زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

“أيها الشريف، لن تتحول لحيتك إلى عشب أبدا”!

فيسبوك القراءة من المصدر
“أيها الشريف، لن تتحول لحيتك إلى عشب أبدا”! ح.م

الشريف بوبغلة

قبل قرابة ثلاث سنوات كتبت قصة عن محمد الأمجد بن عبد المالك المعروف بالشريف بوبغلة، والحقيقة أنني كنت أكتب وأتعجب من الرجل.. من ذكائه في الحشد والحرب.. لكنني عندما وصلت لأكتب نهايته واكتشفت تفاصيلها بكيت بيني وبين نفسي.. ففي التاريخ المدرسي قالوا لنا إنه استشهد ولكن لم يقولوا لنا كيف..!؟

واليوم، عرفت بأن نهاية الشريف كانت مؤلمة جدا.. نهاية رجل جريح حارب فرنسا من 1851 إلى 1854، أذاقها فيها وعملاءها السم القاطع كل يوم..

في السابع أفريل 1854، قالت لالة فاطمة نسومر للشريف بوبغلة “أيها الشريف، لن تتحول لحيتك إلى عشب أبدا”، وكانت تعني أنك رجل صنديد وستبقى كذلك ولن تذهب تضحياك هدرا، ومعروف أن اللحية دلالة على تمام الرجولة عند أجدادنا وقبلهم أنبياؤنا جميعا.. لذلك ذكرت لالة فاطمة لحية الشريف..

واليوم اليوم، أنا سعيد جدا بعودة رأس الشريف إلى الجزائر.. كأني ربطتني به رابطة.. ياهلا بالشريف في أرضيه التي نحنحت فيها فرسه وصهلت هناك في القبائل.. هلا بالشريف الأمجد.. حيا الله روحك.. حيا الله رأسك الجليلة.. إنني أقبلها وأنحني لها تكريما وتشريفا أيها الشريف..

لقد بحثث عن الموضوع الذي كتبت فلم أجده في أرشيف الموقع، وكان علي أن أسهر قليلا لأفيد حضراتكم به، لأن الشريف يستحق السهر.. لأن الجزائر تستحق العمر..

في السابع أفريل 1854، قالت لالة فاطمة نسومر للشريف بوبغلة “أيها الشريف، لن تتحول لحيتك إلى عشب أبدا”، وكانت تعني أنك رجل صنديد وستبقى كذلك ولن تذهب تضحياك هدرا، ومعروف أن اللحية دلالة على تمام الرجولة عند أجدادنا وقبلهم أنبياؤنا جميعا.. لذلك ذكرت لالة فاطمة لحية الشريف..

قالت لالة فاطمة تلك العبارات الذهبية للشريف – وما أحلاها وأعذبها عندما تقولها امرأة لرجل – قالتها له عندما اندفعت إليه لتسعفه من جراحه التي أصيب بها في معركة كبيرة تواجه فيها بوبغلة ونسومر من جهة ضد الجنرال الفرنسي وولف في وادي سيباو وانتصر المجاهدون هناك وجرجر وولف جيشه مثخنا بالدماء مجلجلا بهزيمة مذلة مسربلا بالعار..

zoom

لم ينس وولف أفاعيل الشريف بجنوده، ولم ينس جنرالات فرنسا كيف دوّخهم سنوات، كرّا وفرّا ومواجهة، لم ينسوا كيف كان يحسن التخفّي منهم في الليل وفي النهار، رغم جواسيسهم التي كانت تتعقبه كظله.

من أجل كل هذا توعّد الحاكم العسكري راندون، في رسالة كتبها في 21 ماي 1854 بمعاقبة الشريف، وجاء في الرسالة “إن هدفي الأول هو ضرب قبيلة بني جناد، التي قدمت العون في المدة الأخيرة للشريف بوبغلة، الذي ينبغي أن يعاقب، ويكون عقابه درسا للآخرين، وبعد ذلك أوجّه جهدي إلى القبائل الأخرى..”

ألهذه الدرجة آلمهم الشرف فجعلوه على رأس أهدافهم!؟

نظرة خاطفة على سيرة الشريف، ستكشف لكم لماذا كادوا له كل هذا الكيد.. لقد كان بارعا في ضربهم بطريقته الخاصة، طريقة اختص بها الشريف وحده.

