أصدر نظام المغرب، أمرا بمنع الوزير السابق محمد زيان من السفر للخارج، بعد تصريحاته السابقة التي قال فيها أن هناك قلقا كبيرا في الشارع بشأن وجود فراغ في السلطة، بسبب غياب الملك وتساؤلات حول من يدير البلاد.
وقال زيان وزير حقوق الإنسان السابق بالمغرب ومؤسس الحزب الليبرالي المغربي لصحيفة “انديبندنتي” الإسبانية: “أؤكد أنهم منعوني بشكل تعسفي من مغادرة التراب الوطني”.
وأضاف أنه علم بهذا الإجراء عندما كان يستعد للسفر إلى الخارج. وأبلغته الشرطة بوجود أمر قضائي بمنعه من السفر.
وتابع: كل هذه ضغوط. إنهم يسعون لتخويفي.. وأكدوا أن هناك عملية جديدة أخرى مفتوحة ضدي، لكنني لا أعرف المزيد “.
وحسب زيان: السبب بالتأكيد مرتبط بمواقفي.. ولن أغير آرائي لأنها ستكون حراكريًا سياسيًا”.
وسابقا تعرضت زيان لحملة تشهير من الصحافة المغربية المقربة من النظام التي طالبت بسجنه، كما أطلقت عليه سلسلة من الإهانات والألقاب مثل: “الزنديق” و”المجنون” و “الإرهابي” إلى “الخائن” و “كاتب العمود الخامس”.
الوزير السابق محمد زيان: قلق في الشارع من غياب محمد السادس
وشهر أكتوبر 2022، قال زيان أن هناك قلق كبير في الشارع حول وجود فراغ في السلطة بسبب غياب الملك وتساؤلات حول من يدير البلاد، أين يسيطر مستشارون وقادة المخابرات على القرار وسط تخوف من إمكانية انهيار الوضع في حال إعلان انتقال الحكم لولي العهد.
وكشف محمد زيان وزير حقوق الإنسان السابق بالمغرب في حوار مع صحيفة “انديبندنتي” الإسبانية: هناك قلق واسع النطاق. يتساءل الجميع عما يجري في البلاد ومن يدير البلاد. وهذا أمر شديد الخطورة. عندما يكون رد المسؤولين هو أن الملك يستطيع أن يدير دولة من الخارج، أقول لهم: يمكن للملك أن يدير دولة من الخارج عندما يكون ملكًا لا يتمتع بسلطات تنفيذية. ومع ذلك ، عندما تكون لديك السلطات التي يتمتع بها الملك محمد السادس، فمن الصعب اقناع الناس بذلك لأنها نكتة.
@ طالع أيضا: وزير مغربي معارض: الملك يُسيّر البلاد بـ “زووم” و”واتساب”؟!
وحسبه: يتساءل المرء عن مكان وجود الملك ولماذا هو خارج المغرب وأيضاً لماذا يريد كبار المسؤولين إقناعنا بأنه أمر طبيعي، في حين أنه غير طبيعي تمامًا.
وأضاف: يمكن تسيير أي بلد من الخارج، على الأقل بطريقة مصطنعة وبروتوكولات، ولكن إذا تعلق الأمر باتخاذ القرارات عندما تكون هناك حرب في أوروبا ونزاع في الصحراء الغربية وازمة مع جار هو الجزائر ومع تونس ، ومشكلة مثل الاعتراف بدولة إسرائيل، فإنه أمر صعب للغاية على الشعب المغربي ..أرى أن هناك هو مصدر قلق واسع الانتشار في البلاد وأنا بصراحة لا أعرف كيف سينتهي هذا.
ويقول زيان أن الوضع في المملكة: هو أكثر من وجود فراغ في السلطة ، هناك فراغ في الإرادة لممارستها وهو أسوأ وينص الدستور على أن الملك يجب أن يحضر بنفسه ويفتتح جلسة الخريف للمجلسين، والأهم هو تقديم ميزانية الدولة في أكتوبر ونوفمبر ويجب أن تكون هناك اجتماعات ويجب أن يكون هناك تحكيم في الميزانية والوضع صعب للغاية مع أسعار النفط الحالية، مع حقيقة أن الجزائر أغلقت خط أنابيب الغاز الذي مر عبر المغرب والذي استفدنا منه.
وحسبه كل هذا يحدث والملك غائب، ولا نعرف اليوم ما إذا كانت ستكون هناك زيادة ضريبية أو ما إذا كانت هناك مساهمة باعتمادات أجنبية أو ائتمانات دولية وهل ستكون هناك زيادة في الرواتب للرد على هذه الزيادة في تكلفة المعيشة.
