ثقيلة عليَّ عبارة "رجال الأعمال"، التي يوصف بها مالئوا المشهد المالي الجزائري.
لأن الذين يُشاركون الحكومة قراراتها ويُشحنون مع أعضاء الحكومة في سفريات استجداء الاستثمارات، والذين يُقدمون على أنهم أطراف في صنع الثروة و في القرارات.
هؤلاء ما كان لهم هذا الثراء وهذا المال لو… لو لم يحلبوا ضرع الدولة.
كل أموالهم من المناقصات التي رست عليهم عن طريق الرشى والمحسوبية.. أقول كل، دون استثناء.
سَمّ لي نفرا واحدا كانت لثروته عراقة..
الثروة نعرفها عند بني مزاب، فهي بكدّهم و انضباطهم، وحمود بوعلام رضع ڨازوزه أطفالنا مع الحليب، ولم نعرف أن الجيلالي مهري دخل الأدغال السوفية متربصا بعطاءات أو مناقصات.
حتى مقاولات الحسناوي كانت بعيدة عن الخزينة العمومية، ناهيك عن أقمشة وحرير العشعاشي، يُضاف إليهم التواتي أقاسم رحمه الله؟
من هو هذا العلي حداد؟ و من ذاك الكحـ.. الكحلوت؟.. أو حتى ربراب؟ نكرات.. لو لم تتواطأ الإدارة، المدنية والعسكرية، مع يسعد ربراب، فضمنت له خط قرض بالعملة، ويسّرت له التصاريح الاستثمارية في نفس الوقت الذي عطلت منافسيه..
حتى الدكتور زعبيط، صاحب “رحمة ربي”، أمواله التي سيجنيها، (ربي يزيده)، كانت من مخترعه، بغض النظر عما سيؤول إليه مكمّله الغذائي، ولم نسمع أنه اتكأ على خط قرض أو سُلفة.
لكن… لكن
من هو هذا العلي حداد؟ و من ذاك الكحـ.. الكحلوت؟.. أو حتى ربراب؟ نكرات..
لو لم تتواطأ الإدارة، المدنية والعسكرية، مع يسعد ربراب، فضمنت له خط قرض بالعملة، ويسّرت له التصاريح الاستثمارية في نفس الوقت الذي عطلت منافسيه.
يسعد ربراب له خصلة توطين أرباحه في بلده، وهو أمر مشرّف.. لكن هل كان سيصل إلى ما وصل إليه لو… لو لم توضع المتاريس أمام رجالات بني مزاب وحذاقة السوافة؟
الجزائريون يقفون احتراما للبرجوازي العريق.. ذلك الذي بنى ثروته حجرةحجرة.. الذي ورِثها وسيورّثها.
الجزائريون يحتقرون، (و قد يحسدون)، بائع البطيخ في الصيف الذي يسكن القصور في شتاء نفس السنة.
الشعب المتفرج يهوله رُسو العطاءات على مالكي “باشي وبرويطة” وحرمان عراقة الحسناوي.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.