نشر الكاتب الصحفي ومدير التحرير السابق لفضائية “الوطن” الموقوفة، نصر الدين قاسم، تدوينة على حسابه الشخصي في “فايسبوك”، الأحد 20-12-2015، ذكّر فيها بمقال قصير سابق نشره على مدونته الخاصة قبل سنة، تنبّأ فيها بما تريده السلطة من وراء فتح المجال السمعي البصري بطريقة “غير قانونية”.
وقال قاسم “هذه خربشة خربشتها قبل أكثر من عام أي في 15أفريل 2014″، وجاء فيها ما يلي:
الانفلات الإعلامي!
عندما شُرِع في فتح المجال السمعي البصري لـ”الخواص” خارج الإطار القانوني عن طريق اعتماد مخرج مكاتب محلية لقنوات أجنبية، كانت النية واضحة في استباق الأحداث بفرض واجهة إعلامية متحكم فيها على غرار الصحافة المكتوبة، حتى إذا فتح المجال رسميا بطريقة قانونية تكون الساحة تعج بقنوات يصعب على الوافدين الجدد إمكانية منافستها وإن كانوا خارج “السيطرة”.
غير أن التجربة أثبتت محدودية ذلك وصعوبة مراقبة كل شيء.. فقد حدث الكثير من “الانفلات الإعلامي”، ووجدت السلطات نفسها في حرج كبير أمام ما يدينها بالصوت والصورة.. إن طبيعة العمل السمعي البصري القائم أساسا على سهولة التقاط الخبر ومباشرة بثه، وسرعة انتشاره، والسبق الصحفي، تجعل من مسألة تصفية المواضيع أو المادة الإعلامية ومراقبتها بدقة شبه مستحيلة…
الحصيلة لحد الآن غلق قناة فضائية أو بالأحرى غلق “مكتبها في الجزائر”، وتوقيف بعض البرامج المحرجة، وتوبيخات بالجملة للقائمين على بعضها بسبب بث المواضيع “الشاردة”.. وأشياء أخرى لا يعلمها إلا المعنيون بها… ومن الطبيعي أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الاحتقان الإعلامي في هذا المجال، والمزيد من “الانفلات”، والخروج عن السيطرة وتجاوز الرقابة، ذلك لأن حرية التعبير كل لا يتجزأ، لا يمكن تقطيرها، ولا تصفيتها.. فإما أن تكون أو لا تكون…
نصرالدّين قاسم يتذكّر “نبوءته” حول الإعلام السمعي البصري

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.