كما عودناكم.. سيداتي سادتي أنعم الله مساءكم بالخير، وأهلا ومرحبا بكم في هذا العدد الجديد من حصتكم اللادينية فتاوى على هوى الضمير المتصل والمستتر، الذي يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء، فهو مؤيد بقوى السماء وقوى الأرض بحبل من الله ومن الناس.. كان الله للضمائر مسددا وموفقا ولأحرف العلة والجرذان مبيدا وساخطا.
سادتي الأفاضل لاشك أنكم تدركون السياقات التي تعيشها الأمة العربية اليوم وهي تعيش الانتفاضة تلو الأخرى.. انتفاضات أقل ما يقال عنها من تدبير حروف العلة والجرذان، ممن يحسنون حياكة المؤامرات والتغرير بالتغيير الإمبريالي الذي يهدف إلى نهب ثروات الأمة المصانة، والمحفوظة والمحفوفة برعاية ولاة أمورنا من الحكام العرب أدام الله ظلهم وزاد في قوتهم، وقد عشنا سويا كيف انتقلت الفتنة من بلد عربي إلى آخر، فقد تمكنت أحرف العلة وعملائها من الجرذان والمهلوسين من العبث بأمن واستقرار وسياحة تونس الخضراء، ونفس الشيء بالنسبة إلى القاهرة المقهورة، وها هي نيران الفتنة على ولاة أمورنا من الحكام العرب تنتقل من بلد إلى آخر حتى وصلت إلى اليمن وليبيا.
وقد أوصانا الشرع بالرجوع إلى الأئمة الأعلام والعلماء غير الربانيين، لنستلهم منهم النصيحة في كيفية التعامل مع هذه الفتن التي لا تبقي ولا تذر، حتى أنها أكلت عوائل بأكملها كما تأكل النار هشيم بن علي والطرابلسي ومبارك وسوزان وغيرهم كثر.
وفي هذه الحلقة غير المباركة نتأسف لكم عن غياب الشيخ الذي تعودتم رؤيته كل أسبوع ضمن هذه الحلقة، فقد كلفه أمير البلاد حفظه الله ورعاه بمهمة وجهزه بسيف للبحث عن أحد الرؤساء العرب الملقب بالقذافي ليقضي عليه بعد أن أهدر دمه في حلقات سابقة، دون أن يحدد له في وثيقة الأمر بالمهمة المدة التي ستستغرقها، فهي مفتوحة انفتاح البلاد العربية على دعاوي الشر وعلى كل خبيث، ويحضر معنا اليوم الشيخ الذي شخصه من رسم اسمه، فاسمه على وزن “الفاتيكان”، هو معنا اليوم للإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم، التي نرجوها أن تكون في صلب الموضوع أي من بين “الصلب والترائب”.
بداية فضيلة الشيخ والله أنتم اسم على مسمى، والأكيد أن الجماهير العربية التي انتفض قطاع عريض منهم على أنظمتها في شوق لسماع إرشاداتكم ونصائحكم إليها، حفاظا على العروش والكروش، فقد جاء في الأثر المرفوع أن “الدين النصيحة”، وفي آخر موقوف على سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه “الدين المعاملة”، فكيف تنصحنا للتعامل مع هذا الوضع العربي غير المسبوق؟ كتمهيد لهذه الحلقة جزاكم الله خيرا.
في البداية بعد البسملة والحوقلة والتهليل والتكبير والدعاء أشكركم على هذا البرنامج النافع، وعلى هذه الفطنة غير الفطنة، لكن قبل أن أسترسل أود من باب النصيحة أن أحذرك وأنبهك على بدعة عظيمة لا يغسلها ماء البحر وقعت فيها، لأن نسبتك الأثر الثاني “الدين المعاملة” إلى من أسميته ووصفته بالحرف الواحد “سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه” خطر عظيم وانحراف واضح عن النهج العظيم، ففيه موالاة لأهل التشيع بل وإشهار مجاني للمد الشيعي والنفوذ الإيراني في المنطقة، ومساندة ظاهرة للمشروع النووي الإيراني ولعبث حزب الله اللبناني بالأمن والاستقرار في المنطقة، فقد دخلت من حيث لم تشعر في صف موالاة أعداء الله والدين والملك والوطن، والصحيح أن ننسب الأثر إلى علي بن أبي طالب وفقط دون زيادات لم يكن عليها سلفنا..
