هل يمكن أن يطرح المترشحون للانتخابات المحلية وعودا انتخابية معقولة قابلة للتجسيد على أرض الواقع والوضع المالي والاقتصادي الصعب الذي تشهده البلاد يخيم على هذه الإنتخابات ويخنقها بشكل واضح.
إن العهدة الإنتخابية السابقة التي عاشت فيها المجالس البلدية والولائية وضعا ماليا مريحا لم تعد تلك المجالس التي يمكن ان يطرح فيها منتخب محلي وصلاحياته محدودة مشروعا ليجسد في ظرف وجيز وذالك لان الحسابات المالية تغيرت وعهد البحبوبة المالية انتهى ولن يعود والمترشحون لهذه الانتخابات المنظمة في شهر نوفمبر يعرفون هذا جيدا.
لا يمكن للمجالس البلدية والولائية تعتمد كليا على نفقات السلطات المركزية أن تسير بعقلية مزاجية ندفع من خلالها مترشحين لا يملك الكثير منهم مؤهلات مهنية ولا علمية ليقولوا للشعب بالولايات أنهم قادرون على تغيير الوضع إذا نالوا ثقة المواطن الغالية.
والواقع أن الهشاشة التي تميز حياة الاحزاب وممارسة “البوليتيك” في البلاد والرداءة التي تعشعش في الحياة السياسية، جعل قطاعا واسعا من الناس لا يثقون في أي شيء يقدمه المترشحون الذين يكتفي الكثير منهم الآن بنشر الصور على “الفايسبوك” وهذا هو السقف المتاح لديهم بعد عجزهم عن الإتصال بالناخبين.
نسب المشاركة ترتفع في الانتخابات حين يحس الناخب أنه يصوت على الرجل المناسب الذي يمكن أن يراهن على كفاءته في تغيير برامج وسياسات، ولكن أن يبقى المترشح للانتخابات المحلية صورة وجزء من شعبوية التسيير والتفكير فإن هذا لن ينتج منتخبين ولا ناخبين.
وعلى الأحزاب أن تتحمل مسؤولياتها في الانتخابات المحلية وتتقدم بمشروع لتغيير الممارسات السياسية لديها التي فرضت عزوفا واسعا اتجاه كل ما هو سياسي في الساحة الوطنية وان تترك هذه الاحزاب مترشيحها الان امام واقع هامش المناورة السياسية فيه ضئيل فانه كان بالأحرى ان تكون مرشيحها على مرحلة الشدائد.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.