زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

أخطر مشكلة تواجه الجزائريين

أخطر مشكلة تواجه الجزائريين ح.م

قد نعاني الكثير من المشاكل بما فيها السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، ولكن أخطر مشكلة تواجهنا وقد نجهلها أو ربما نتجاهلها لأننا لم ندرك بعد مدى خطورتها هي غياب التربية التي تشكل عماد المجتمع وتساهم في تقدمه وتطوره والحفاظ على دعائمه للبقاء والاستمرار، فتكوين شخصية الفرد بطريقة سليمة سيجعل منه عنصرا فعالا للإسهام في البناء، وعليه نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الخلق هو الدين وحث على التحلي بالأخلاق الفاضلة وأعطى تعليمات واضحة وبسطها لإتباعها لأن مهمته كما قال عليه السلام : إنما بُعثت معلماً، إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

ولكن للأسف حيثما تذهب ستجد مظاهر التربية غائبة، فبدءا بوزارة التربية والتعليم والتي مهمتها الأولى الوقوف على تربية الأجيال ووضع استراتيحية معينة بتخصيص ميزانيات وإطارات إلا أن النتيجة مخيبة لأن الناشئة اليوم والتربية كالخطين المتوازيان لا يلتقيان ولا يتقاطعان، وبجولة بسيطة على مدارس مختلف الأطوار ستشهد العجب، عنف لا حدود له، كلمات نابية وسلوكيات مشينة، انعدام الاحترام وغياب الفهم.
أما المصالح الإدارية فهي تشهد يوميا مشادات كلامية تصل حد الاشتباكات، حالها حال القطاع الصحي والذي تخلى عن كل أخلاقياته وتحول إلى متاجرة بالأرواح، صارت التجارة غش وتدليس والفيديو المسرب عن تغيير ملصقات مواد غذائية منتهية الصلاحية بالسمار يؤكد الاستهانة بحياة الناس مع تراجع القيم وغياب الرقابة فلا خوف من الله ولا تخوف من السجن.
حتى مجال الفتوى غدا مسرحا لعرائس القراقوز التي تحركها أيادي المصلحة الخاصة وتخيط الثوب حسب المقاس المطلوب، كما زاد الطلب على كل ما هو رخيص ليصل إلى الزوايا التي كرمت اللصوص والمفسدين لتطالب من جديد بتكريم حامل لواء المجون، فيا لضلال القبوريين وفساد أخلاقهم ولم نسمع بهم يكرمون المبدعين حقا الساعين لبناء الوطن لا هدم قيمه.

التربية السليمة تحقق التوازن الديني والدنيوي للمجتمع كلل، تصفي القلوب وتطهر الألسن وتعلمنا الترفع عن الصغائر بجد وجدية، فما أحوجنا إلى التربية.

وهناك الصحافة المأجورة التي جعلت من أعراض الناس والتهجم والقذف وحتى السخرية شعارا لها، وقناة النهار مثال حي عن شيطنة كل ما هو مخالف للنظام ولو كان المعارض صالحا ووطنيا فهي تخونه وتجعل من حياته لعبة الأخطاء السبعون لا السبعة، لتساندها مواقع التواصل الاجتماعي التي رغم انتشار الوعي بها إلا أنها باتت قواميسا للانحطاط والكلمات البذيئة .
وا أسفاه على التربية الغائبة عن البيوت، المفقودة من الشوارع، الضائعة في أروقة المحاكم، المعدومة في السجون، المجهولة في المدارس والجامعات، المريضة في المستشفيات، الميتة في المجالس الشعبية والولائية والبرلمان، هذه التربية صار الجميع يعاديها فنسوا أنها من صميم عقيدتنا فهلا يتم تداركها قبل أن تغترب للأبد لأنها ملت من الادعاءات وسئمت من التضليل وهي تحاول إفهامنا أنها ليست التأنق وارتداء ملابس فاخرة وتصفيف الشعر بتسريحات عصرية أو حتى اكتساب الشهادات ورؤوس الأموال الكثيرة.
إن استثمار التربية هو أهم استثمار علينا الإعداد له لأن ذلك سيضمن حقوق الفرد وغيره كما يؤهله للعمل والتعامل في ظل عدالة اجتماعية وتماسك ووحدة، مشاركة واحترام، فالتربية السليمة تحقق التوازن الديني والدنيوي للمجتمع كلل، تصفي القلوب وتطهر الألسن وتعلمنا الترفع عن الصغائر بجد وجدية، فما أحوجنا إلى التربية.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 6357

    عبد الرحمن

    لك كل الشكر و التقدير و الاحترام أيتها الكاتبة ، على المقال الرائع ، حيث طرق موضوعا حساسا وخطيرا ، يحتاج إلى جهود كل المخلصين في الوطن العظيم عظمة الشهداء الأبرار ، رحمة الله عليهم جميعا، فقد كانوا مثالا ونبراسا يحتذى به ، حيث ضحوا بالنفس و النفيس ولم تغويهم جميع الاغراءات التي عرضت عليهم ، لأنهم كانوا مسلحين بقيم عظيمة استمدوها من الإسلام الحنيف ،فمنعتهم من السقوط في براثن المادة التي تحول الإنسان إلى ما دون البهائم. فكان هؤلاء العظماء يحملون أكياس وأكياس من النقود متنقلين بها بين الغابات و الجبال و الوديان دون رقيب و لا حسيب إلا ضميرهم النقي التقي، و لا يلمسون فلسا واحدا منها. فكان نتيجة ذلك النصر العظيم للجزائر وشعبها ولكل أحرار العالم ، وتحقق المستحيل والمعجزة التي أبهرت العالم . واليوم وقد تجردنا من قيم نوفمبر الخالدة وكانت إسلامية بامتياز ، ووقعنا في شرك المادة فقتلت فينا كل القيم النبيلة وأماتت ضمائرنا و قلوبنا وجعلتنا عبيدا للمادة، نسعى إليها بكل الطرق ، سواء كانت حلالا أم حراما. ونتيجة هذا الانقلاب الرهيب في الأخلاق و القيم ، نبت الفساد وظهر الفاسدون و المفسدون ، وفرضوا علينا حياة الغاب، وتقنع هؤلاء الفاسدون المفسدون بالديمقراطية و الحرية والصحوة الإسلامية المغشوشة، فصار الفساد قاعدة ثابتة راسخة، وظاهرة اجتماعية جديدة ، لها أنصارها ومنظروها وعلماؤها و فقهاؤها ، ومفكروها ومهندسوها ، وخبراؤها و محللولها ، وأحزابها وجمعياتها. فجاءت معهم تربية عصرية جديدة، تنعل التربية التقليدية و تحرمها تحريما أبديا. فمن الصعب أن ينفطم الناس عن مغريات المادة ويخرجوا من مستنقعاتها الحلوة اللذيذة. فالله نسأل أن يسخر لنا عقلاء عظاما ، يخرجوننا من وحل الفساد الذي عمّ و طمّ ، وبلغ عنان السموات السبع. آمــــــين .

    • 1

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.