ينشر الاتحاد الأوروبي دعاية له على لوحات الإعلان في الضفة الغربية عنوانها "أولوياتكم هي أولوياتنا." أي أنه يخاطب شعب فلسطين في الضفة الغربية بكل هذا الود والمحبة إلى درجة أنه يتبنى أولوياتنا نحن الذين نخضع تحت الاحتلال منذ عشرات السنوات. وقد رأيت له إعلانات على شاشات فضائيات رئيسية مثل الجزيرة تحمل ذات العنوان.
طبعا، الاتحاد الأوروبي كاذب ومضلل ومخادع. نحن أولوياتنا إزالة الاحتلال، ولم أر الاتحاد الأوروبي يحشد جيوشه لمشاركتنا هذا العمل، أو للقيام بهذا العمل بالنيابة عنا.
ومن أولوياتنا عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم في الأرض المحتلة عام 1948، لكننا لا نجد الاتحاد الأوروبي يدافع عن حق العودة. بل أن الدول الأوروبية ترفض حق العودة، وتعمل جاهدة مع الصهاينة والولايات المتحدة للبحث عن حل لمشكلة اللاجئين خارج فلسطين.
ومن أولوياتنا حق تقرير المصير دون تدخل من أحد، لكن الأوروبيين يتدخلون بشؤوننا، ولا يقفون بوجه من يتدخل بشؤوننا.
ينشر الاتحاد الأوروبي دعاية له على لوحات الإعلان في الضفة الغربية عنوانها “أولوياتكم هي أولوياتنا.” أي أنه يخاطب شعب فلسطين في الضفة الغربية بكل هذا الود والمحبة إلى درجة أنه يتبنى أولوياتنا نحن الذين نخضع تحت الاحتلال منذ عشرات السنوات.
ومن أولوياتنا منع إسرائيل من مصادرة الأراضي وإزالة الاستيطان، لكن الاتحاد الأوروبي لا يمانع مصادرة الأراضي لأسباب تعتبرها إسرائيل أمنية.
ومن أولوياتنا الإفراج عن أسرانا في المعتقلات الصهيونية، لكن الاتحاد الأوروبي يعتبر هؤلاء الأسرى إرهابيين، ولا ينتقد إسرائيل حول هذا الأمر.
ومن أولوياتنا تحقيق حرية التعبير عن الراي والحركة والتنظيم والحشد، لكن الاتحاد الأوروبي يمول السلطة الفلسطينية التي تقمع الرأي وتحتكر وسائل الإعلام، وتمنع التنظيم والمظاهرات والتجمعات السلمية.
ومن أولوياتنا تطوير قضاء محترم ونزيه، لكن الاتحاد الأوروبي يمول دورات تدريب وبناء دور قضاء، لكنه لا يعبأ بالتدخل في القضاء وتعيين قضاة على أسس سياسية.
القائمة تطول.
أما أولويات الاتحاد الأوروبي فهي تقديم خدمات للشعب الفلسطيني لتزداد الهوة بين الإنتاج والخدمات فيبقى الشعب تحت وطأة الفقر والحاجة المالية والمديونية المذلة.
وأولويته تتمثل في التحكم بالأموال لكي يتحكم في النهاية مع الصهاينة والأمريكان بالقرار السياسي الفلسطيني.
وأولويته أيضا في وجود سياسيين فلسطينيين يوالون أهل الغرب ويقيمون علاقات طيبة مع الصهاينة لكي يضلوا شعب فلسطين ويصفوا قضيته ويتنازلوا عن حقوقه الثابتة.
وأولويته منع الحريات حتى لا تقوم انتخابات حرة تأت بأشخاص لا ينفذون سياسات أمريكا وإسرائيل.
والنتيجة أن الأوروبيين يحاولون القضاء على الوعي الفلسطيني نحو تصفية قضية فلسطين تماما، وإن قدموا لنا عونا، فذلك كثمن لوطننا وحقوقنا. هؤلاء الذين صنعوا إسرائيل، وما زالوا يدعمون إسرائيل في مختلف المجالات، ويحرصون على أمنها ورفاهها لا يمكن أن تكون في قلوبهم رأفة باهل فلسطين وشعب فلسطين.
فحيثما رأينا إعلانا للاتحاد الأوروبي نتذكر أن هؤلاء ساهموا مساهمة مباشرة بتشريد شعبنا وضياع وطننا وسفك دمائنا. ومن فعل ذلك لا يستحق أن نسمعه، ولا يجب أن يبقى بين ظهرانينا. الشعب الحر يرفض الطعام المغمس بدماء شهدائه.
sattarkassem@hotmail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.