كشف الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، عن تفاصيل جديدة بخصوص المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزعيم "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، نهاية الأسبوع الفارط بعد أن لعب دورًا أساسيًا في وقف تمرد المجموعة شبه العسكرية.
وفقًا لرواية لوكاشينكو، التي أوردتها وسائل الإعلام الحكومية، فقد تحدث مع بوتين عبر الهاتف، يوم السبت الفارط على الساعة العاشرة صباحًا، حول الأزمة المتصاعدة في جنوب روسيا، مضيفا أنه تفاوض طوال ذات اليوم مع بريغوجين.
وقال لوكاشينكو”الشيء الأكثر خطورة ليس ما كان عليه الوضع، ولكن كيف يمكن أن يتطور وعواقبه، أدركت أيضًا أنه كان هناك قرار قاس تم اتخاذه بالتدمير، اقترحت على بوتين ألا يستعجل، دعونا نتحدث مع بريغوجين”.
وأضاف ذات المتحدث أنّه طلب من نظيره الروسي عدم اغتيال قائد “فاغنر”: “قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة. إما في المحاولة الأولى أو الثانية. لكنّني قلت: لا تفعلوا ذلك”.
قال لوكاشينكو إن بوتين أخبره بعد ذلك أن بريغوجين لم يستجب للمكالمات الهاتفية، لذلك حاول العثور على أرقام هواتف للاتصال به، و”نظمنا ما يصل إلى ثلاث قنوات يمكننا من خلالها التحدث مع روستوف”.
في الساعة الحادية عشر صباحا، قال لوكاشينكو إنه اتصل ببريغوجين، الذي “التقط الهاتف على الفور”، قائلا إن مؤسس شركة “فاغنر”: “تحدثنا في الجولة الأولى من 30 دقيقة بلغة قاسية، كانت هناك كلمات بذيئة أكثر بعشر مرات من المفردات العادية”.
وقال لوكاشينكو إنه حذر بريغوجين من أنه لن يتوسط في المفاوضات إذا قتل أي مدني: “بمجرد أن تقتل شخصًا واحدًا على الأقل عن قصد، وخاصةً إذا كان مدنيًا، فلن تكون هناك مفاوضات معك ولن أتحدث معك”.
كما كشف الرئيس البيلاروسي إنه حذر قائد “فاغنر” من أن قواته ستدمر إذا واصلوا مسيرتهم إلى العاصمة الروسية: “في منتصف الطريق سوف يتم سحقك مثل الحشرة”.
وقال لوكاشينكو إن بريغوجين قال له: “نريد العدالة! يريدون خنقنا! سنذهب إلى موسكو!”، مضيفا “لوقت طويل، كنت أحاول إقناعه وفي النهاية قلت، كما تعلم، يمكنك أن تفعل ما تريد، لكن لا تغضب مني، لوائنا جاهز للانتقال إلى موسكو”.
قال لوكاشينكو إنه أخبر بريغوجين أن “هذا الوضع لا يتعلق فقط بروسيا، لأنه إذا انتشر هذا الاضطراب في جميع أنحاء روسيا، سنكون نحن اللاحقين”.
وأكد الزعيم البيلاروسي أن بريغوجين تراجع عن مطالبته بإقالة وزير الدفاع الروسي ورئيس هيئة الأركان العامة، مضيفا أنه أعطى بريغوجين تأكيدات شخصية على سلامته وسلامة رجاله من أجل إنهاء التمرد نهائيًا مساء السبت.
قال لوكاشينكو إن بريغوجين اتصل به في الخامسة مساءً لقبول الشروط، ثم سأله: “لكن … ماذا أفعل؟ نتوقف، سوف يدمروننا”، وفقًا لما قاله لوكاشينكو، الذي أجاب: “لن يفعلوا، أنا أضمن لك، سأحمل ذلك على عاتقي”.
وشهدت مدينة روستوف جنوب غربي روسيا ليلة السبت تمردا مسلحا أعلنته قوات “فاغنر” العسكرية الخاصة، التي استولت على مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في المدينة، وأقامت الحواجز على مداخل ومخارج المدينة.
وفي وقت لاحق انسحبت قوات “فاغنر” من المدينة بعد التوصل إلى اتفاق بوساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على مغادرة مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا وكفّ البحث عنه، وعودة مقاتليه إلى معسكراتهم بضمان من الرئيس فلاديمير بوتين..
@ المصدر: الخبر
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.