زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الضحك في جنازة لا يتجاوز مشاكل الجزائر

الضحك في جنازة لا يتجاوز مشاكل الجزائر ح.م

الضحك في جنازة يشغل الرأي العام الجزائري!

ثورة إعلامية، واستياء كبير ونقاشات حادة وكل هذا من أجل ضحك بعض من حضر جنازة رضا مالك وزير الحكومة الأسبق، وكأن لا حرمة انتهكت غيرها ولا مشكل قائم سواه.

لا أحد ينكر أن للجنائز هيبة ويجب الالتزام بالهدوء والتدبر فيها، ولكن هذا لا يعني أنها اكبر مشكلة علينا الانتفاض لأجلها فلدينا من المشاكل التي ترتقي لجرائم ولا أحد يهتم.
وانصب الاهتمام على ما التقطته الكاميرا في لحظة دردشة وضحك وحركات لبعض مشيعيي جنازة من لا يختلف عنهم فالحضور والميت من السرية نفسها، والهرج والمرج الذي ساد الأجواء ما هو إلا نتاج معتقدات تلك الطبقة التي لا تهتم إلا بالماديات ولم تأبه بما زرعته في خوف في نفوس العامة وما أذاقته من آلام وما هضمته من حقوق في سبيل تحقيق غاياتها من غير حسيب ولا رقيب.

ماذا يهمنا إن ضحك فلان مع علان في المقبرة وقضايا الفساد تغرق ملفات الوطن وعلى كل المستويات، نستاء وننزعج من ضحك رجال المال والسياسة في جنازة ونعتبره تجاوزا ومنكرا ولا ننكر أو نثور لجرائم من إبادات واختطافات واختلاسات في حق بلد بأكمله..

هي دوما الهوامش التي تشغل هذا الشعب بل هو هذا المقصود إثارة البلبلة حول القضايا المغلوطة والتي لا ناقة للناس فيها ولا جمل، فماذا يهمنا إن ضحك فلان مع علان في المقبرة وقضايا الفساد تغرق ملفات الوطن وعلى كل المستويات، نستاء وننزعج من ضحك رجال المال والسياسة في جنازة ونعتبره تجاوزا ومنكرا ولا ننكر أو نثور لجرائم من إبادات واختطافات واختلاسات في حق بلد بأكمله، فمنذ عقود والمعاناة مستمرة ولا تغيير يلوح في الأفق بسبب الغباء الممنهج الذي يسري بيننا.
مظاهر الفساد والانحلال في كل الأمكنة والناس تتجاوز وتتقبل بل هناك من ينصهر ويقلد ليصير الأمر طبيعيا ولكن علينا التوقف فهذا غير طبيعي والمنكر يبقى منكرا ولو عم والكثرة لا تعني الغلبة والباطل يبقى باطلا ولو مشى بين الناس وصار واعظا لهم، والحق والحقيقة ليسا كل ما يتم تداوله في الفايسبوك، والتافه يبقى بلا قيمة ولو نال أكبر عدد من المشاهدات والإعجاب والتعليقات، كرة القدم أبعد من أن تكون مقياسا لتطورنا ولو كانت أول اهتمامات شبابنا الذي ضل سبيله ولم يعد يفرق بين قارب الموت ومستقبله، ويقدم اعتكافا ليليا على الانترنت ولا يركع ركعة واحدة لخالقه، مقاييس الصلاح لم ولن تتغير ولو اجتهد الواهمون في تبديلها، لأن الحلال بين والحرام بين وديننا قد اكتمل منذ أكثر من قرن وأربعمائة سنة والأحكام ثابتة والتزامنا هو ما يوجب علينا إتباعه ونبذ غيره فلا علمانية ولا ديمقراطية ولا شيوعية ولا غيرها من المفاهيم الباطلة التي لم ولن تقوم لها قائمة أمام شرع إلهي منزه عن كل خطأ يستميت السفهاء في تعطيله ويلحقون به كل التهم.

الرأي العام مشغول بتصريحات روراوة وقرارات زطشي، وإن ارتقى قليلا فسيهتم بماهية النكت التي كان يتبادلها شقيق الرئيس ومستشاره السعيد بوتفليقة مع كل من سيدهم السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين والسعيد بأعماله على حداد..

تسب الذات الإلهية وتنكر في الشوارع والقنوات وحتى في كتب يزعم ناشروها أنهم من النخبة، وتنهب أموال بالجملة، وتزهق الأرواح بسبب الإهمال أو الأخطاء الطبية أو بحوادث مرور فالرخص تمنح بالرشاوى وسحبها لا يكون إلا على الضعيف والجميع يعرف كيف تتم الإجراءات وتمنح الشهادات تحت الطاولات، والرداءة نالت درجة الامتياز على كل المستويات ولا أحد يهتم لأن الرأي العام مشغول بتصريحات روراوة وقرارات زطشي، وإن ارتقى قليلا فسيهتم بماهية النكت التي كان يتبادلها شقيق الرئيس ومستشاره السعيد بوتفليقة مع كل من سيدهم السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين والسعيد بأعماله على حداد هؤلاء الذين يتقاسمون السعادة على الدوام، أفليس من حقهم بعض الضحك ولو بين الأموات الذين أشك أنهم يسكنون المقابر فقط، فعلام الاستغراب إذن والضحك علينا مستمر منذ سنين من الداخل والخارج؟

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.