عناوين فرعية
-
الرواية من الباب الخلفي
(03) ثلاث ملاحظات هامة ومثيرة للتساؤل تعينك على فهم الثورة الناعمة في رواية (ه-وارية ) ـ وضعت العنوان من جهتي على هذا الشكل بغية التعريف بها - التفاصيل في فهم الموضوع قادمة في النص النقدي..
ما الدلالة أو السر الذي أرادته الكاتبة إنعام بيّوض في روايتها “هوارية” حيث أن أسماء الشخصيات التي اختارتها تبدأ كلها بحرف الهاء (هوارية، هواري، هشام، هاني، هاجر، هناء، هدية، هاشمي، هجيرة، هبيرة، هبة، هنّان، هالة؟؟ يسأل أحدهم..!!!
عندما تكون الشخصية الأساسية هي من تقود الفعل (protagoniste) فهذا يقتضي نمطا من التأليف على الكراز الكلاسيكي وتصبح فكرة الرواية محمولة في طبيعة الشخصية، بطولة، وفردانية، وتشخيصا مما يبعث على إخضاع الشخصية للدراسة من زاوية ثلاثة أبعاد: الفيزيونومي،، الإجتماعي،، والسيكولوجي،، هذا الأخير الذي ميز الرواية عن الملحمة،،، والحديث عن القديم في السرد والسردية.
@ طالع أيضا: واسيني الأعرج.. “ميليشاوي” أمام “قصر” الأدب؟!
— أما إذا تقاسم الفعل الروائي عددا من الشخصيات (الهائية) كما في الرواية فتصبح فكرة الرواية موزعة على الجميع وتسقط في التأليف العام..
مجرد سؤال: ما الدلالة أو السر الذي أرادته الكاتية إنعام بيّوض في روايتها “هواربة” حيث أن أسماء الشخصيات التي اختارتها تبدأ كلها بحرف الهاء (هوارية، هواري، هشام، هاني، هاجر، هناء، هدية، هاشمي، هجيرة، هبيرة، هبة، هنّان، هالة؟؟ يسأل أحدهم..!!!
– فبعد قراءتها وبعيدا عن الجوانب الفنية والجمالية في نسج السرد الروائي، لأن هذا الجانب فيه كلام من نوع وفي مستوى آخر آخر:
1 – كل الشخصيات تبدأ بحرف (الهاء) حتى حنان أصبحت هنان لتخضعها للإيقاع الهوياتي،،،
بعد إطلاعنا على الحوار الذي أجرته إحدى القنوات العربية مع الكاتبة، أشارت إلى أن لفظ (هالا أو هلا) لفظ سوقي في أحياء قذرة وهو الأسلوب المستعمل في التعبير عن خلجة من خلجات النفس من الأسف والحيرة،،
إلا أن الأمر لا يبدو كذلك، لأن رمزية (الهاء) في تاريخ المعرفة اللسانية يحمل بطنين، أحدهما للحياة والآخر للروح، ولهذا فهو حرف يقع بالنفس مع آخر الحلق، نبدأ به وننتهي به،، فإن كان لله فهو الأزل والأبد في آن واحد بمعنى السرمد،،،
وإن كان للخلق، وهذا هو بيت القصيد، وتستطيع أن ترد الكاتبة على ذلك إن إستطاعت، (الهاء) في اللغة العبرية هي أداة تعريف في اللغة العبرية اليهودية، ولهذا جاء أسم مصر في التاريخ التوراتي بلفظ (همصري)، (همصريم وهي تعني مملكة معين الجوف (مصر حديثا) التي كانت ممرا للحركات التجارية الكبرى في أرض المشرق..
وبالتالي فيأتي الإشتغال على اللغة من هذه الزاوية بمثابة تهويد للثقافات السفلى التي بادرت إليها الكاتبة،، وهي مقدمة لمشروع ذات أبعاد،،، وهذا التعريف للرواية أصبح سائدا اليوم عند الجماعات الأدبية المسلحة (على تعبير السعيد بوطاجين)..
تصرح الكاتبة في حوارها أن مصدر معلوماتها في البحث والتنقيب عن أحداث الرواية كان على لسان إمرأة حقيقية تعرفها، ولكنها غيرت إسمها إلى ( هـ – وارية ) وهذا ما تقتضيه الضرورة الهوياتية التي تطمح إليه الكاتبة
وقد أدلى بهذا التعريف للرواية الكاتب عز الدين جلاوجي من خلال سؤال وجهته إليه شخصيا في الموضوع ذات يوم بجامعة وهران في لقاء خاص،، مدرج الإبرا(ه)يمي،،، بخلفية الكاتبة.
2- هل يمكن إعتبار رجل بستة (06) أصابع عاهة يمكنها أن تسبب عقدا نفسية إلى إجتماعية..؟؟
هذا ما أشتغلت عليه الكاتبة في إحدى شخوص الرواية، ولكن الكارثة من منظور الآخر الرافض للواقع،، لأن الواقع يملي إقحام الأصابع الستة على شكل نجمة داوود السداسية، والذي أصبح يعمر الشمعدان المزين للبيوت…
3 – تصرح الكاتبة في حوارها أن مصدر معلوماتها في البحث والتنقيب عن أحداث الرواية كان على لسان إمرأة حقيقية تعرفها، ولكنها غيرت إسمها إلى ( هـ – وارية ) وهذا ما تقتضيه الضرورة الهوياتية التي تطمح إليها الكاتبة،، فألبستها ثوب العرافة، الكزانة – الشوافة – قارئة الكف،،، التي تتعاقب عليها كل أطياف وشرائح المجتمع، وبالتالي شكلت لديها مصدرا معلوماتيا تستقي منه كل ماتريد الترويج له ولكن بعيدا عن الفنية والجمال…!!!
@ بقلم البروفيسور محمد قادة
(أستاذ بجامعة مستغانم)
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.