وفي أحد المطاعم جلسنا في أماكننا وكلّ منا طلب نوعا من الطعام..
وبعد فترة أحضر لنا العامل طلباتنا، فلاحظت أن هناك شخصا جالسا مقابل طاولتي ينتظر الطعام.. قلت لأحد الجنود: إذهب وأطلب من ذلك الشخص أن يأتي بطعامه ويأكل معنا..
ذهب الجندي وطلب من الرجل أن يأتي ليأكل معنا، حمل الرجل طعامه.. وجلس بحانبي كما طلبت..وبدأ يتناول الطعام ..وكانت يداه ترتجفان..
إلى أن فرغ الجميع من طعامهم وذهب الرجل.. فقال لي الجندي: لعل الرجل كان مريضاً فقد كانت يداه ترتجفان وهو يأكل”..!
فأجبته: لا.. أبدا، هذا الرجل كان حارساً للسجن الذي كنت فيه.. وفي أغلب الأحيان وبعد التعذيب الذي كنت أتعرض له كنت أصرخ وأطلب قليلا من الماء.. وكان يأتي هذا الرجل ويقوم بالتبول على رأسي في كل مرة، لذلك وجدتَه خائفاً يرتجف..
لقد توقع بأنني سأعامله الآن بنفس الطريقة، فأقوم إما بتعذيبه أو بسجنه..
أنا نيلسون مانديلا رئيس دولة جنوب أفريقيا.. وهذه ليست من شيمتي ولا من أخلاقي…!
عندما خرج مانديلا من سجنه سنة 1990 بعد 27 سنة من التعذيب، كانت الجزائر أول بلد يزوره وفاء لدعمها وإلهامها الذي جعل جنوب افريقيا تنتصر على العنصرية والجاهلية وتصبح اليوم من أكثر دول العالم نموا وتطورا..
هذا هو نيلسون مانديلا الذي سمّت الجزائر ملعب برقي باسمه، تقديرا وتخليدا لنبله ونضاله في سبيل تحرير، ليس فقط إفريقيا من العنصرية، بل تحرير العقل الإنساني من العبودية.
مانديلا قال في مذكراته أن الجزائر جعلت منه رجلا عندما فتحت له معسكرات التدريب فجر الاستقلال وسلحته بالرجولة قبل السلاح لمواجهة العنصرية في بلاده.
وعندما خرج مانديلا من سجنه سنة 1990 بعد 27 سنة من التعذيب، كانت الجزائر أول بلد يزوره وفاء لدعمها وإلهامها الذي جعل جنوب افريقيا تنتصر على العنصرية والجاهلية وتصبح اليوم من أكثر دول العالم نموا وتطورا..
كيف لا تُسمي الجزائر على هذا الرجل العالمي الأممي الخالد ملعبا لكرة القدم..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.