كان الراحل هواري بومدين يقول إذا رأيتم فرنسا غير راضية عني فأنا في الطريق الصحيح..!
ليس غريبا أن التصريحات المستفزة للرئيس الفرنسي اليوم جاءت بعد أيام من تكريمه للجزائريين الحركى الذين خانوا بلادهم وتعاونوا مع الاستعمار الفرنسي ضد ثورة التحرير، وهذه وحدها تكفي لإعلان الحروب الدبلوماسية بين الدول ..!
أفضل رد في إعتقادي على الايليزيه يتجسد في ثلاثة نقاط موجعة:
● إعلان المراجعة الجذرية لكل العقود والمشاريع الإقتصادية بين البلدين لفرض توازن المصالح بين الطرفين والتوقف عن كوننا مجرد سوق لمنتجاتهم أو بقرة حلوب لمشاريعهم. وإنهاء الهيمنة الإقتصادية التي تستنزف إقتصادنا ولا تعود على بلادنا بكثير فائدة.
● حانت اللحظة التاريخية المناسبة للبرلمان الجزائري لإقرار قانون تجريم الاستعمار بكل ما يعنيه من تبعات على أرض الواقع. وعلى رأسها ملاحقة دولة الاستعمار أمام المحاكم الدولية للحصول على الإعتراف والإعتذار وحتى التعويض.
● تفعيل قانون تعميم إستعمال اللغة العربية في مقابل إعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى على مراحل في المنظومة التربوية بدل الفرنسية التي تجاوزتها حتى المستعمرات المتخلفة. بينما تعتبرها فرنسا وسيلة هيمنة ثقافية على كل مستعمراتها.
بقيت الإشارة الى أن فرنسا تعودت منذ الإستقلال أن تجد لها أعوانا وعملاء من بني جلدتنا، يدافعون عنها وعن مصالحها، لكنها اليوم تصطدم بمؤسسات وطنية متماسكة على رأسها مؤسستي الرئاسة والجيش، مؤسسات قادرة على تقدير مصلحة الجزائر جيدا والشروع الجاد في إنهاء الوصاية وفرض التعامل الند للند بين البلدين وفق المصالح فقط، والنظر الى جاليتنا الكبيرة في فرنسا على أنها عامل قوة مهم يجب الاستفادة منه في تقوية مواقفنا والتخلص من كل عقد النقص التي تجعل فرنسا تنظر إلينا كقطعة حلوة أو كسوق لمنتجاتها أو مكب لمعلباتها الثقافية، وليس كشريك متوسطي قادر على فرض الاحترام على الجميع.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.