تضع القوات المسلحة الأمريكية اللمسات الأخيرة على عقيدتها وتوجهاتها الجديدة، برا وبحرا وجوا وفضاءً وفضاءً افتراضيا، التي سيتم الكشف عنها في الصيف المقبل، حسب تصريحات سكوت ماك كين أحد كبار مسؤوليها، في حديث لـ: "ديفنس نيوز" (Defense News) الاثنين الماضي، على أن يجري تعديل العقيدة تدريجيا على ضوء الدروس المستخلصة من التجارب الميدانية.
من بين التوجهات الجديدة للقوات المسلحة الأمريكية التركيز على الاستعداد لحرب كبيرة ضد روسيا في أوروبا بتشكيل وحدات عسكرية جديدة ونشرها في القارة “العجوز” وإجراء تعديلات عميقة على هيكلية قياداتها العسكرية مع مضاعفة التدريبات والمناورات الواسعة النطاق في نفس القوت الذي تُعِد فيه قواتِها لكسب أيِّ حرب في “إفريقيا” قد تندلع بالتزامن مع المواجهة العسكرية مع روسيا في أوروبا.
لا حاجة للتوضيح أن دولا كالجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا جزء لا يتجزأ من هذا المجال الواسع الذي تستعد فيه واشنطن للحرب…
الخبراء العسكريون يقولون إن البنتاغون ليس قادرا في الظرف الحالي على كسب حربين متزامنتين في أوروبا وفي إفريقيا، التي يُفهم ضمنيا أن المقصود بها هو شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، لكن الجهود تُبذّل من أجل تدارك النقائص وتحسين جاهزية وقدرة القوات الأمريكية على كسب الحربيْن المتزامنتيْن المفترَضتيْن. ولا حاجة للتوضيح أن دولا كالجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا جزء لا يتجزأ من هذا المجال الواسع الذي تستعد فيه واشنطن للحرب…
العمل على تنفيذ العقيدة الجديدة للجيش الأمريكي انطلق منذ فترة ولا ينتظر الإعلان عنه في الصيف المقبل. ومثلما تتحرك الأمور بسرعة في أوروبا من بولندا إلى إسكندينافيا منذ الخريف الماضي والمحيط الهادي، تم إدماج “جيش أوروبا الأمريكي” (U.S. Army Europe) و”جيش إفريقيا الأمريكي” (U.S. Army Africa) في قوة موحَّدة تحمل إسم “جيش أوروبا وإفريقيا الأمريكي” ( U.S. Army Europe and Africa) تقول “وُورْ أُونْ ذي رُوكْسْ” (War on The Rocks) الأمريكية المتخصصة في “السياسة الخارجية والأمن القومي” والتي تتوقع اهتماما أكبر بإفريقيا من طرف الإدارة الأمريكية الجديدة وتدخلا أوسع في شؤونها.
في هذه الأثناء، قالت “آفْيَا بْرُو” (Avia Pro) الروسية، نقلا عن مصادرها، إن موسكو لن تسلِّم الطائرات المقاتلة “سو 34” للقوات المسلحة الجزائرية مثلما تناقلت وسائل إعلام قبل أيام “ولا يوجد إنتاج لهذه الطائرات لفائدة الجزائر”. وإذا كانت صفقة هذه الطائرات الـ 20 من نوع “سوخوي 34” غير قابلة للتنفيذ، كما تقول “آفيا بْرُو”، فإن حصول الجزائر على المقاتلات الروسية من الجيل الخامس “سو 57” قد يكون أصعب في حال كان سبب التراجع الروسي، إن تأكّد، يعود إلى ضغوط الحلف الأطلسي، لاسيما فرنسا وإسبانيا وإيطاليا المنشغلة، بحكم القرب الجغرافي، بأيِّ تطوُّر للقدرات العسكرية الجزائرية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.