زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

وداعا الحاج يوسف.. وداعا ياطيب

www.el-hakaek.com
وداعا الحاج يوسف.. وداعا ياطيب ح.م

بشير حمادي يكتب شهادة في فقيد #الصحافة الوطنية عبد الرحمان حمروش الذي عمل لسوات مديرا فنيا لمطبعة الوسط كما عمل بعدة مؤسسات إعلامية، حيث توفته المنية يوم السبت الماضي ووري الثرى بمقبرة قاريدي بالعاصمة بعد ظهر يوم الأحد، ونشر الأستاذ بشير حمادي مدير جريدة الحقائق شهادة في الراحل، شهادة رجل عمل معه طويلا وعرفه عن قرب، نترككم مع المقال كاملا:

وداعا الحاج يوسف.. وداعا ياطيب
بقلم: بشير حمادي

كان تشييع جنازة الفقيد عبد الرحمن حمروش المعروف باسم الحاج أو يوسف حاشدا ومؤثرا، فقد جمع في مماته جزءا هاما ممن عرفوه بطيبته واخلاقه السامية رغم انه رحل بهدؤ ودون علم الكثيرين..
في مقبرة قاريدي بالقبة التقى عدد هام من رجال الإعلام ممن عملوا مع الحاج في جريدة الشعب، أو في مطبعة الوسط حيث كان مديرا فنيا لها لسنوات، وكثير ممن عملوا في عناوين اعلامية مستقلة، والذين عرفوه وتعاملوا معه من خلال طباعتهم لجرائدهم، وظلوا يكنون له التقدير والإحترام، لأنه كان يعاملهم باحترام كبير باختلاف انتماءاتهم السياسية ونوعية جرائدهم، ولم يقحم نفسه في صراعات الزمر السياسية حتى عندما كان شقيقه رئيسا للحكومة.. وانضم لهذا الحشد الإعلامي بمختلف الوانه واقسامه، عدد هام من المسؤولين الذين عرفوا اشقائه، وشباب عرفوا ابناءه..
الذي يعرف الحاج أو يوسف ـ رحمة الله عليه ـ ببساطته وطيبته ونقائه واخلاقه السامية لايمكنه أن يتأخر في حمله على الأكتاف إلى متواه الأخير.. هو حقا اشبه بملاك في مهنة المتاعب، اتعبته مهنة الطباعة ولم يشعر أحد من عمالها أنه سبب له ضيقا اوضيق عليه في عمله حسب معايشة لهم..
قضى سنوات كثيرة عاملا ليلا ونهارا حتى انه اسر لي بعد تقاعده انه صعب عليه التأقلم مع جو البيت، والإندماج السريع مع حياة الأبناء، خاصة عند خصامهم الذي يصل احيانا الى العراك الأخوي الذي هو سمة كل اسرة كبيرة، فبدا غريبا عن جو وحياة ابنائه الذين كبروا دون ان يشعر بذلك بل دون ان يلاحظ ذلك، ..
لقد اعطى الحاج كل وقته وجهده للعمل وللشعب ومطبعتها المعروفة اليوم بمطبعة الوسط. ورغم هذا فقد احب ابناءه حبا فوق الوصف حتى انه عندما كان يحدثني عن نجاح احدهم في امتحان او مسابقة او تبؤ منصب كانت الدموع تنزل من عينيه وتكاد تغتال الكلمات المعبرة عن فرحته الغامرة بهم..
حادثة السيارة التي كادت ان تودي به وبزوجته وبناته وهو في طريقه الى قسنطينة منذ اكثر من عشر سنوات خلت حيث كنا في يومية الشروق اليومي كانت بمثابة منعرج في حياة الحاج، فالحادثة لم تخلف جروحا ورضوضا في افراد العائلة بل تركت ارتجاجا في تفكير الحاج، وتأثيرا جسديا يزداد وضوحا مع الأيام..كان يتحدث عن موته كثيرا والى درجة الإعتقاد انه سيموت خلال ايام او اسبوع، وربما هذا مازاد في ضعف مناعته الجسمية خاصة وانه كان يتعايش بشكل عجيب مع الضغط الدموي المرتفع جدا عنده والسكري، ثم القلب، فبدأ يسير بتثاقل ملحوظ، الا ان ذلك لم يثنيه عن المجيء المنتظم الى مقر يومية الحقائق وصعود درجات الطابقين، والانتقال بعد ذلك إلى يومية الحرية للقاء اصدقاء هناك وفي مقدمتهم الصديق مصطفى هميسي..
وحتى عندما انتقلنا الى ساحة موريس اودان جاء للزيارة واصر على صعود الطوابق الثلاث بصعوبة، وقد قلت له بعد توديعه امام مقر الخطوط الجوية الجزائرية بأن يكلمني هاتفيا عندما يرغب في اللقاء قبل صعوده ونيتي ان اجلس معه في احد مقاهي الساحة حتى لاأكلفه عناء الصعود، لكنه كان يقول لي حتى عندما احاول منعه من اكل حلويات ..لاتخف “هناك ملاك يحرصني ويراقب صحتي” وكان يقصد بذلك ابنته الطبيبة ..
كان عندما يأتي لزيارتي يكلمني هاتفيا عندما يكون مقابلا لمقر الجريدة ليقول لي “اهبط تشرب قهوة” وكنت في احيان كثيرة لاأرد على المكالمة وانزل مباشرة لأنني اعرف وقت مجيء الحاج بعد الظهر أي ان الحاج قد طبق علي نظرية بافلوف دون معرفتها..
كم احتاج اليوم الى رنة هاتف تخبر بمكالمة الحاج وهو يقول لي “اهبط تشرب قهوة” فهي والله ستكون احسن قهوة ارتشفها مع هذا الطيب الذي هو في مكان طيب عند ربه لطيبته واستقامته..رحمك الله وطيب ثراك واسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين…
.
المصدر: جريدة الحقائق

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.