التحدث في البلاطوهات عموما من موقع المحلل أو المختص يلبس عموما ثوب الإنتقاد، خصوصا مع أوضاع مختلة في أكثر مجالات التيسير في البلاد، فليس من الصعب تعداد السلبيات والهجوم على المسؤولين، وهو انتقاد عادة ما يتم على أساس ما يظهر كأسباب المشكلات، وحلول تبدو أنها في المتناول، والكلام هنا عادة لا يتم تحت أي ضغط أو مسؤولية فالكلام بالمجان ولا ينبني عليه شيئ.
يكفي أن ينتقل أحد من كان في البلاطوهات إلى موقع المسؤولية ويعالج الملفات بمعطياتها الحقيقية التي كانت غائبة عنه أيام تحليل البلاطوهات، حتى يدرك أن الأمر ليس بالسهولة التي كان بتخيلها، وإن الحلول ليست بديهية كما كان يظهر له، ويكفي أن تمارس تقنية ال VAR حتى ندرك حجم الفرق بين الحديث دون أية مسؤولية وضغوط والميدان والقدرة الحقيقية على حل المشاكل.
ينطبق هذا على أغلب إن لم أقل كل من مر بهذه النقلة، وينطبق أيضا على كل تحليل أو كلام دون امتلاك المعطيات الحقيقية للميدان، وأغلب هذا راجع لمغالطة منتشرة تقول أان من هم في المسؤولية عديمو كفاءة وإن حل المشاكل مسألة كفاءة وحسن نية وفقط..
صحيح أن الرداءة منتشرة، لكن أيضا مرور عشريات كاملة على قطاعات مأزومة يجعل التراكمات تعقد الحلول وتطيل مدة حل المشاكل.
هذا يحيلنا إلى نتيجة تقول أن إطالة عمر الأزمات والمشاكل وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، سيصعب حلها في المستقبل على أكفأ الناس وأكثرهم نزاهة، وسيظهرهم في مظهر العاجزين أمامها.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.