... معاذ بوشارب، كالعادة يصمت دهراً لينطق كفرًا، وكلما قلنا بأن يد القدر المباركة قد ألجمت فمه عن قوم لغو الكلام وسقيمه، إلاَّ وخرج علينا ببضاعته السّياسية المزجاة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
وكأني به أراه أحد المتسولين الكبار في عهد فرعون الجزائر بوتفليقة، الذي قال: للشعب: ما أرى لكم حاكماً غيري، فإياي فمجدون..
هذا المتخلف سياسياً، يريد نشوب حرب أهلية في الجزائر، والأدلة على ذلك كثيرة ومتواترة، كأسانيد الصحاح، فهو قد جعل في أذنيه وقراً، وعلى عينيه غشاوة، وقد ران الله على قلبه الأسود، بكتلة من الحقد على كل من يعارض العهدة الخامسة لسيده بوتفليقة، لا يعلمها إلاَّ رافع السماوات بلا عمد، وباسط الأراضين بلا مدد..
ولعمري بل كيت كيتي كما تقول العرب، لو أنَّ هذا الأرنداوي الذي أدخلوه إلى حزبنا حزب الرجال، والذي استولى عليه الأنذال، قد ضرب أخماسه بأسداس من حالفوه، ليخرجوا لنا مرشحاً منهم، أو من بين أوساطهم، لكي يرشحوه بدلاً عن صورة إطار جعلتنا مهزلة بين أمم الأرض وشعوب المعمورة.
بوتفليقة هو الحاضر والماضي والمستقبل بالنسبة لمعاذ ومن والاه، حتىَّ ولو كان في غياهب جب المرض، أو في فم أسد الموت، لا يهم، فمن ذاق حلاوة السلطة ومغانمها، محال أن يفرط فيها، حتى ولو كلفه ذلك إحراق الجزائر بمن فيها.. وعن بكرة أبيها..!
هذا الأفّاق الذي يشبه ساندوخان، ولكن في جانبه المعتم المظلم، لا يريد أن يتوب عن الكذب واستفزاز الشعب، وكأنه إعلامي يعمل في أحد قنوات العهر والمجون الإعلامية، التي جعلت من انتفاضة الشعب المباركة المستمرة عبر كل ولايات الوطن، عبارة عن دعوات للتغيير السّياسي، وليس للمطالبة برحيل بوتفليقوس المعظم، وكل شلته التي عاثت في أرض الشهداء، نهباً وسلباً وإفساداً، وفرق كبير بين المصطلحين، أي التغيير السّياسي، ورفض سلطة أمر واقع بكل أركانها، كالفرق بين الثرى والثريا، فقد وافق شن طبقة في ذلك، إذ أكمل معاذ في قراءة بروتوكولات حكام صهيون السّرية، طبعاً على الطريقة الجزائرية، وشعاره في ذلك، قول نيرون، إماَّ أنا وإمَّا حكم روما، فأحرقها في النهاية قبل أن يقدم على الانتحار..
فبوشارب، عندما يخاطب السَّاسة والشعب ليقول بأن بوتفليقة هو مرشح حزب جبهة التحرير الوطني، شاء من شاء وأبى من أبى، حتى ولو كان القايد صالح يعارض ذلك، ولم يستشره معاذ في ترشيح بوتفليقة باسم الأفالان، كما وردني من مصادر موثوقة جداً، وبأن بوشارب يتمنى لهؤلاء الحالمين بإحداث التغيير السياسي أحلاماً سعيدة، فإنه بذلك يبعث برسالة مشفرة بأرقام آلة إينيغما السّرية لهم مفادها، لا مقال لكم اليوم بيننا أيها القوم، أحزموا أمتعتكم وارحلوا إلى أرض لا يعبد فيها هبل الذي نقدسه، أما منات والثالثة الأخرى، أي توابع هبل الأعظم، أقصد إخوة فخامته بوتفليقة، فهم سادتهم وأسيادهم، ونحن وأقصد هنا جماعة معاذ من أهل الشيتة، ومن والاهم ونصرهم وناصرهم ولو بشق كلمة، على دربهم المباركة في الاختلاس وبيع الشركات العمومية للخواص الأجانب، واحتقار الشعب، سائرون، حتى ولو عقرنا ناقمة البسوس الشعبية، وحدثت حرب بين عبس وذبيان، أو بين الأوس والخزرج، أو بين خزاعة وثقيف، المهم أن نبقى نحن من يدير البيت الحرام المبارك الآمن، وكل من يخالف أمر سيد قريش وحاميها، فله الويل والثبور وعظائم الأمور..
فبوتفليقة هو الحاضر والماضي والمستقبل بالنسبة لمعاذ ومن والاه، حتىَّ ولو كان في غياهب جب المرض، أو في فم أسد الموت، لا يهم، فمن ذاق حلاوة السلطة ومغانمها، محال أن يفرط فيها، حتى ولو كلفه ذلك إحراق الجزائر بمن فيها.. وعن بكرة أبيها..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.