فازت قطر وأثبتت أنها الأجدر لاستضافة أجناس القارات، أبيض، أسمر وأصفر، وكباقي العرب والمسلمين، ملأت الغبطة الجزائريين، ففرحوا وهتفوا، ثم تساءلوا: ألا تستطيع الجزائر احتضان تظاهرة كأس العالم؟؟
سؤال مشروع و مسموع، بالنظر إلى التاريخ العريق والحاضر المستفيق
فهل نحن قادرون؟؟
لو سلّمنا بتوفر بلدنا على أضخم البُنى الرياضية، أو بقدرتنا على توفيرها بعد حين، فإنّ الأمر غير محكوم فقط بالميدان الأخضر، بل بميدان الثقافة، وصروح الحضارة، وموارد الاقتصاد، وحتّى الموقع والطّقس.
فهل نحن مؤهَّلون؟؟
كيف لا وبلدنا بأحسن المواقع يتوسط يابس الأرض وماءَها، وطقسُنا معتدل لا بارد ولا حار يلائم البعيد والجار.
كما أنّ جزائرنا منارة في الثقافة والحضارة، وبالغة الجمال والنّضارة
أمّا عن الاقتصاد فلدينا مِلئُ الخزينة، وبرامج المشاريع الضخمة ومجسمات المنشآت الفخمة، التي من المقرّر إنجازها وفي أقرب الآجال تدشينها، فطريق بين الشرق والغرب يربط، وآخر بين الشمال والجنوب سيخط، وهذا ميترو قيل أنّه سيخرج من الكهف بعدما مكث عقدين وازداد تسعاً، وذاك ترامواي سيتحقق ويفك اختناق الطرق ويزيل الإحباط و القلق.
وتلك سكنات وأحياء للراحة والإيواء، فيختفي الهشّ والقصدير ويسعد المسكين والفقير.
أليس هذا كافٍ؟، ثم، هل توفّرَ كلّ هذا لجنوب إفريقيا في السابق، وهل سيكون كذلك لقطر في اللاحق؟؟
يمكنُ أن نحقق ما حققته جنوب إفريقيا بل وأكثر، لكن ماذا عن قطر؟؟
إنّ المتابع لما سلف من السنوات القليلة الماضية يدرك أنّ قطر، هذا البلد الصغير العظيم، لم يطلّ مباشرة ليختطف كرة القدم أو بالأحرى الكرة الأرضية إليه، بل التحلي بالإخلاص ثم الاستشراف والتخطيط فالعمل على التطوير داخليا ثمّ إقليميا اقتصاديا وسياسيا، ليصاحب كل هذا الإعلامُ، ولمعرفة دور هذا الأخير، نرى أنّ للجزيرة الفضل الأكبر في كل ذلك، فتأسيس قطر لقناة الجزيرة، ونمو هذه الأخيرة ثمّ بروزها لتتفرع وتصير شبكة فتسيطر، جعل العالم يحسب قطر تقع في دولة الجزيرة، وليس العكس، والآن هاهي قطر تنادي أهل المعمورة: “ها أنا ذي قطر أمّ الجزيرة “.
ممّا تقدّم يبدو أنّه قد اتضح ما لدينا وما ينقصنا، ما لدينا سبق عرضه، أمّا ما يجب أن نتحلّى به فأساسه ليس أكثر من قناعات، فعلينا بالإخلاص للوطن، النزاهة والنباهة، التخطيط والاستشراف، في سبيل التطور داخليا، موازاة مع العمل على التعريف بأنفسنا لدى الغير ونقل صورتنا للآخر، عبر نهضة إعلامية، يطالب بها الأكفاء من أبناء هذا الوطن منهم مؤسسون لقناة أو ” لدولة ” الجزيرة.
فإذا عقدنا العزمَ فآنذاك لا يحول بيننا وبين أهليّتنا للترشح بل لتنظيم المونديال حائلٌ.
إذن، أجل نحن قادرون، لكن فهل نحنُ عازمون؟؟
Hassene.kirouani@gmail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 1455
سلمت يمناك استاذ حسان فقد نطقت بعين الصواب
واسلوبك الجميل اكد ما عنيت
برافو بالتوفيق ينتظرك مستقبل زاهر ولما لا فربما تكون ممن ينهض بالاعلام الجزائري ويجعل منه دولة كما ذكرت بحال الجزيرة
تعليق 1487
لا يمكن للجزائر ان تنظم كاس العالم و ان حدث فستكون اسوء و افشل دورة في تاريخ المونديال ..لمذا؟ لان لجنة مراقبة المنشطات ستكون في حيرة وورطة من امرها ذلك لان الفحوصات التي ستجرئ للاعبين ستكون كلها ايجابيةليس لانهم فعلا يكونون قد تناولو مواد منشطة عن قصد ولكنها الوجبات المقدمة (لحوم حمير مع بطاطا الخنازير مع حمود بوعلام)..سياخد وقتا معهد زوريخ في كشف المادة المتناولة.