أتوقف في هذه المساهمة الأولى التي أقدمها إلى موقع بوابة الصحافة الجزائرية، على الحديث عن عالم مراسلي الوسائل الإعلامية. وأقول إنّ الإعلام الجزائري ينبغي إصلاح حاله انطلاقا من إصلاح هذا العالم، ولا يعقل أن يستفيد العاملون في المقرات، دون الاكتراث مما يعانيه ناقل الخبر من مصدره الأول، أو الذين يكون على اتصال مباشر وميداني مع وقائع الخبر.
إنّ حال المراسل في الجزائر يحتاج إلى الكثير من الإصلاحات، التي لا ينبغي على المصلحون أن يحيدوا عنها طرفة عين، وأنا هنا لا أتكلم من زاوية المنظر لهذا العالم، وإنما من شخص عاش التجربة، واعترضت على الكثير من القضايا، وسئلت نفسي متى يأتي دور هؤلاء؟.
يحتاج المراسل في الوقت الراهن إلى الكثير من التربصات والتدريبات على غرار باقي الأصناف الأخرى في الوسيلة الإعلامية، ونظرا لهذه الجهالة فقد وقع المعنيون في قضايا، وجدوا أنفسهم تحت قفص الاتهام، وتكلم صديق لي بأنّ أحد مراسلين وجهت له تهمة انتحال صفة صحفي، لأنّه كان يراسل جريدة ما، وكتب عن موضوع ما، ولغياب أمر بالمهمة الذي رفضت الجريدة أن تسلمه لمراسلها، نسجت له هذه التهمة، لأنّه بكل صراحة لما كتب الموضوع المؤرخ في اليوم المعلوم لم يكن يملك هذه الوثيقة على الأقل، فما بالك بالبطاقة المهنية.. ليزج به أخيرا في السجن، وعاش مظلوما لأنّه عمل دون علم بمثل هذه الوثائق التي تحدد هويته، والوسيلة التي كان يعمل فيها تخلت عنه، دون اكتراث بآلمه، أُعجبت بما كتب، ولم تعجب بالكاتب.. أيعقل هذا أن يعيش هؤلاء ويكتبون في هذه الظروف، ويتحدث الصحفيون عن زيادة في الأجور، وآخرون يموتون دون الاهتمام به، أو على الأقل الاستفسار عن مستقبلهم.
وما يزيد في احتقان الوضع، في العالم المملوء بالمخاوف، أنّ قاعات التحرير تتعمد بعملها إلى حذف الرأي الآخر، ويعني ذلك أنّ المراسل لما يكتب عن مشاكل في مكان ما، لا بد أن يعطي مساحة لكل الأطراف، حتى يستقيم الحال، وهو ما تعلمه في قاعات الجامعة، لكنّ هذا المغبون يجد في جريدة الغد عكس ذلك، فيكون في أعين هؤلاء كذابا، لا يؤتمن، لأنّه وعد بطرح جميع الآراء، ويجهل المواطنون والفئات البعيدة عن الإعلام، بأنّ المراسل آخر ما يثير اهتمام المشرفون على الوسيلة الإعلامية، فقد يسأل رؤساء التحرير أعوان الأمن في المقر، ولا يفضلون الاتصال بالمعني، .. إنّ مثل هذا المشكل والذي اعتبره شخصيا هاما قد يدمر شخصية المراسل، من الأمانة التي تتطلبها المهنة إلى شخص يخدع الناس، وبكل بساطة يطرح هذا الموضوع لأنّ الجريدة تريد الإشهار على حساب جهد مراسليها، وقد تكلم زملاء في الموضوع وكانوا ضحايا ذلك.
ومن هذا المنطق، تكلمت عن مشكلين، ولا أريد الحديث عن دسائس هذا العالم الذي يخص شبكة المراسلين، لأنّ ما أريد التركيز عليه يجب أن يبدأ الإصلاح من هذا العالم، ولا جرم أن لا يكون هذا، فكيف ستكون يا ترى مستقبل الصحافة في بلدنا، وهي رسالتي التي أوجهها إلى المشرفين على قانون الإعلام حتى يكون غنيا، ويهتم بكل صغيرة وكبيرة في الوسيلة الإعلامية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 3093
شكرا على نشر هاته الآهات أيها الزميل و لكن اسمح لي بأن أضيف شيئا واحد فقط ربما سيختصر كل ما قلته في سطر: لن يفكروا في حال المراسل مادام أغلب المراسلين من المتسربين دراسيا و من الذين يتاجرون في المر بمهمة و مادام “البقارة” و ان كانوا ذوي مستوى، هم المالكون للجرائد … عندما يمسك بزمام أمور الجرائد أمثال الرجل بشير حمادي ساعتها سيكون حالنا افضل … و لكن مادام الأمر مسيرا من طرف المندسين و المخبرين العسكريين المتمدنين و اللائي يسافرن الى المشرق في مهمة ثقافية لإزالة 30كلغ من الشحم … مادام الأمر كذلك فلا تطمع يا صاحبي.
