عندما سألني سيدي ذات مساء، هل استمتعتِ بيومكِ؟.. لم أدر ماذا أقول حينها سوى أني مثل بقيّةِ الشعب البائس!.
ردّ علىّ: ياسيدّتي البؤس في كل مكان، البؤس ينال منا، البؤس يوزّع على الشعب يوميا في الجرائد، البؤس ينتظر كلّ يوم موعدا مع احدهم بطريقة ما، البؤس صار يشاركنا فنجان القهوة، وكرسي المكتب، ومناشف الوجه، وورق الحمّام، البؤس ياسيّدتي يسرق منا الكسل ويوهمنا ان نجتهد ونبذل اكثر، البؤس يميل على حافة مرآة السيارة كلّما توقّف بنا السير لأخذِ نفَسٍ عميق، البؤس أبرم معنا اتفاقية ووجدَنا احرارا حافظنا على بنود الإتفاقية!
تبا لنا!
أتمنى ياسيّدتي أن نخون البؤس ونتلفَ أوراق الاتفاق، أتمنى أن نتمرّد ونُخلِف العهد القديم.
نعم ياسيّدي؛ هل تعلم أنك عندما قلت لي هذا كنت أُفكّر في طريقة أكثر جُرماً لأتخلّص من هذا الكائن الحقير الذي يعيش بأنفسنا وبجانبنا وداخل انفس أقربِ النّاسِ إلينا، إنّه يأخذُ منّا كلّ شيء جميل وگأنه لابدّ أن يكون معنا متمثّلاً في زيّ يبدو أقوى منّا.
أنا أدعو الجميع ليشارگ في الجريمة – إتلاف أوراق الاتفاق مع البؤس- فهي جريمة محمودة عواقبها!
يمكننا بعدها أن نتبادل التَّحايا والضحكات، وأن نعيش بأرواح حرّة تحملُ رايات السلام، بعد إتلاف الأوراق متأكدّة سَينجلي من حياتنا الغَمام.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.