مشكلة الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص أنهم يقدمون أنفسهم كناشري الحضارة وكمقدمي دروس في القانون، وكرعاة للحقوق والحريات، لكنه وبمجرد ما تصطدم القوانين بمصالحهم يتحولون لمجرمين خارجين عن القانون.
هم يلعبون لعبة يؤدون فيها دور الجلاد والضحية والقاضي والمجرم في نفس الوقت، بحيث جعلوا من قضية الحقوق والحريات سجلا تجاريا للتكسب ولشرعنة سلوكاتهم ومواقفهم في مواجهة الجنوب العالمي، هذا من جهة. وجعلوا منها كذلك ورقة للمزايدة والضغط على كل المعارضين للهيمنة الغربية من جهة أخرى.
إن ازدواجية الخطاب الغربي تدفع نحو مزيد من الانسداد الذي قد ينتج عنه انفجار خطير سينعكس سلبا بكل تأكيد على كامل النظام الدولي، وهو ما يذكرنا بما حدث لمؤسسات نظام فرساي التي انهارت وعلى رأسها عصبة الأمم…
عندما تصادر حق مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدولين باللجوء للفيتو، وعندما تصدر قانونا لمعاقبة محكمة الجنايات الدولية، وعندما تهدد قضاتها، فإنك تكون بصدد تعطيل دور هذه المؤسسات وتفسح المجال واسعا أمام باقي الفواعل الدولية للبحث عن اليات بديلة للحصول على حقوقها..
وقد تكون واحدة منها بناء القوة لاعتمادها في إدارة علاقاتها والتي تتجه بنا في النهاية رأسا نحو الحرب… قد نشهد حربا تعيد التأسيس لقواعد نظام دولي جديد. ربما فبعد أوكرانيا وغزة قد تأتي تايوان لتفجر حربا كونية جديدة.
@ طالع أيضا: ماذا تعني محاكمة الإحتلال؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.