المزاد الذي رست عليه "أخونة" مصر بعد واقعة الفيلم المسيء لخير الخلق أجمعين، أطاح بعرش و"عـرّض" الفاتحين الجدد الذين افتضحـوا مبكرا بعد أن هوت أسـهم متاجرتهم بالدين ليسقط ورق التوت من على عورة وسوءة قوم "مرسي"، حيث الشـتان والفرق العميق بين مصر "آسفين يا ريس" وبين مصر "آسفين يا أمـريكا"..
فعلى الأقل و”الأخل” وزرا،أن مصر حسني مبارك، رغم كل ما عليها من انسلاخ إلا أن جريرتها الكبرى لم تتجاوز جريرة “السفارة في العمارة”، أما مصـر الآن، حيث مرسي يتوضأ ومرسي يصلي ركعتين، ومرسي يدخل بيمناه إلى بيت “الخلاء”، ومرسي يعطس فتصفق الأمة لتقوى “حمده” لله علنا، فإنها ببساطة، مصر “السفالة في العـمارة”، حيث السـفارة لم تعد تساوي شيئا أمام “السفالة” المتفشية باسـم أن “الملائكة” يحكمـون ،ويجلدون ،ويقتصون من الأوطان بتفويض عن شريعة سماوية تم الدوس على نبيها جـهارا نهارا من طرف حاضنة “ربيعهم العربي”، لكنهم وبدلا مـن يثور “الحواريون” الجدد وفاتحهم المفدى مرسي المغوار، للذود عن كرامة وحوض النبي الأكرم الذي جعلوا من اسمه سُلمـا أوصلهم إلى عرش مصر ، فإنه كان يكفي هاتفا من “كافور” الأمريكي واقصد “أوباما حسين”،حتى يتحول الخليفة التقي والثائر ،الذي يذرف الدمع “تناثرا” بمجرد صلاته في المسجد النبوي، إلى “أخشيـد كافوري” ،نهره مولاه الأمريكي فقال له سمـعا و”بضاعة”، حيث الاستـنكار والتعاطف “ألإخواني” مع جثة السفير الأمريكي بليبيا المغتال، كانت أقوى وأبلغ من أي تنديد وذود ودفاع على شرف واسم المصطفى،عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام..فهل هنـاك “مسخ” أكبر من أنه في زمن “الإسلاميون يحكمـون”، أن تعايش الأمة المكلومة في دينها ودنياها كيف تدافـع “الإسلامريكيون” المصريون لأداء صلاة الغائب والترحم على روح السفـير الأمريكي القتيل في مقايضة منهم لدمه “الطاهر” بمكانة النبي البشـير الذي زج الإخوان بعباءته واسمه في مزاد الأمركة العقلية لإسلام على مقـاس كعب “هيلاري كلينتون” وملتـها ممن أورق لنا “ربيعهم العربي”، طينة من حكام يذرفون الأدمع حين الصلاة لله و كذا لأوباما..
رب ضـارة نافعة، فالفيلم المسيء للمكرم محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، كما عرّى خلافة الإسلام المؤمـرك بمصر “الثورة”، فإنه وضع أمريكا في خانة جنت براقش على نفسها، فدم السفير الأمريكي ببنغازي في رقبة “سدنة” النظام الدولي الجديـد، ممن استحضروا العفريت،دون أن يحسبوا حساب “صرفه” في الوقت و”الموت” المناسبين، فحين تدفع “بنغازي” الليبـية وزير الخارجية الأمريكية ،للصراخ مشـدوهة و عاجزة، عن فهم ما جرى لتنزف جريحة : «لا أفهم كيف يُقتل السفير الأميركي في بنغازي، في البلد الذي ساعدناه بكلّ وسيلةٍ ممكنة” ، حين يحدث ذلك، يطفوا على السطـح مشهد “عجوز” أعزل حاصرته مجموعة ضباع “ثائرة” أمام العالم، لتنتف بقية من شعره ومن حياته وقبل أن تفرغ رصاصات قاتلة في رأسه ردد مشدوها: شنـوا صاير..يعني ، ماذا حدث؟، ليرحل القذافي و يبعث سؤال “شنو صايـر” من قبره مستقرا في حضـن من استحضر عفريت “الهمـج” و”الرعاع” و الروميضاء ليمكنهم في الأرض،دون أن يضع في حساباته أن الساحر الغبي والأحمق هو من يفك أسر العفاريت لينتصر بهم، غير مدرك لعاقبة جهله لطقوس صرفهم حين “يئن” الآوان، فهاهي دولة “العفـاريت” المحررة بليبيا تجني على براقش وعلى “هيلاري” التي علمتها القتل فكانت الكأس نفسها، وكانت نهاية السفير الأمريكي ببنـغازي رسالة واضحة موجهة لمن أمرك القتل والعنوان: أن “العفريت” خرج من قمقمه وعلى من استحضـره أن يتحمل عبء صـرفه أو “جرفه” للساحر وللمسـحور معا..