ليكن يا فضيلة الشيخ قصدي نبيل والرجل من صحابي جليل أحد أعمدة الإسلام ومن أبرز خلفاء الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام؟
لا يا بني لا نريد أن نقع في الشرك كما وقعت اليهود والنصارى بجلّوا كبراءهم وأحبارهم وقسيسيهم وزعمائهم فوقعوا في الشرك الأكبر، وانتقلوا بهؤلاء إلى مصاف الألوهية والعياذ بالله.. وللأسف المسلمون يتتبعونهم اليوم زنقة زنقة.
سمعنا واطعنا سيدي الشيخ.. تفضل .. تفضل سيدي وموللي ولي ولي سيدي الشيخ..
وبخصوص الوضع الذي تعيشه المنطقة العربية حاليا لاسيما منطقة الجزيرة العربية، فإنه وبتوفيق من الله ومن السياسة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين فقد تم محاصرة الفتنة في البحرين، وندعو إخواننا في اليمن الاستماع إلى فخامة السيد الرئيس علي عبد الله صالح وعدم نقض البيعة المعقودة له، فقد جمع الله له الفخامة والسيادة والصلاح كما لم يجمعها في أحد من قبله، فعضّوا عليه يا أهل اليمن بالنواجذ، ولا تسمعوا لأهل الأهواء والفتن والحرية والديمقراطية، فطاعة فخامة السيد الرئيس علي عبد الله صالح من طاعة الله، ومن أطاع الله فقد دخل جنته وحل عليه الرضوان.
سيدي الشيخ عذرا للمقاطعة .. فيه مكالمة من مواطن عربي يسأل عن حقيقة ما تروجه بعض الأوساط من أن بعض الحكام العرب من “المتقندرين” متبولون؟، فما قولكم سيدي الشيخ؟
هذا بهتان عظيم ونقيصة من التي يروجها أهل الأهواء والفتن والبدع، فجل الحكام العرب لا وقت لديهم للتبول، فكل جهدهم ـوأنا المطلع الجيد على شؤون ما داخل “قنادير” هؤلاءـ أقول كل وقتهم وجهدهم موجه للحفاظ على شرف الأمة فلا وقت لديهم للتبول، فهذه مفاوضات مع الحلف الأطلسي وتلك مع الناتو، والمفاوضات الأصعب والأشد في تايلاندا وجزر هاواي، وشيء من ذلك الجهد مخصص لدعوة شقروات الدول الإسكندنافية للدخول أفواجا في هذه “القنادير” -عفواـ في هذا الدين الحنيف، فضلا عن توجه جزء من هذا الجهد و”البتاع” لتطهير البلاد من الجرذان والمقملين، وللاستزادة ما عليكم إلا الرجوع إلى رواية علامة عصره ومنافق أوانه عادل إمام في مصنفه الموسوم مسرحية “الزعيم”.
واعلموا جيدا أيها الإخوة الكرام أن إشاعة تبول الحكام العرب ما هي إلا انتقام من حكمتهم السديدة وسيرتهم الرشيدة، أوليس هؤلاء من تمكنوا برعايتهم وفخامتهم من جعل البقر يطيرون في السماء عوضا عن الطيور، وكيف أنعم الله علينا بعدها بتساقط كثيف للروث في جل الدول العربية التي يحكمها هؤلاء.. أتنكرون نعمة الروث الاقتصادي والسياسي والعلمي والثقافي والروث الروثي؟ فهذه مكرمة لم يحصل عليها لا الأنبياء ولا الأولياء.