وعن سؤال حول من يحكم البلاد يقول المحامي زيان: بالتأكيد أصدقاء الملك.. هناك شخص مسؤول عن الحياة الاقتصادية، بالتعاون مع رئيس الحكومة، وذلك بصفته صديقًا للملك هما شخصان يقرران، ولا أدري إذا كانا تحت سيطرة الملك أو رئاسته الفعلية أم وفقًا لمصلحتهما..
وعلى الصعيد السياسي، هناك شخص آخر يتظاهر بأنه صديق للملك، ويثير مشاكل مع الأحزاب السياسية ويرافقه بالتأكيد رئيس الشرطة ورئيس الأمن الداخلي للدولة التابع للمخابرات.
وأوضح: إذا افترضنا أن الملك يحكم وأن هناك حكومة تتمتع بسلطة تنفيذية فعلية رغم اننا نعلم مقدمًا أنها لا تمتلك سلطة تنفيذية، فمن الصعب قبول قانون المالية مقدم في وضع دولي مثل الوضع الحالي. . إنها طريقة رائعة جدًا لحكم بلد يبعد خطوتين عن أوروبا ولديه مشاكل مع الحدود في سبتة ومليلية ، مع الاتحاد الأوروبي أيضًا . كل هذا معقد للغاية وحساس للغاية.
وعن إمكانية تنازل محمد السادس عن العرش لنجله كحل لهذا الوضع يقول نفس المتحدث: لا أدري ما إذا كان ذلك حلاً دستورياً إذا كان الأمر كذلك، فسيبلغ الابن قريبًا سن 19 عامًا ويوجد مجلس انتقالي يتمتع بسلطة استشارية، لكنه يختفي عندما يبلغ ولي العهد 19 عامًا ويسمى مجلس الوصاية وسوف يستمر ثلاثة أو أربعة أشهر كمستشار لولي العهد إلى غاية بلوغه السن القانونية للحكم.
وحسبه: هذا لن يكون شيئًا جيدًا، لأن هذا يعني أنه خلال الأربعة أو الخمسة أشهر القادمة، فإن ولي العهد سيكون تحت وصاية بعض الشخصيات في المغرب الذين ليس لديهم أي شرعية أو شعبية وهم يقولون إنهم يمثلون الشعب ولكن إنهم أناس ينتمون إلى ماضي أكثر من مستقبلها.
وأوضح: الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلد خطير للغاية لدرجة أن حقيقة إبلاغ الناس بأننا سنمر بمرحلة انتقالية في خلافة العرش يمكن أن تدفع بالجماهير إلى الشوارع وتكون بمثابة صدمة. وسيكون من الصعب للغاية على المغرب أن يتحمله.
محمد السادس يغادر المغرب مجددا نحو فرنسا لهذا السبب
ومطلع أوت 2022، زعمت مجلة “جون أفريك” الفرنسية المقربة من المخابرات المغربية إن محمد السادس، الغائب عن الأنظار منذ أشهر، غادر المغرب مجدد عائدا إلى فرنسا ليكون بقرب والدته المريضة الأميرة لطيفة.
وأوضحت المجلة في مقال لها بعنوان “محمد السادس مجدداً في فرنسا بجوار والدته”، أنه وبعد تسجيله خطاب الذكرى الــ 23 لتوليه العرش، سافر محمد السادس إلى فرنسا ليكون مع والدته المريضة الأميرة لطيفة.
وأضافت المجلة أنه منذ نهاية أزمة فيروس كورونا، قام محمد السادس بعدة رحلات ذهابًا وإيابًا بين المملكة وفرنسا، بما في ذلك زيارة في شهر جوان، قبل أن يعود إلى المغرب في 10 جويلية بمناسبة العيد. وبعد ذلك بثلاثة أيام عاد مجدداً إلى باريس عقب ترؤسه لمجلس الوزراء. ليعود إلى الرباط في 30 جويلية لتسجيل خطابه بمناسبة عيد العرش، والذي تم بثه في نفس المساء، قبل أن يغادر بعد أيام قليلة إلى فرنسا حتى يظل بالقرب من والدته المريضة حاليا.
وكانت وسائل إعلام أخرى قد تناقلت سابقا أن العاهل المغربي يعاني مصاعب صحية، منذ مدة طويلة، وهو يعيش شبه عزلة إما بقصره بالمغرب أو بقصر آخر بباريس الفرنسية.
وللتذكير، تم إلغاء الاحتفالات المتعلقة بالذكرى الــ 23 لتولي محمد السادس العرش للعام الثالث على التوالي بسبب عودة ظهور وباء كوفيد -19 حسب بيان وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في المغرب.
@ المصدر: الشروق أونلاين
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.