أتذكر جيدا آخر مقابلة تلفزيونية للرئيس صدام حسين، وذلك قبيل الغزو بأيام قليلة.

شاهدناها جميعا على شاشة التلفزة، وقد أدارها الصحفي المخضرم دان رادر من قناة سي بي آس الأمريكية، وفي المقابلة قدّم صدام كل الحقائق، لكن ساسة العالم الغربي كانوا مصممين عل الغزو كانتقام صليببي مباشر لأحداث نيويورك.
أتذكر أن صدام قال للصحفي الأمريكي ستعودون بعد عشرة سنوات الى كلامي وتعرفون أنكم كنتم على خطأ!
استشراف بارع من قائد كبير قدم للعالم على شكل ديكتاتور وشرير، بينما عشرات الشياطين من قادة الغرب والشرق اسوأ منه بكثير يصولون ويجولون.

لا أسلحة دمار شامل ولا هم يحزنون، كل ما في الأمر تقرير مخابراتي مزيف جرّ وراءه سلسلة من الجيوش استطاعت أن تجعل من العراق الحضارة أخطر بقعة للعيش في العالم…

ودّع الصحفي الرئيس صدام وقال له فخامة الرئيس أود من كل قلبي أن أراك مرة أخرى..
آخر مرة رأينا الرئيس صدام والحبل ملتف حول عنقه، لقد أعدمه المجوس والشيعة وعتاة أمريكا وبريطانيا من المجرمين.
ما حدث بعد غزو العراق يعادل عشرة مرات الاضرار التي كان سببها صدام.

لقد صدق صدام عندما قال لمحاوره الأمريكي بأنكم ستكتشفون خطاكم بعد مرور 10 سنوات.

من 2006 تاريخ إعدامه وصولا إلى العام الذي نحن فيه 2016، هي بالفعل 10 سنوات مرت، وقد ظهر أخيرا تقرير لجنة التحقيق البريطانية التي تشكلت للتحقيق في غزو العراق، حيث أفاق العالم يوم الأربعاء الماضي على واحدة من أكبر الخدع اتي انطلت عليه، فلا اسلحة دمار شامل ولا هم يحزنون، كل ما في الأمر تقرير مخابراتي مزيف جرّ وراءه سلسلة من الجيوش استطاعت أن تجعل من العراق الحضارة أخطر بقعة للعيش في العالم.
فقد خلص تقرير لجنة التحقيق البريطانية التي قادها جون تشيلكوت، بعد سبع سنوات من الإنتظار، إلى نتيجة صادمة، وهي أن المخابرات الغربية لفقت كل شيء لغزو العراق، المجرمان بوش وبلير كانا يعرفان ذلك!!
أول رد فعل للعراقين في أربيل بعد إصدار تقرير بريطاني حول اسباب حرب الخليج الثانية وإسقاط صدام ”صدام كان على حق…وأنتم الشياطين”.
إذن، خرج أخيرا التقرير النهائي لأسباب إسقاط صدام حسين وتهديم العراق وتقتيل وتشريد الملايين وخلق داعش والحشد الشيعي وآلاف الشرور.

يشير جاسوس بريطاني بأن حكاية أسلحة الدمار الشامل ملفقة، وأنها صنيعة مخابرات ومستنبطة من فيلم الصخر الذي قام بطولته نيكولا كيج وشون كونري، حول استيلاء إرهابيين على أسلحة كيمياوية

الشيطان المجرم القاتل توني بلير قد يواجه محاكمة في بريطانيا، حتى وإن إعتذر اعتذار التماسيح، فهو لم يعتذر للعراقين بل للضحايا البريطانيين، خوفا أن تجره عائلاتهم إلى المحاكم، وقد يفعلون، فقد قال “أنا اعتذر لكنني غير آسف ولو عادت نفس الظروف لأتخذت نفس القرارات”.

كثيرون في بريطانيا يطالبون بتطبيق القانون ومحاكمته.
تقرير السيد جون تشيلكوت يؤكد أن حرب الخليج الثانية غير شرعية، وأن الغرب أساء وتسرّع في اللجوء إليها لإزاحة صدام حسين.
من جهة أخرى يشير جاسوس بريطاني بأن حكاية أسلحة الدمار الشامل ملفقة، وأنها صنيعة مخابرات ومستنبطة من فيلم الصخر الذي قام بطولته نيكولا كيج وشون كونري، حول استيلاء إرهابيين على أسلحة كيمياوية.
أهل ضحايا حرب الخليج في بريطانيا ينادون بالمحاكمة، فمن ينتقم لضحايا العراق؟
نستخلص بوضوح هنا أنه لا عدالة دولية ولاهم يحزنون، مخابرات خبيثة تلفق تقريرا لغزو وتخريب دولة ومنطقة برمتها، والرؤساء والجيوش تتحرك، لا أحد يحاسب إلا الرب والضمير الإنساني إن بقي هناك ضمير…
أمر مرعب حقا فاستفيقوا يا مغفلين…

• أخبار
• إعدام صدام
• بريطانيا
• توني بلير
• جورج بوش
• جون تشيلكوت
• دان رادر
• سقوط بغداد
• صدام حسين
• غزو العراق
• قناة سي بي آس