضافة إلى توثيق الآثار الجانبية المحتملة، لكي يدرك الصحفي أنّ هذه الدراسة دقيقة.
عدم وجود مصادر موثوقة
يجب أن يحتوي المقال الصحي على معلومات من مصادر متعددة وموثوقة، أي من مجلة متخصصة أو مسؤول أو منشور رسمي أو تقرير من منظمة غير حكومية، ونصحت الكاتبة القراء بالانتباه إذا كانت المعلومات من موقع إلكتروني، لا يحدد من هم كتّاب المقال ومصدر الدراسة.
تضارب مصالح الخبراء
غالبًا ما تتضمن المقالات المتعلقة بالصحة العامة والطب آراء من خبراء تمت مقابلتهم لتأكيد المعلومات وتفسيرها، ولهذا لا بدّ من التحقق من سمعة الخبراء الذين تمّ الاطلاع على آرائهم في المقال، وإذا كان هناك تضارب في المصالح بين الخبراء فيما يتعلق بموضوع صحي معيّن، يجب ذكر ذلك في المقال.
العلاجات المبالغ فيها
تنتشر عشرات المقالات بشكل يومي تتحدث عن التقدم الطبي والمستحضرات الصيدلانية الحديثة، وتقدم هذه المقالات الأمل في العثور على علاج جديد أفضل من الطب التقليدي. ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على هذه المقالات بحسب الكاتبة، إذا لم تكن واضحة ومرفقة بالأدلة العلمية وتحدّد ما يقوله الخبراء الآخرون.
الأطعمة الخارقة
يتم تسويق كبسولات من بذور الشيا، المورينجا والكولاجين ومجموعة من المنتجات الأخرى في المحلات التجارية وتلك التي تبيع الأغذية الصحية على أنها “أطعمة خارقة”، لكن غالبًا ما تتضمّن المقالات حول هذه الأطعمة مبالغة وعدم وجود تحقق علمي منها، ما يفرض على الصحفي البحث جيدًا قبل إعداد تقارير أو مقالات عن هذه الأطعمة.
مواقع إلكترونية للهواة
أصبح شائعا أن ينشئ أي شخص مدونات وقنوات على يوتيوب ومواقع الكترونية للترويج لدواء أو علاج. ومع ذلك، فإن العديد من هذه المواقع لا تذكر رعاتها، ولا تقدّم أدلة علمية على ما تدعي أنها أخبار صحية صحيحة، وبهذه الحالات، يجب عدم الوثوق بالمعلومات المنشورة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7166
نسير بخطى ثابتة نحو دولة المؤسسات و العدالة الاجتماعية .