"الشعب يريد إسقاط النظام"، هو الشعار الذي هتفت به الحشود، فسقطت الأنظمة، بينما ظلت الفوضى قائمة. والفوضى ما هي إلا شكل من أشكال النظام، يمارس من خلالها الاستبداد.
المحللون قالوا أن النظام سقط بسبب تراكم الغضب الشعبي. لكن ولا واحد منهم قال أن النظام سقط بسبب تراكم الوعي.
اليوم كثيرون يقولون أن الربيع لم ينجح… لكنهم لا يقولون لماذا.
ألا يجب أن نتوقف على مسافة من الحدث لنكتشف أن الربيع لم ينجح بالقدر المأمول لأن غضب الشعوب طغى على وعيها فتم ترديد الشعار الخطأ: الشعب يريد إسقاط النظام، لأنه شعار رنان، بدل الشعار الواجب رفعه: الشعب يريد إنهاء الفوضى.
الذين قالوا قديما: خلطها تصفى، كانوا على الأرجح يدركون البعد السياسي للفوضى وقدرتها على تقوية أنظمة الاستبداد.
لهذا تراني أعود إلى محصلة الموضوع السابق: الذين يعتقدون أنه من السهل كتابة أحداث التاريخ عليهم أن يراجعوا أنفسهم.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.