زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الثورة السورية.. وبلقنة الشام

الثورة السورية.. وبلقنة الشام

تدخل الثورة السورية عامها الثالث في غضون أسابيع، دون أن تلوح في الأفق أي بادرة لحل يوقف آلة القتل اليومي و يرتقي لمستوى تضحيات 70 ألف قتيل وأكثر من 2 مليون مهجرا ومليون لاجئ -نصفهم أطفال- من أبناء سورية.

هذا المشهد الدرامي الذي أصبح يعايشه السوريون منذ أن قرروا بداية انتفاضتهم – في مارس/آذار 2011- على نمط من الحكم حرمهم لعقود من الزمن معنى المواطنة الحقة التي تكفل لكل المواطنين بدون استثناء المساهمة في بناء حاضر ومستقبل وطن كان في يوم من الأيام مقرا لعاصمة خلافة اسلامية، امتدت اشراقاتها واسهاماتها الحضارية إلى أصقاع العالم وربوع الدنيا في وقت أضحت فيه دمشق قبلة لكل الباحثين وطلاب العلم من جميع أنحاء المعمورة.


ما الذي أوصل بلاد الشام إلى حالة التدمير الذاتي التي غدت مدن وأرياف سورية مسرحا لها هذه الأيام غيرإلى إلغاء صوت العقل و التمادي في سياسة الهروب للأمام من منظومة فكرية و سياسية ما زالت حبيسة عقلية الحرب الباردة واستراتجية معاداة الشعوب وعدم الاستجابة لتطلعاتها وآمالها في العيش الكريم في ظل حكم ديمقراطي يتوافق عليه الجميع، حكاما و محكومين. 


هذه الأسباب الداخلية للتدميرالذاتي، وجدت لها دعما إقليميا و دوليا، ساهم في ارتفاع ضربيبة الدم و التشرد التي يقدمها السوريون كل يوم، فالدعم الروسي و الإيراني بكل أشكاله لحكم بشارالأسد معلن ولايحتاج إلى دليل. أما التواطىء الغربي فهوعمليا مازال يمارس نفس السياسة التي انتهجها في البلقان، عندما منع السلاح عن البوسنة ليمكن الصرب من قبر كل امكانية للصمود والوقوف البوسني في وجه سياسة التطهير العرقي التي مارسها الجنود الصرب. هذه السياسة الماكرة، يرى أصحابها أن رفع الحضراليوم عن توريد السلاح باتجاه ثوار سوريا سيكون محفوف المخاطر على مصالحهم الاستراتيجة في مرحلة ما بعد حكم الأسد، وخاصة بعدما تأكد لهم وجود مجموعات اسلامية تشارك في يوميات الثورة السورية. 


هذا من جانب، أما من جانب آخر فإن سياسة البلقنة المتبعة في سورية لها ما يبررها من وجهة النظر الغربية، اعتمادا على نتائج الانتخابات الديمقراطية التي أوصلت الإسلاميين إلى سدة الحكم في بلدان الربيع العربي. إن مثل تلك النتائج لن يسمح بتكرارها مرة أخرى على حدود ربيبتهم اسرائيل، ولهذا فهم طالما لم يجدوا بديلا لحكم بشاريرضون عنه ويتناغم مع استراتيجياتهم، فهم يعملون على استمرارتلك الحرب الغير متكافئة إلى الحد الذي تزول معه كل معاني المقاومة لمشاريع الهيمنة في المنطقة.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.