بما أنكم فضوليون للغاية وتحبون كثيرا "التقرعيج" سأعلمك بسبق إخباري، لم تستطع قناة محسوبة على شقيق الرئيس ومستشاره الخاص الانفراد به، لكن قبل ذلك أرجو أن لا تبدوا دهشتكم وتعلقوا كثيرا على هذا الخبر.
كل ما في الأمر أن السعيد بوتفليقة سيعلن ترشحه رسميا إلى منصب رئاسة الجمهورية خلفا لشقيقه الذي قرر (بالأحرى هم قرروا في مكانه، فالرجل مريض ليست له القدرة حتى على الكلام، فما بالك التفكير في هكذا قرار)، أن لا يترشح لعهدة خامسة ليركن إلى راحة أبدية.
أنا أعلم جيدا أن فيكم كثيرون سيستشيطون غيضا وسيثورون وسيخرجون سكاكينهم وسيحرقون الأخضر واليابس، وسيضربون “في المليان” (سيستعملون طبعا بارود عراسي)، لهذا أوفر لكم كل هذا الوقت والجهد، حتى لا يذهب سدى، لأنصحكم بأن يتقبلوا الأمر الواقع، وأن يكتموا غضبهم للصدمة الأولى، لأنهم سيألفون ذلك بعد مدة قصيرة جدا، وسيصبح الخبر في “خبر كان” وسنعود إلى أشغالنا وتستمر الحياة بطريقة أكثر من العادية.
الكل يعلم أن السعيد ليس بالرجل سهل المنال وهو الآمر والناهي، وأنه هو من يحكم ويقرر في كل شاردة وواردة، فلا يعقل أن يترك الجمل بما حمل ويمنح كرسي الرئاسة لأي كان ويذهب هو إلى حال سبيله، ومن يصدق هذا فهو سفيه أو مجنون، لأن ذلك من ضرب الخيال… هذا السبب الأول لدق مسمار جحا.
السبب الثاني هو أن السعيد وبعد ما أثير ضده من كلام خطير من قبيل أنه هو الذي أتى بأصدقائه من أصحاب المال الفاسد مثل حداد و”شلته”، وتبرئة ساحة شكيب خليل (من غير محاكمة) من جميع التهم التي نسبها إليه النائب العام بمجلس قضاء الجزائر، لن يثق في أي كان على حمايته من المتابعات القضائية بحق أو بغير وجه حق، بعد أن يرحل من قصر المرادية مع شقيقه.
بعض فقهاء علم التنجيم يطرحون اسم الوزير الأول ليكون خليفة بوتفليقة (طبعا هذا في الأحلام).
هم استنتجوا ذلك من تصريحات رجل المهام القذرة التي تصب كلها في عدم ترشحه في حضرة بوتفليقة، مما يعني أنه في حال عدم ترشح الرئيس لعهدة خامسة، سيكون أولى بها، والمؤهل فوق العادة للجلوس في مقعد الرئاسة.
لكن من يعرف الرجل “أويحيى”، فسيقول كلاما غير ذلك، فأويحيى لا يلعب بالنار أمام السعيد، ولو علم أن هذا الأخير ينوي (مجرد النية) أن يترشح، فسيكون أول المهنئين، بل أكثر من ذلك، فسيقدم خدماته لشقيق الرئيس، كأن يكون مدير حملته الانتخابية بامتياز.
أما في ما يخص المعارضة الرسمية، فاطمئنوا “و حطوا بطيخة صيفي” (كما يقول أشقاؤنا المصريين)، لأننا سنسمعهم يقولون أن السعيد مواطن جزائري ومن حقه أن يترشح للرئاسيات مثله مثل كل الجزائريين الذين تتوفر فيهم الشروط التي حددها الدستور، وهو بذلك، ليس لديه ما يمنعه من ذلك، مثلما صرح به منذ مدة الشيخ “الراقي” بوقرة سلطاني.
قال لي أحد طويلي اللسان، أنه حتى مجرد النداء بشعارات من قبيل “تحيا السعيد” ستكون ثقيلة على اللسان، فأجابه آخر بأن نفس الكلام كنا نردده على شقيقه، لكننا مع مرور الوقت ألفنا ذلك وأصبحنا نردد “أهلا بالعزيز” ولمالا سنألف أن نردد هذه المرة أهلا بالسعيد رئيسا”..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.