تعليق 3091
1-( التي لا ينبغي على المصلحـ(و)ن .. ).
2-( وسـ(ئ)لت نفسي ..).
3-( بأنّ المراسل آخر ما يثير اهتمام المشرفـ(و)ن على الوسيلة الإعلامية.. )
من هنا يبدأ الإصلاح
تعليق 3101
يا أخي يا علي، هذه الأخطاء قد تقع حقا في مثل هذه المواقف التي ينزعج فيها الكتاب، أو الذين يكتبون بانفعال، واعلم أنّ من كتب يعرف جيدا نحو اللغة وبلاغتها، وقد كتب الموضوع المنشور في دقائق، لأنّ همنا في نشره هو ايصال المعلومة على القائمين على اصلاح المنظومة الاعلامية، ولاتأكد أنّ صضاحب المقال يعرف جيدا حروف الجر وما الذي تفعله فقد تجر صاحبها إلى المراد التي تبحث أنت عنه.. يا صديقي
تعليق 3102
رغم كون المراسل عمود الجريدة بحيث نجد أن أكثر من ثلث المادة الإعلامية في أي صحيفة هي من إنتاج المراسلين، إلا أنه يبقى ينظر إليه بإحتقار وإستصغار، معاملة “دونية” و”حقرة” وهضم للحقوق مع أنه هناك مراسلين لا يجاريه حتى بعض الصحفيين الذين يعتبرون أنفسهم محترفين ..لكن ومع الأسف كثرت مهازل الإستغلال المفضوح لملاك الصحف والناشرين ومن يسبح في فلكهم من أطقم تحرير، وإجتهدوا في بقاء المراسل الصحفي الحلقة الضعيفة يخضع لنزوات أبسط صحفي ، فهم من يحددون أجره الهزيل والمخجل، وهم من يوزعون صكوك الغفران على هذا وذاك، وهم من يتحكمون في مصيره ويوقفونه متى شاؤوا دون الحديث عن إهانته بسبب وبدون سبب ..الويل لمن يتكلم أو يحتج …تلك هي الإحترافية في نظر صعاليك الصحافة .. الأمر تجاوز مسألة الكفاءة وتحول ” للشيتة ” و المحاباة و حتى الجهوية الضيقة..إتركوها فإنها ….
تعليق 3099
يوم تعرف الكتابة تحدث عن الأخرين
من أين أتيت بكلمة ” ماته”
تعليق 3105
وما مصير المراسل الاذاعي الذي تصادفه حواجز جمة أثناء أداء مهمته، في الجبال و الارياف وفي البدو الحضر. فهل من التفاتة إلى هذا الشخص هو الآخر؟
تعليق 3107
صدقت اخي عبد القادر …كل واحد حاب يرجع مسؤول على الاخرين لو كان كل واحد يلتها بروحو احسن ..مابقى لاصدق ولا مصداقية كل واحد حاب يرجع مير..انت مير وانا مير شكون يسوق …..
تعليق 3106
هاته هي أجابتي (http://www.ta5atub.com/t3958-topic?tt=1)
أرجوك زدني ملاحظة أخرى و بارك الله فيك مسبقا؟
تعليق 3109
الى صاحب التعليق رقم5….يااخي ماكاش واحد زاد معلم..واذا كنت متعرفش كلمة هاته قللنا نفهموك نعلموهالك نورمال بلا ماتحشم ..ونطلب منك تدرس دروس خصوصية في اللغة العربية
تعليق 3220
شكرا على اهتمامك ونشر معاناة جيش عرمرم من المراسلين الصحفيين الذين يكابدون الولايلات في صمت ومعاناة متواصلة في وقت تتغني فيه السلطة وغيرها بحرية الاعلام والحق في الوصول اليها
حقيقة المراسل مهما عمل ووصل يبقى نكرة في عالم لايتعترف الابالكبار