عناوين فرعية
-
كيف تتمكن منظمات المجتمع المدني من تقديم نماذج المواطنة والتعايش؟
تقوم مؤسسات المجتمع المدني على العمل الجماعي والتطوعي، للحفاظ على المكتسبات وترسيخ القيم المشتركة، فهي مجموعة من التنظيمات التطوعية الحرة، التي تشكل النسيج المجتمعي وتملأ المجال العام، لتحقيق المصالح الفردية والجماعية، ملتزمة بمعايير التراضي والاحترام والإدارة السلسة للتنوع والاختلاف.
حيث تتميز هذه المنظمات بالقدرة على التكيف في مواجهة التغيرات، والمحافظة على الاستقلالية المالية والتنظيمية، بالإضافة إلى حماية التجانس والاستقرار الداخلي بتسيير العملية الاتصالية بكل كفاءة، في ظل وجود مجموعة من الشبكات الاتصالية، والتي يتمكن من خلالها القائمون على توزيع المعلومات ونشرها وفق الاحتياجات، حتى لا تتحول إلى معوقات تعطل التفاعلات بين مختلف أجزاء التنظيم.
يعتبر الاتصال التنظيمي في مؤسسات المجتمع المدني بصفة خاصة أساس نشاطها وديناميكيتها، فقرارات المنظمة وأهدافها وتوجهاتها وخططها تتعلق بعملية الاتصال، الذي يعمل على جمع مختلف الآراء ونقل وتوضيح كل ما يتعلق بنشاطها وتنظيم عملها، كما أن نتائج النظريات الكلاسيكية والحديثة في المؤسسة، تعبر على مدى أهمية الاتصال الداخلي وعلاقته بنجاح أو فشل أي منظمة.
فالاتصال يستمد أهميته من كونه أداة أساسية لصناعة اللحمة والانسجام في المنظمة، سواء كانت اجتماعية، سياسية أو نقابية… فدور الاتصال هنا يعتبر كمحرك للمنظمة، فهو يقوم على تثمين العلاقة الايجابية بين الفاعلين الرئيسيين في المنظمات، وهذا لتحقيق التعاون المتبادل والترابط بينها وبين أعضاء المبني على أساس الثقة.
تعمل الفئات القيادية في منظمات المجتمع المدني على تفعيل الاتصال التنظيمي، للتعبير عن المشاعر الوجدانية بين الأفراد وتحفيزهم للعمل كفريق عمل منسجم، بمشاركة المعلومات في كل الاتجاهات، وتحقيق التنسيق بين الأفعال والتصرفات، لتسهيل عملية اتخاذ القرار وحل المشكلات.
جرت عادة أصحاب التفكير الإداري، بالاقتصار في عملية الاتصال التنظيمي على الوسائل المقروءة والمكتوبة، أو الوسائل السمعية البصرية عبر مختلف الشبكات والوسائط، إلا أن هذه الوسائل أثبتت محدوديتها في التفاعل الداخلي بين عناصر فريق العمل..
لذلك ينبغي تفعيل الوسائل المباشرة كالاجتماعات التي تعتبر أداة فعالة لتوضيح وجهات النظر وتبادل الآراء، لإضفاء مزيدا من الشفافية في التسيير وتحجيم التكتلات، كما تساهم الاجتماعات واللقاءات الودية على الخصوص في رفع الروح المعنوية لفريق العمل..
يُبنى الاتصال التنظيمي الجيد داخل مؤسسات المجتمع المدني على مهارات وقدرات الإقناع، وهو ما يؤدي إلى تعزيز التعاون والرغبة في العمل، مع توفير فضاءات الإبداع، والمحافظة على استقرار المنظمة باستيعاب أعضائها، كما يؤهل المنظمة لتحجيم الاتصال غير السوي (الكولسة؟؟) ومختلف المعوقــات النفسية والتنظيمية.
لتقديم النماذج الناجحة في المواطنة والتعايش في مجتمعنا يجب على مؤسسات المجتمع المدني على اختلاف أنواعها الاضطلاع بالأدوار الأساسية التالية:
* التوفيق بين المصالح الفردية والجماعية داخل التنظيم في بلورة المواقف الجماعية؛
* مواجهة الصراعات الداخلية وتثبيت قيم التعايش الأخوي ومعالجة الاختلافات بطرق سليمة؛
* تعزيز فكرة التنمية المستدامة وخدمة المجتمع بكل وضوح ومصداقية؛
* إفراز القيادات المجتمعية الجديدة بالتداول على المسؤوليات من خلال الممارسات الديمقراطية؛
* المساهمة في نشر ثقافة الحوار وتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين في المجال العام.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.