بعد الضربة الجوية التي تعرضت لها قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص بداية الشهر الجاري، أعلن نظام عائلة الأسد في دمشق بأن الأمريكيين قد تجاوزوا الخطوط الحمراء وارتكبوا اعتداءً سافرا على سيادة دولة مستقلة.
وفي المقابل، يرى الأمريكيون ومعهم الغرب بأن الأسد قد تجاوز الخطوط الحمراء باستخدامه غاز السارين ضد المدنيين في منطقة خان شيخون بإدلب في الرابع من الشهر الجاري، بعدما هاجم شعبه ثلاث أو أربع مرات بغاز الكلورين الكيميائي طيلة السنة الماضية.
يحدث هذا بعد مرور ست سنوات من عمر الثورة السورية وبعد فشل إدارة أوباما الأمريكية السابقة ومعها المجتمع الدولي في إنصاف السوريين والقصاص ممن كان سببا في إبادة 400 ألف وتشريد الملايين داخل البلد وخارجها، إضافة لاستخدامه البراميل المتفجرة في جميع أنحاء سوريا والصواريخ الحاملة لأسلحة كيماوية والتي ضُربت بها منطقة الغوطة في صيف 2013 وذهب ضحيتها 281 شخصا.
إن الخطوط الحمراء التي مافتئت تتحدث عنها أطراف الصراع في سوريا لم تحول دون استمرار عملية إبادة الإنسان وهدم العمران في هذا البلد منذ 2011، الأمر الذي يستدعي اليوم إعادة التفكير في آليات جديدة للمساهمة في وقف النزيف البشري والعمراني الذي يتعرض لهما الشعب السوري الشقيق نتيجة تحالف روسي إيراني وبمباركة غربية مُريبة.
ولعل أولى هذه الآليات هو وجوب دعم دول الجوار وأصدقاء الشعب السوري لعملية سياسية يتوافق عليها جميع السوريين لتجنيب البلاد خطر التقسيم ومشاريع البلقنة التي حذرنا منها سابقا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.