ثم ألا ترون أن جل هؤلاء يلبسون “القنادر” البيض الناصعة في دلالة على مركزية مبدئي الشفافية في التسيير، والمشاركة في “القندورة” عفوا في السلطة..رجاء أيها الشباب لا تسمعوا إلى علماء السوء من شاكلة الشيخ “البوك فيس” أو “نبوس فيك” فهما وجهان لعملة الزور والفتنة الواحدة..
ألو .. ألو.. مكالمة .. من معنا .. جرذ طحّان من ليبيا.. يا شيخ ما هو التصرف الشرعي تجاه ضراط الحاكم العربي؟
والله يا بني لقد اشتهر أحد الحكام العرب الحالين أطال في عمره بالضراط وبالعربية الفصحى بـ “الطز”، وتلك محمدة ومجلبة للنعم والخير العميم والنهر الصناعي العظيم، فإذا كان ضراطه صامتا لا علامة إعرابية في آخره فعلى الشعب أكمله أن يستنشق عبيره استفادة من حكمته، وإذا كانت بنغم موسيقي فواجب وفرض عين على كل مواطن من أفراد هذا الشعب الأبي أن يشمت هذا الرئيس العربي، لأن الحكام العرب من هذا القبيل عطسهم عطس وضراطهم عطس، فلا داعي لتذكيركم بآداب تشميت العاطس، ومن رحمة الله بكم أن وهبكم رئيسا عطاسا تشمتونه فتنالون الحسنات والأجر العظيم.
بارك الله فيكم يا شيخ ونفع بكم، معنا سؤال آخر على البريد الإلكتروني من مواطن عربي، يقول بأنه متذبذب في مسألة إدخال النقود التي عليها صور ولاة أمورنا إلى المراحيض.
يا بني شكرا على هذا الوعي الوقاد، وحس المواطنة الرفيع، لأقول وبالله التوفيق أن هذه المسألة تحتاج إلى تفصيل كبير قد لا يفي به وقت الحصة الذي على ما أعتقد أنه شارف على الانتهاء، لكن على العموم إذا كان المرحاض تركيا فلا يجوز إدخالها البتة احتراما للخصوصية العربية، ومنعا للتدخل التركي في الشؤون العربية الذي أصبح ملاحظا في هذه الأيام الأخيرة، لاسيما وأن تركيا دولة علمانية خبيثة تؤمن بفصل الدين عن الدولة، فضلا عن كون الوضعية الفعلية في المرحاض التركي تسهل سقوط تلك النقود في المكان المحذور أو “الحفرة” التي نعرفها جميعا، وأما إذا كان المرحاض إنجليزيا فيذكرنا بالأميرة ديانا وميستر “بين” فلا حرج.. ولا حرج فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
شكرا فضيلة الشيخ على هذه الاستفاضة، الوقت داهمنا.. بقيت لنا بعض الأسئلة المتعلقة بوضعيات محددة عن التبول، بالإضافة إلى سؤال هام حول الحكم الشرعي للتظاهر، نتركها للحلقة القادمة.
سيداتي سادتي إخواني أخواتي لم يبقى لي إلا أن أتمنى لكم بولة -عفوا- سهرة هادئة مع بقية البرامج، لنستكمل الإجابة عن أسئلتكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، وإلى ذلكم الحين أكثر الله البقر من فوقكم ومن حولكم.. وإلى المنامة القادمة بإذن الله.. وها هو المذيع المضيع يحييكم .. إلى اللقاء.
صحفي جزائري
abderta_benali@yahoo.fr
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 1925
أستاذي العزيز “أضحك الله سنك” حقا مقالك رائع والأسلوب الجديد الذي اعتمدته هذه المرة في صياغة هذا المقال كان ممتع .. احييك
تعليق 6990
مقالك جميل
زدنا مقالات