زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الجزائري والسعادة ..

الجزائري والسعادة .. ح.م

"ميزرية وتحيا الجزائر" هذه المقولة المغلوطة والتي تحولت إلى هشتاغ عرف انتشارا واسعا، والتي عادة ما نسمعها كهتافات من شبابنا حين يحتفلون بمناسبة أو من غيرها ، فهم يعيشون ظروفا صعبة قد رمت بالكثير منهم للانتشاء بجرعة مخدر علها تنقله لعالم السعادة الذي سرعان ما يخرج منه ليعود لواقع مرير يبحث فيه مجددا عن جرعة أخرى، وهو لا يدرك أنه وقع في شباك الانحراف والوهم وطبعا الضياع ، فهل عز علينا أن نضمن العيش الكريم بعيدا عن الميزيرية وطبعا فلتحيى الجزائر؟

هل يعد هذا الوهم مقياسا للسعادة أم أن هذه المنظمات والشبكات تعتمد على تقارير زائفة أو حتى عينات صغيرة جدا لا تمثل المجتمع؟ فهي تعتمد كمقاييس لتصنيف درجة سعادة الشعوب الناتج المحلي الفردي من حيث المشتريات مع الدخل، العمر الصحي استنادا لمنظمة الصحة العالمية، الدعم الاجتماعي للإفراد، نسبة تفشي الفساد على مستوى الحكومات والشركات وكذا تأثيرات الحزن والقلق والفرح على الأفراد.

لقد بات الجزائري اليوم يعزي نفسه وينفس عن كربه بنكت ودعابات يتقاسمها مع أمثاله على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدرج معايير جديدة للحياة حيث صار الثوم أنسب هدية للمرأة عوض باقات الورود لأنه أغلى شيء في السوق كما صار البعض يأخذ صورا تذكارية مع فاكهة الموز

وتبعا لهذه المعطيات صنفت الجزائر في المرتبة 53 دوليا ومتفوقة بذلك على الكثير من الدول مثل تركيا، التي يصل الأجر القاعدي بها إلى 450 دولار، والذي يتجاوز راتب الطبيب العام بالقطاع العام عندنا، فضلا عن ما يحظى به الشعب التركي من خدمات ودعم اجتماعي كاللوح الالكتروني المجاني لكل طالب، وتعميم التدفئة لكل المناطق إلى غير ذلك من مظاهر التنمية الغائبة تماما هنا.
وعليه فلا بد أن هذه الشبكة التابعة للأمم المتحدة أخذت كعينة الوزراء وحاشيتهم من البرلمانيين ورؤساء الأحزاب وكذا رجال الأعمال أمثال ربراب وحداد ومن كان على شاكلتهم، أما المواطن البسيط فلا بد أنه أقصي من هذا التمحيص لأنه بالكاد يوفر قوت يوميه وقد عز عليه العيش الكريم في ظل المحسوبية والرشوة وغيرها من الآفات ناهيك عن ارتفاع الأسعار وتقهقر القدرة الشرائية.
لقد بات الجزائري اليوم يعزي نفسه وينفس عن كربه بنكت ودعابات يتقاسمها مع أمثاله على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدرج معايير جديدة للحياة حيث صار الثوم أنسب هدية للمرأة عوض باقات الورود لأنه أغلى شيء في السوق كما صار البعض يأخذ صورا تذكارية مع فاكهة الموز، ولكن الواقع أسوء من السخرية فمن أين لمواطن بسيط أجرته الشهرية تساوي الأجر القاعدي 18000دج أن يدفع فواتير الكهرباء والماء، هذا إن افترضنا أن له مسكنا ولا يدفع أجرة الكراء، فهل سيتمكن من إطعام من يعيلهم وسعر الكيلو غرام الواحد من البطاطا تجاوز 85 دينار بغض النظر عن المواد الأخرى والتي تشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار.

فلا بد أن هذه الشبكة التابعة للأمم المتحدة أخذت كعينة الوزراء وحاشيتهم من البرلمانيين ورؤساء الأحزاب وكذا رجال الأعمال أمثال ربراب وحداد ومن كان على شاكلتهم

فلتنزلوا يا من تضعون التقارير إلى الأحياء الشعبية ولتعاينوا كيف يعاني الناس بصمت، فعائلات تقتات من المزابل أكرمكم الله وأخرى نسيت طعم اللحم، حتى الحليب صاروا يفتقدونه بسب أزمته التي لا تنتهي، دون أن نذكر باقي متطلبات الحياة .
بلد غني بالثروات مثل الجزائر من يقف في طريقه ليكون دولة عظمى، أم أنه الوهم الذي يسوق إلينا على أننا أسعد شعوب العالم، فحسب المقاييس المعتمدة سنكون أتعسها اللهم إلا إذا أقررنا أن السعادة هي سعادة الروح لا الجسد فتكون في طاعة الله سبحانه، ورجاؤنا أن ينتشر هذا الوعي في مجتمعنا ويرجع الناس لربهم فإنه لحظتها سيرفع عنا الضر و سيبارك في أرزاقنا ويولي علينا خيارنا، فما أحوجنا لتعلم ديننا والتمسك به وفيه صلاحنا ونجاتنا فهو يشمل كل جوانب الحياة دينا ودنيا وما أكثر أعداءه الذين يحاولون صرفنا عنه ويمضون في إبعاد أطفالنا وشبابنا عنه بمخططاتهم التي يدسونها في كل برامجنا.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

2 تعليقات

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 6279

    Æđjï Đj

    الجزائر بلد النفط والفقرررررر…
    والذي يحكم الجزائر مجهووووول…
    السعادة نعمة ونجدها عند الحمادووووون لله…
    و الشعب الجزائري يحمد ألله في السراااااء والضراااااء…
    لهذا ربما هم سعداااااء…

    • 1
  • تعليق 6280

    FATEH valenciano

    يعتقدون الفقراء ان السعادة في المال..
    في حين أن الأغنياء ينفقون المال بحثا عن السعادة..
    سبحان الله…
    فالسعادة طاقة من الرضا..
    لهذا نحن الجزائريين متقبلين الواقع..
    ونعمل على تحسينه..
    لأن في الأخير إرادة ربنا فوق كل شيئ..
    والحمد لله
    على كل شيئ وعلى لا شيئ..

    • 1

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.