الخاسر الأكبر في مهزلة الفيلم المسيء للنبي الكريم، لم يكن إلا إمارة مصر “الإسلامية”،وكذا حاضنة الربيع العربي أمريكا العظيمة “؟؟”، فالأولى، انتهت بـ”مُرسيـها” لمقايضة كرامة البشير بدم السفـير، أما الثانية فإنها شربت من نفس كأس “بنغازي” المتحررة من أي رادع غير القتل الذي لا يستثني حتى أمريكا، ومنه، فإن “الاسلامريكيـون” في مصر انتهوا بعد “حين” من أشهر حكمهم، إلى الدوران في حلقات مفرغة عنوانها ليلة القبض على “نخنـوخ”،البلطجي الأبهة، الذي صنع حدث مصر الإسلامية، كما صنـعت غانية الحي الهام شاهـين حكايات شهريار المتزن الذي قدم اعتذارا “رئاسيا” إسلامي “الترقيع” والتوقيع لها بعد أن قلل شيخ من شيوخ مرسي من “هيبتها” الفنية “؟؟”..
وفي النهاية..رسا مزاد مرسي على أن حرمة السفير الأمريكي، أكبر من حرمة “الكعبة” كما أن قضية البلطجي “نخنوخ” أهم من حدث الإعلان الأمريكي عن تسليم مفاتيح القدس لإسرائيل كعاصمة أبدية لها…فترى أبعد هـذا التمييع والدجل “الإسلامريكي”، أليس من حق “الأيامى” أن يلطمن خدودهن على زمن “آسفين يا ريس”..فقد وصل الأمر و”المرّ” في زمن خليفة مصر الملتحي إلى استباحة الدماء في سوريا، لكن الفتوى تختلف في حالة الدم الأمريكي “الناصع” الدولار حيث مرسي مصر أسدل عليها حرمة تتجاوز حرمة الكعبة ..وبـؤسا لمن غرد للربيع..فالأمة في زمن “جاء الإسلام إلى عرشك” تعيش على وقـع ملحمة “إسلامريكية” الإيقاع عنوانها: “آسفين يا أمريكا”..فـ”شنوا صاير؟” على رأي عقيد ليبيا المغتـال سؤال عالق يكشف بأن حال عروش العرب بعد “الربيـع” تجاوزت عنوان “السفارة في العمارة” لتضـحى “السفالة في العمارة”، سفالة أن تقايض حادثة السفـير بكرامة المصطفى البشـير..ومتى؟؟ في عزّ زمن “الملائكة” يحكمـون في مصر وفي تونس وفي الرباط وفي اسطنبول وفي غزة، فيما يجاهدون (؟؟) في عنق دمشق بالنفس و”الخليج”..
oussamawahid@yahoo.fr
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 4448
يبدو انك جانبت الصواب في مقالك هذا بعدما وجهت كل سهامك الى مرسي مصر دون غيره وكأنك تريد منه ان يجهز جيشه ويهاجم امريكا
لماذا لا تقارن ردود الفعل التي ابداها مرسي بغيره من ردود الافعال التي ابداها حكام امريكا في بلدان العرب وخاصة طيور البطريق
اوليس بداية الطريق شقه ام لمرسي عصا يضرب بها حيثما شاء
تعليق 4450
تحامل سافل وأحمق على الاسلاميين الابطال الذي كنسوا ومحقوا زمن العمالة والانبطاح الى غير رجعة باذن الله، زمن مبارك كبيرهم الذي علّمهم الانبطاح والركوع والخنوع لاسرائيل وامريكا وبريطانيا على السواء، في انتظار سحل “بوتخسيرتك” وجنرالاته “الفرنسيين” الى مزبلة التاريخ العفنة بلى عودة!!
تعليق 4455
مقال غير متوازن بالمرة ومجحف في حق الدكتور مرسي، مرسي لما نقارنه برئيسنا بوتفليقة او بعض الحكام العرب نجده انجز في بضعة شهور مالم ينجزوه في عشرات العهدات الرئاسية، واولهم “طاب جنانو” نتاعنا الله يشفيه ويهديه!