يعتبر الزلزال ظاهرة طبيعية يخشاها جل البشر نظرا لما تخلفه من خسائر جسيمة وعلى كل المستويات، ولكن هل يكفي هذا وحده لتفسير هذا الخوف أم أن للزلزال تفسيرا آخر أكثر بعدا وعمقا؟
إن ما يجري في الكون وما يدور فيه من أحداث هو من تدبير الخالق ولحكمة إلهية، وإن كان بأسباب طبيعية فإن لها دلالات على النعم والعقوبات حسب أحوال العباد إما جزاء بالإنعام أو العقوبة والابتلاء كما دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم .
قد تكون التفسيرات الطبيعية كتغير المناخ بارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها وحركة الصفائح الأرضية مبررات لحدوث الزلزال، لكن الحقيقة التي لا ينكرها إلا ملحد جاهل بالقدرة الإلهية هو أن اهتزاز الأرض ما هو إلا نتيجة انتشار الفساد وارتكاب المعاصي والذنوب، كاحتفالات رأس السنة التي لم تخل من كل محرم واسألوا عن ذلك الطوابير التي اصطفت لاقتناء المشروبات الروحية ليلة رأس السنة الميلادية، ولكم تصور بقية ما حدث مع عقول مخمورة ونفوس غافلة.
لا تتعارض النظريات العلمية مع الفطرة الإيمانية لأن الدين والعلم يسيران على نهج واحد، قال تعالى :{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الرعد الآية 4.
فكل ظاهرة طبيعية تحمل معها مواعظ وعبر للمؤمنين، وزجرا للمذنبين لعلهم ينتهون عن معاصيهم.
والدليل الواضح على ذلك ما يصيب أمريكا من أعاصير وموجات صقيع بسبب جورها وظلمها لأبرياء وكذا كثرة الفواحش بها.
ومن لا يذكر التسونامي الذي ضرب مناطق كلها منكرات بدعوى السياحة الجنسية.
أما المنكرون لهذه الحكمة الإلهية فلهم أن يجدوا حلا ويستعملوا مقاييسهم العلمية لإيقاف هذه الكوارث.
لا أحد يمكنه الإنكار أن مظاهر الفساد وبكل أنواعه غزت بيوتنا، شوارعنا وإداراتنا، في مرافقنا العامة والخاصة صرنا نجد المنكرات فلم تعد حكرا على أماكن مشبوهة، بل تمادى البعض بالتباهي بما يقدمون عليه من معاصي وأبسط مثال على ذلك الفيديوهات المنتشرة وبتفاخر للمثليين وفي بلد مسلم يحرم ذلك فضلا عن كونه محافظا يعتبر ذلك عيبا ونبذا.
أن يضرب زلزال بقوة 5 درجات أمر علينا فهمه ومحاولة العمل على تجنبه بالرجوع لله والاستعاذة به من غضبه، كما أن البلاء قد يكون عاما فيصيب حتى من لم يشارك في الإفساد إلا أنه رضي أو سكت عنه.
إن للاستقامة فوائد عديدة على الفرد ومجتمعه سواء اجتماعيا اقتصاديا سياسيا… إلخ، فاستكمال فضائل النفس والسلوك الحسن هو صلاح للوسط الذي نعيش فيه وتحقيق للامتياز علما وعملا ونجاحا دينيا ودنيويا فهل سنخسر شيئا إن استقمنا؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.