زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الفنان والفن والنفط ومن يضمن لقمة الشعب الفقير؟

الفنان والفن والنفط ومن يضمن لقمة الشعب الفقير؟ ح.م

هل نلوم الفنان على عدم توفير لقمة العيش بعيدا عن الفن أم الدولة العاجزة عن إيجاد بديل للنفط؟!

عناوين فرعية

  • (إذا كنت لا تعرف إلى أين تريد الذهاب، فكل طريق سيذهب بك إلى لا شيء) - هنري كسنجر/ وزير أمريكي أسبق

صحفي في إحدى القنوات يستضيف فنان "كوميديان"، دون الداعي لذكر إسمه، الفنان في إشارة له باع طويل، لا بأس به في ظهوره على شاشة التلفزيون العمومي وكذا القنوات الخاصة، من خلال أعمال كوميدية وكذا فيلم بث في العديد من المرات وتم مشاهدته على الشاشة الصغيرة للتلفزيون العمومي، قد شارك فيه مع نخبة من الفنانين الكبار المرموقين على غرار يحيى بن مبروك (رحمة الله عليه)، وكوكبة من الفنانات هن الأخريات قديرات في مجال التمثيل، هن السيدات قدمنا أدوارا متميزة تصبوا في جلها لتحاكي الواقع المعاش بشكل عام في الجزائر العميقة، ودور الأم الجزائرية في مواكبة الصعاب وإجتيازها جنبا لجنب مع رفيق دربها بعلها الرجل الجزائري، وقد تم عرض تلك الباقة من الأعمال الكوميدية للكوميديان عبر الشاشة الصغيرة وكذا عبر صالات العرض وأقصد بذلك السينما في ما مضى أيام كان للسينما صدى ووقع على حياة الفرد في المجتمع الجزائري، وأذكر على سبيل الذكر لا الحصر، مشاركته في دور ثانوي وجيز رفقة قامة فنية وسينمائية شاركت في سيناريو الفيلم، وهنا يطيب لنا المقام لذكرها وهي الفنانة التي ودعت هذا العالم لترحل إلى جوار ربها، السيدة فتيحة بربار (رحمة الله عليها)..

أعود لأؤكد لكم أن حالة هذا الفنان الإجتماعية إستدعت تعبئة جميع الناس الذين شاهدوا حالته الإجتماعية المتدهورة والمزرية عبر تسجيل لفيديو صادم بثه في صفحته على موقع التواصل الإجتماعي الفايس بوك، هذا الأخير الفنان الكوميديان يشكو من خلاله حالته الإجتماعية والمهنية المتدهورة هو وعائلته الصغيرة المتكونة بشكل عام من 5 أفراد، والجدير بالذكر أن حالته هذه إستدعت وتستدعي تكاتف المخلصين من أبناء هذا الوطن، على الأقل مواساته ومؤازرته في محنته وشدته وما مر ويمر عليه من ظروف قد نضعها في خانة الحرجة والمحرجة جدا، لكن مرة ومنذ أيام على بلاطو هذه القناة التلفزيونية (…)، يأخذ الصحفي الكلمة من الفنان ليقول له: “لا ما راكش أنت الأول واللا الأخير اللي درت هذه الخرجة، شفنا الكثير من الفنانين خرجوا هكذا وداروا أشرطة فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وطالبوا بمثل هكذا حقوق، هذا الشي ما يعيبش لما نتحدثوا على المشوار النتاع الفنان من المفروض أنو يكون محسوم من البداية، ولو أنو ما يمكنش الإنسان أنو يتكهن في ما سيقع في المستقبل، لكن مليح أن الإنسان يدير حسابو يعني يكون عندو عمل ثاني بالموازاة مع الفن الذي يقدمه، لأنه لا يدري ما الذي سيحدث له في المستقبل”.
للإشارة هذا الموقف يستوقفني للتذكر والتفكر، في أمر ما مقارنة مع حال السلطة عندنا في بلادنا، والحكومات المتعاقبة على دهاليس الحكم عندنا في بلادنا منذ فجر الإستقلال وإلى حد يومنا هذه الحكومات المتتالية لم تع خطورة الأوضاع الإقتصادية وتواجد التكتلات واللوبيات الضاغطة على مستويات عالمية، وتحذير الخبراء الإقتصاديين من أن ورقة النفط والغاز الضاغطتين قد ولتا وأصبحتا من الماضي وفي خبر كان، وحل محل الطاقات التقليدية، طاقات أخرى تدعى بالطاقات المتجددة، تكون مصادرها متنوعة، الرياح، الشمس، أو تلك الناتجة عن رسكلة النفايات…إلخ.
فقط العودة إلى موضوع فنانا، كان على الصحفي قبل أن يقول للفنان المغلوب على أمره بما يفعل أو لا يفعل هذا الفنان الكوميدي ضمانا لمستقبله حسبه، فقط لو نظر هذا الصحفي الجزائري وأحد خريجي الجامعات الجزائرية، التي قدمت بعد الإستقلال خيرة أبنائها البررة في شتى ميادين العلوم تخرجوا بعلامات إمتياز وتقدير، منهم من زاول دراساته العليا وإلتحق في ما بعد بجامعات الغرب وكذا أمريكا وأمريكا الشمالية تحديدا كندا وغيرها من الصروح العلمية المرموقة ولها ترتيب عالمي يشهد لها بذلك وبنوعية المواد الدراسية التي تقدمها وكذا الأساتذة الذين يحرصون على تأطير أولئك الطلبة هم الآخرون أي الأساتذة، لو بحث المرء عنهم وعن بلدانهم الأصلية لو جدنا من بينهم من هن جزائريات وجزائريون من نخب العالم..
وفي صلة مع صحفي هذه القناة، كان على ذلك الصحفي النظر بعين البصيرة إلى حكومات بلادنا المتعاقبة، التي لم تخلق بديلا للمحروقات، في قطاعات كثيرة، كالصناعات، والزراعة، والتكنولوجيات الدقيقة والروبوتيك، وكذا السياحة والصناعات التقليدية وهي الأصل في تركيبة أيما وطن ووجب المحافظة عليها كإرث وطني موروث، كما تفعل باقي الأمم مع موروثاتها الأزلية، وأن تبتعد الطبقة الحاكمة عن الشعبوية والرداءة وتتجه وتتحول بالمجتمع عبر زاوية مقدارها 360 درجة نحو التغيير الإيجابي لسلوكيات الفرد ثم بالتالي الأسرة، وبهذا “الشعب” وأقصد من خلاله المجتمع تنآى به السلطة الحاكمة في البلاد عن “سفاسف” الأشياء، ويركز على جوهر الأمور..
إذا كان لك سيدي الصحفي والقائمين على القناة، ما تقولونه عن حكومات متعاقبة على هذا البلد، بلد الشهداء (رحمة الله عليهم)، لم تأت بالبديل عن المحروقات والغاز منذ سنين خلت ولم تجتهد تلك الحكومات المتعاقبة لتضمن لقمة العيش لما يزيد عن الـ 40 مليون مواطن جزائري، كيف لكم أن تسألوا تركيبة بسيطة من تركيبات ومكون من مكونات المجتمع الجزائري البسيط، والمتمثل في شخص الفنان الكوميديان، إن لم يستطع ليضمن من فنه قوت يومه لنفسه ولعائلته الصغيرة، من خلال عمل إضافي أو بديل عن فنه، إذا كان لسان حال المواطن الجزائري العميق، عمق هذه البلاد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب يقول لكم، سيدي الصحفي والقناة “أنتم وقناتكم والقائمون عليها تغردون خارج السرب!”.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.