عناوين فرعية
-
الضغط على الزمن في الوقت بدل الضائع..
تعيش الجزائر بدايات صعبة وهي تستقبل 2019 عاما ليس ككل الأعوام، لا ندري أهي شبيهة بجانفي 1992 أم جانفي 1979 وكأن قدرنا الارتماء في محطات الماضي والهروب نحو استنساخ التاريخ، وهي تعبر عن حالة العجز المزمن لدى صانع القرار في إنتاج نماذج حلول للمستقبل وإحداث التغيير اللازم والعلاج الضروري لأزمات البلد المتعددة وعلى رأسها أزمة الحكم.
العجز عن التفكير في الحلول ليس مرده الافتقاد لوسائل الحل، بل التخوف من فقدان المواقع المتقدمة لطرف على حساب آخر من مكونات الدائرة المهيمنة على صناعة القرار واحتكار السلطة والثروة منذ عقود.
هاجس اللاثقة وتأرجح مركز ثقل القرار بين المؤسسات وبين الجهات وبين مصالح العواصم الغربية هو ما يرهن آلية الانتقال الآمن من مرحلة لأخرى ومن عهدة رئاسية لأخرى، والاستمرار في سياسية التأجيل لا يولد إلا التأزيم واللجوء في اللحظات الأخيرة إلى الحسم الأحادي المؤلم لصالح طرف والذي يصنع نصف حل او ربعه أو أقل ليولد فصل جديد من الصراع والتصفية والقطيعة وإغراق البلد في معارك وهمية بعيدا عن ساحات الحرية والعدالة والتنمية التي يتطلع إليها الشعب الغارق في تركات عهود من سوء التسيير والفساد المستشري في مفاصل الحياة اليومية للمواطن.
وخلاصة القول هي أن الجزائر لا تزال تسير بالماضي وتحرم في كل محطة أمل من صياغة خارطة طريق مستقبلها بمشاركة كل مكوناتها النخبوية والسياسية والعسكرية والاقتصادية يتمازج فيها رصيد الأجيال وخبرتها وكفاءاتها، وتطلعاتها..
الجزائر تحتاج إلى ثقافة الثقة والشراكة والتكامل والتصالح بين مكونات شعبها وساستها، والتمسك بالمكاسب التي تعلوها ثوابت أول نوفمبر والتوجه نحو المستقبل وإنهاء كل مظاهر الصراع والارتهان لنزوات الأشخاص ومصالح المجموعات والارتماء في الأجندات الخارجية..
تحتاج إلى إرساء أسس متينة لدولة وطنية عبر نظام حكم ديمقراطي حقيقي وخيارات اقتصادية رشيدة وتفاعل ذكي مع التوازنات الدولية، تضمن للمواطن سكينته وكرامته وقوته وأمنه على حاضره ومستقبله في عالم لا يرحم الضعفاء ولا العاجزين ولا السفهاء .
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.