في بلد تنص المادة الثانية من دستوره على أن "الاسلام دين الدولة" تباع الخمور ليلا نهارا في حانات تتباين من مستوى لآخر و تحمل نجوما من الصفر إلى الخمسة حسب نوعية الزبائن واختلاف المادة المسوقة من مستورد ومحلي ،فعلى طول معظم الشوارع شرقا ،غربا ، شمالا وجنوبا توجد كل هذه المراتب والمسافة بين حانة وأخرى لا تتعدى المئة متر ورغم أنها تنشط طول أيام السنة إلا أنها تكاد تعجز عن سد احتياجات المحتفلين برأس السنة الميلادية لإقامة السهرات والتجمع في الفنادق وقاعات الحفلات وحتى الطرقات التي تمتلئ على آخرها ليبدأ الاستنفار الأمني وتوزيع عدة فرق كان أولى بها أن تتحرك للبحث عن شيماء وسندس رحمة الله عليهما قبل أن تقتلا بدم بارد ولم يقتص لهما لأن قانون الدولة يحترم حقوق الانسان و أوقف حكم الاعدام واكتفى بالتنديد بالإجرام وإصدار عفو شامل عند كل مناسبة.
مراسم الاحتفال
صار الناس عندنا يقيمون احتفالات كلما سمعوا عن عيد وإن لم يكن له أي انتماء لديننا أو أعرافنا كعيد رأس السنة الميلادية لنجد طوابير مصطفة أمام محلات الحلويات واقتناء الكعك وتحديدا كعكة الغصن أي la buche و الشكولاطة بكل أنواعها وإعداد أطباق الدجاج واللحم وشراء الهدايا ولم لا أشجار الميلاد وزينتها وتبادل التهاني حتى يظن الواحد منا أنه سافر لبلد غربي يحضر لعيد الميلاد.
مظاهر الانحلال
وليت التقليد توقف عند هذا الحد بل امتد إلى المحظور من شرب للخمور و تعاطي للمخدرات و دعوة للرذيلة كلها ممارسات تدل على أن أصحابها قد صمت أذانهم عن كل نصح أو خطب طيب وصارت تستلذ كل خبيث وماجن ،لتتحول بعض البيوت والسيارات إلى ملاه ليلية بدعوى الحرية الشخصية التي يتشدق بها أدعياء التحرر الذين اتخذوا من الشعارات الواهية والقضايا المغلوطة دعامة تضمن استمرار كيانهم في المجتمع والدعوة للاقتداء بالغرب المحتفلين بعد الساعات والدقائق إلى حين موعد حلول السنة الجديدة لتتعالى الصيحات وأيواق السيارات من غير مراعاة للساعة المتأخرة وهناك النيام من المرضى والمسنين والأطفال -عفوا- ومن يهتم بالأطفال.
ترويع وقتل الأطفال
إن كنا ننبهر بالغرب فلماذا نقلده فقط فيما يجلب لنا أضرارا صحية ،روحية ( دينية ) ،اجتماعية ومادية لماذا لا نفعل مثل أمريكا في حدادها على أطفالها القتلى في المدرسة أم أن أطفالهم بشر وأطفالنا حجر ،رئيسهم زار مكان المجزرة وخطب والدموع في عينيه أما رئيسنا ففرح بزيارة هولاند وخرج مهللا لاستقباله، هم يحزنون ويعاقبون الجناة ونحن نسر ونحتفل بأعيادهم ولا يهمنا من قتل أو مصير القتلة ،هم يقيمون الدنيا إن اغتصبت طفلة ونحن نتأسف إن أبيدت عائلة ونغير القناة ونواصل متابعة المقابلة فهدف زياني أو فلان الفلاني أهم وأغلى من حياة أطفالنا ،فعجبا لبلد كل شيء فيه غال إلا حياة الناس الذين صاروا يخافون من ظلالهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات يومية.
عام رحل والحال من سيء لأسوء
انتهت السنة فهلا تذكرنا أن رد حقوق الآخرين والتحلل من مالهم وأعراضهم وأنفسهم سيجدد الحياة ويبعث روح المودة من جديد بين أفراد المجتمع، فما بالك داخل الأسرة الواحدة حيث يتنازل كل واحد عن عناده ويتراجع عن خطئه ، ولو سعينا لاصلاح أنفسنا والتزمنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتجاهلنا سياسة نفسي نفسي وإضاعة الحدود والتزام الصمت وتكريس الرداءة لما سرنا نحو الهاوية أم أن المرض قد استفحل ويلزمنا زياد بن أبيه لاستئصاله.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 4859
خص غير البابا نويل ماجا ما جاب les cadeauبصح ماعليش جا هولند و ادا الشكارى