الظاهر أن الحيتان لم تشبع من لحوم شبابنا الحراقة الذين غرقوا في عرض البحر بحثا عن طوق نجاة، فقررت الخروج إلى البر ودخول البيوت عن طريق شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية لكن هذه المرة اختارت لحما أكثر طراوة وهشاشة.
ومن اللعب ما قتل.. مفهوم جديد ظهر مع لعبة الحوت الأزرق هذه اللعبة التي صارت تخيف الكبار قبل الصغار لأن الفوز فيها يعني خسارة الحياة.
من باب الفضول إلى حب المغامرة أو لرفع التحدي.. النتيجة واحدة ألا وهي دخول عالم الهلوسة ثم الموت، لأن اللعبة ورغم بساطة أسئلتها وأحيانا سخافتها فهي تحمل خطرا حقيقيا في الروابط التي ترسلها المحتوية على مشاهد إباحية وعنيفة أو موسيقى كئيبة وصاخبة، إضافة إلى طلاسم شركية تابعة للسحر الأسود أي العمل على تحطيم نفسية الفرد ثم الاستحواذ عليه كما أن بها فيروسات لاختراق الجهاز والاستيلاء على المعطيات.
بعد تنصيب التطبيق الخاص بلعبة الحوت الأزرق، تبدأ الأسئلة والتي تتمحور حول إدخال الاسم، الصورة الشخصية، العنوان، أسماء كل من الأب والأم والإخوة مع صورهم.
وبمعدل سؤال لكل يوم وبعدها يتم إرسال بعض الروابط على مدار أيام ويقترح إجابات محددة لتقييم الرابط مثل: جيد – لا بأس به – سيء.
ثم يطلب وشم الحوت الأزرق على اليد عن طريق السكين أو آلة حادة ليكون كالنحت مع إرسال الصورة بعد الانتهاء من العملية، وهكذا تتوالى الأوامر الجنونية وبعضها سخيف كتناول طعام معين إلى نهاية المستويات، وفي اليوم الخمسين يطلب من اللاعب الإقدام على رمي نفسه من طابق عالي أو الشنق ليصير حوتا أزرقا فتنتهي اللعبة ويغلق التطبيق.
فاللاعب يكون تحت تأثير اللعبة وكأنه قد استحوذ عليه ويفعل ما يؤمر، وهذا ما يفسر رواية الناجين من هذه اللعبة على كونهم ولجوا عالم الحوت الأزرق الذي كان يأمرهم بالانتحار.
لابد أن وراء هذه اللعبة منظمات ماسو نية ومعادية للدين، لأنها تعتمد أصلا على الشرك والاستعانة بالشيطان وجنده، أما أن الطالب الروسي أوجد هذا التطبيق من تلقاء نفسه ومن غير عمالة لأي جهة فهذا ما لا يمكن تصديقه وإن كان الأمر كذلك فإن القضية اتخذت أبعادا أخرى وتم استغلالها من قبل اللوبيات ولا يوجد أحسن من الأطفال والمراهقين فهم صفحات بيضاء يمكن خط أي شيء بها والتلاعب بهم سهل جدا وبالمقابل هم رجال الغد وهكذا سيصبح غد المجتمع بلا رجال.
هذه اللعبة وألعاب كثيرة مثلها تعمل على تحطيم نفسية الطفل وإدخاله في نفق كظلم من العنف أو الانحراف والضلال، ولكن ولو تربى الطفل على عقيدة سليمة ووازع قوي ما كان ليهز إيمانه شيء وأهم شيء تعليمه الحلال من الحرام كي يميز المباح من المحظور ولا يستسيغ ما هو مناف للأخلاق وما أكثره على الشبكة العنكبوتية.
حالة الرعب والهلع التي أصابت الكثيرين من الذين لم يجدوا تفسيرا للسلطة التي يمتلكها الحوت الأزرق أو الأحرى كيفية سيطرته على اللاعبين والانقياد للأوامر الصادرة منه، لها تفسير واحد أنه يعمل على خلق حالة من الخوف لدى المشارك ثم تهديده باستعمال ما تم سحبه بالتهكير من ملفاته الشخصية وهذا ما يسهل السيطرة عليه باعتماد السحر، فأشد ما يتمكن الجن الذين يستعان بهم للاستحواذ هو عند ضعف الشخص وخوفه.
هذا نتاج عدم تنمية الوازع الديني عند أطفالنا وتعليمهم التحصين من الشيطان وأتباعه بالأذكار والذكر.
فإعطاء أطفال ومراهقين أجهزة ذكية مزودة بالانترنت من دون بناء شخصيتهم وصقل فكرهم كمن يدخل حربا من غير درع ولا سلاح، خاصة في زمن الحروب الإكترونية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.