لم تنته سنوات العشرية الدموية إلا للدخول في حالة رعب وهلع مجددا، فالوحوش البشرية التي جزت الرقاب وأحرقت الرضع في الأفران وعذبت واغتصبت في التسعينيات، ثم قامت باختطاف الأطفال وقتلهم في العقد الثاني من الألفية الثالثة، مازالت حرة طليقة، لا يردعها وازع ولا يوقفها رادع، لأنها لم تلق الجزاء التي يليق بها بعد، وقد أمنت العقوبة مع سياسة اللاعقاب، فلماذا لا تشعل النيران وتحرق البلد بمن فيه من أجل مصالحها الضيقة وخدمة لأجندات خفية تضمن زعزعة الأمن وغياب الاستقرار.
اليوم النيران التي أتت على الأخضر واليابس وأودت بأرواح الأبرياء من مدنيين وعسكريين تغمدهم الله برحمته، التهمت ثروة غابية وحيوانية هامة في ظل جفاف زاحف، زد عليه الخسائر المادية التي لا تعد ولا تحصى، لترتفع الفاتورة ويزداد الاقتصاد الوطني تهالكا مع كل ما سبق من تداعيات جائحة كورونا.
اشتعال النيران في صيف حار قد يكون أمرا طبيعيا، فالمؤشرات البيئية والمناخية سبب مقنعللحرائق إلا أنالتزامن والعدد الهائل وفي مختلف الولايات والتركيز على منطقة القبائل، لا يدع مجالا للشك أن العمل إجرامي وبتدبير كيان مواز يسعى لإغراق الشعب في الأسى والمآسي ليستفرد بالسلطة، ويستمر في النهب والسلب والعمالة.
فالفاعل ليس شخصا أو اثنين أو ثلاثة إذ يستحيل أن يكون عملا فرديا، إنما هو ورم خبيث متجذر يجب استئصاله، فقد آن له أن يتوقف عن النمو والتمدد في دواليب الدولة، وقتل كل محاولة للنهوض، وتكريس الرداءة وتهميش الكفاءات وإقصاء كل شريف ومعاداة النجاح، وطبعا تحويل الأرض إلى جحيم بافتعال الأزمات كل مرة.
اليوم النيران التي أتت على الأخضر واليابس وأودت بأرواح الأبرياء من مدنيين وعسكريين تغمدهم الله برحمته، التهمت ثروة غابية وحيوانية هامة في ظل جفاف زاحف، زد عليه الخسائر المادية التي لا تعد ولا تحصى، لترتفع الفاتورة ويزداد الاقتصاد الوطني تهالكا مع كل ما سبق من تداعيات جائحة كورونا.
آلاف الهكتارات أضحت رمادا، والأسوء قادم، لأن فرق الإطفاء و المجندين والسكان ما زالوا يكافحون النيران بإمكانيات بسيطة وسط ظروف صعبة بمناطق جبلية وعرة، مع غياب حل فعال لمثل هذه الأزمات التي تحتاج لتخطيط مسبق وآليات حديثة وهائلة، كان لزاما تخصيص ميزانية هامة لها ووضعها على جدول أعمال الحكومات المتعاقبة كأولوية.
هبة الشعب الجزائري التضامنية مع المتضررين في مختلف مناطق الوطن برهنت مجددا أن الجزائر ما زالت بخير، مازالت ها هنا واقفة ولن تنكسر، فحتى المعوزين ورغم كل الضغوطات قدموا المساعدات، إنهم الذين يؤثرون وبهم خصاصة، وهؤلاء من يستجيب الله لدعائهم ويحفظ البلاد والعباد.
هي دعوة لكل المواطنين في كافة المساجد بإقامة صلاة الاستسقاء والدعاء أن ينزل الله الغيث ويرفع البلاء، ويقيض لنا أمر رشد وصلاح ويعجل بالقضاء على كل من يريد بالجزائر شرا ويجعل كيده في نحره، ويفضحه أمام الخلائق في الدنيا، قبل أن يلج لمحاكم السماء ويجد نيرانا مستعرة أضعاف ما أشعله.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.