شرّد الشريف جيوش فرنسا في منطقة القبائل، قتل عملاءها، ألب عليهم القرى والقبائل في جرجرة والمنطقة كلها وهو القادم من سور الغزلان، أين كانت له بغلة يتنقل عليها، كان يقوم خطيبا ويحرض الناس على قتال الفرنسيس وكرههم.. طاردته فرنسا ففشلت في القبض عليه.. لقد أنهكها.. أحرقت من أجله أكثر من 29 قرية بينها عزازقة.. كان شبحا غير عادي.. كان سيد الأشباح!

طلب الشريف من القايد أن لا يقتله وأن يأخذه حيا ويسلمه لفرنسا، إلا أن القايد لخضر ارتمى عليه وقطع رأسه بيده ثم أخذ الرأس وسلمها لحاكم برج بوعريريج، أما الحاكم فربط رأس الشريف على عصي وعرضوا حصانه وسلاحه وثيابه والختم الذي كان يستعمله في مراسلاته، وانتهت بذلك قصة ثائر عظيم مثل كل ثوار الجزائر..

والآن إلى نهاية الشريف.. هل تعلمون أن الذي قطع رأس الشريف جزائري، رغم أن الشريف طلب منه أن يسلمه لفرنسا حيا.. إليكم القصة:

في 21 ديسمبر 1854 خرج الشريف رفقة رجاله من مضاربهم خوفا من الوشاية، ويا للأسف كان عيون فرنسا ممثلة في القايد لخضر بن أحمد المقراني خلفه.. لقد رصدوا الشريف ولاحقوه ليمسكوا به ولسوء الحظ كان مصابا بجرح، وبسبب كثرة الأوحال تعثرت فرسه فأطلق عليه الخونة النار فترجل وواصل الفرار جريا، فأطلقوا عليه النار مرة ومرات فأصابوه في ساقه ورغم ذلك زحف كي يخرج من الأرض الموحلة، إلا أن القايد لخضر لحقه مع رجاله وألقوا عليه القبض..

طلب الشريف من القايد أن لا يقتله وأن يأخذه حيا ويسلمه لفرنسا، إلا أن القايد لخضر ارتمى عليه وقطع رأسه بيده ثم أخذ الرأس وسلمها لحاكم برج بوعريريج، أما الحاكم فربط رأس الشريف على عصي وعرضوا حصانه وسلاحه وثيابه والختم الذي كان يستعمله في مراسلاته، وانتهت بذلك قصة ثائر عظيم مثل كل ثوار الجزائر..

هذا سرّ أخذ فرنسا رأس الشريف إلى متاحفها في باريس ووضعها مع رؤوس أماجد آخرين في علب.. لقد استكثرت عليه أن يدفن رحمه الله، ووالله إنها لميتة ومجد يستحقان زغاريد نساء الأرض جميعا..

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

2 تعليقات

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 7317

    دكتور محمد النجار

    دماء شهداء الجزائر تفرض علينا جميعا نحن العرب والمسلمين أن نتخذ سيرتهم قدوة لنا ، لقد جاهدوا بأرواحهم في سبيل دينهم ووطنهم ،، وما أحوجنا الآن عام 2020م لتحرير مقدساتنا وأوطاننا من رجس اليهود وأعوانهم الاوربيين والامريكان وأن نحرر اوطاننا من الخونة في داخل اوطاننا الذين يساندون اعداء الأمة عسكريا واقتصاديا وسياسيا ومخابراتيا وينخرون في قلب الأمة وجسدها .. وحسبنا الله في كل عميل وخائن لدينه وعقيدته ووطنه.
    دكتور محمد النار

    • 0
  • تعليق 7319

    تكوك خطاب

    ارجوا منكم تمحيص الصور قبل نشرها ، ربطتم صورة الشريف بوبغلة بصورة الشيخ محمد بن علي السنوسي و هذا الخطأ ينجر عنه تلبيس لدى المتابعين ، الشيخ ابن السنوسي كان بعمر 67 سنة عند اخذ الصورة و الشهيد محمد الامجد استشهد بعمر 34 سنة
    تكوك خطاب رئيس جمعية الشيخ محمد بن علي السنوسي لترقية التراث الصوفي

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.