يعرض هذا المقال المتواضع وصفا سريعا لبعض أشهر الأفلام الهندية التي كانت الأدوار الرئيسية فيها لنجمات مثلن أدوار بائعات الهوى أو كان الموضوع الرئيسي للفيلم هو الدعارة.
ديفداس
البداية يجب أن تكون مع فيلم ديفداس، الفيلم الأيقونة في تاريخ السينما الهندية والذي فتح الباب واسعا لبوليود أمام العالم سنة 2002، في هذا الفيلم تبرز أشهر مومس في السينما الهندية “تشاندراموكي” والتي لعبت دورها الممثلة المقتدرة “مادهوري ديكسيت”، حيث أبدعت في تجسيد الدور لكن بطريقتها، حيث يستحيل أن نجد ربما مومسا في الواقع تشبه تشاندراموكي، هي سيدة تجمع بين الجمال الفاتن والابتسامة البريئة والنظرة الخجولة المغرية في نفس الوقت، هي فتاة ليل نبيلة الأخلاق من النوع الراقي الذي يتقن الرقص الهندي على أصوله، يتمنى الجميع في الفيلم رضاها بينما قلبها المحطم معلق ببطل الفيلم السكير ديفداس (شاروخان في الدور) الهارب إلى أحضانها بعد زواج فتاة أحلامه “بارو” (أيشواريا راي في الدور) بأمير هندي.
ديفداس رواية معروفة في التراث الهندي منذ سنة 1917 مثل قصة قيس وليلى عند العرب أو روميو وجولييت عند الغرب، جسدت كفيلم صامت أول مرة سنة 1928، لتتوالى بعدها عشرات النسخ المصورة لهذه الرواية بين سينما وتلفزيون لغاية سنة 2002.
Chori Chori Chupke Chupke
هو فيلم آخر معروف في بوليود وتم فيه طرح صورة للمومس بطريقة لا تختلف كثيرا عن الفيلم السابق، مع اختلاف صغير في بداية الفيلم، حيث تبدو البطلة الممثلة “بريتي زينتا” في أول الفيلم مثل “جوليا روبرتس” في الفيلم الشهير Pretty Woman، مبتذلة وفوضوية في لباسها وكلامها وشكلها من بعيد يظهر جليا أنها عاهرة طرقات رخيصة الثمن.
بطل الفيلم “سلمان خان” يلجأ لهذه المومس من أجل إنجاب طفل منها وتسجيله بإسمه واسم زوجته العاجزة عن الإنجاب(راني موخرجي في الدور)..
تتطور أحداث الفيلم لتتغير طباع وشخصية المومس بطلة الفيلم، لتتحول إلى عاشقة للبطل وراغبة في الاستقرار العائلي مثلها مثل أي فتاة عادية، فالرعاية والعطف الذان شعرت بهما وسط الجو العائلي ووفرته لها العائلة الكبيرة لشخصيات الفيلم جعلها تشعر بالانتماء والرغبة في توديع عالم البغاء للأبد.
التحول في الشخصية عند بريتي زينتا كان سهلا لأنها أصلا تملك وجها طفوليا بريئا يجعلها تبذل مجهودا لتبدو كفتاة ليل، أما العكس فهو الأسهل بالنسبة لملامح وجهها.
Laaga Chunari Mein Daag
هو فيلم منتج سنة 2007، دور البطولة فيه لراني موخرجي، التي لعبت في الفيلم السابق دور الزوجة المطيعة العاجزة عن الإنجاب، هي في هذا الفيلم تلعب دور الفتاة المكافحة الباحثة عن العمل والتي تجد نفسها مجبرة على دخول عالم الدعارة لتوفير لقمة العيش لعائلتها ومساعدة والدها العاجز عن تجهيز أختها للزواج.
تسافر البطلة لمدينة أخرى وتخفي حقيقة عملها عن عائلتها وتغدق عليهم بالأموال دون أن يسألها أحد من أين لك هذا؟
تتطور أحداث الفيلم لتقع المومس في حب شاب (أبيشيك باتشان في الدور) وتكتشف في آخر الفيلم أنه أخ خطيب أختها.
راني موخرجي في هذا الفيلم هي عاهرة صالونات وفنادق راقية تبدو غالبا في الفيلم بكامل تبرجها وأناقتها، فهي الفتاة الجامعية الذكية التي أجبرتها الظروف على دخول هذا العالم فعرفت كيف تستغل الواقع الظالم لصالحها، على الأقل من الناحية المالية.
راني ممثلة يشهد لها الكثيرون بتمكنها من إتقان تمثيل كل الأدوار، حيث برعت في تمثيل دور المعاقة مرتين في فيلمين مهمين، وبرزت في دور الفتاة التي تلعب الكريكيت وتضطر للتخفي في شكل رجل طيلة الفيلم.
لذلك فدور المومس كان سهلا عندها وإن كان الغالب على جمال أغلب نجمات الهند هو البراءة، وبعض الجمهور قد لا يتقبل هذا منهن بينما يتقبله من أخريات مثل مليكة شيراوات أو بيباشا باسو الأشهر في الإغراء.
Saawariya
هو أيضا منتج سنة 2007، ودور المومس فيه أسند أيضا للممثلة راني موخرجي، لكنها كانت ممثلة مساعدة في هذا الفيلم، بينما البطولة النسائية كان للممثلة الجديدة آنذاك سونام كابور.
صورة العاهرة هنا عادية قريبة قليلا من الواقع لكن المشكل في أن جمال النجمات الهنديات اللواتي مثل راني موخرجي وبريتي زيتنا يبقي على براءة المومس مهما شاهدناها في الفيلم تلاحق البطل وتعرض نفسها عليه مثلما حدث في هذا الفيلم.
Chameli
هو من الأفلام التي تعتبر بداية التحول في مشوار “كارينا كابور”، حيث عرفناها في الأول بأدوار الفتاة الدلوعة خفيفة الظل وتكرر هذا في أفلامها الأولى وكانت موهبتها محدودة في البداية مقارنة بأختها الكبرى “كاريشما كابور”.
فيلم “شاميلي” أو “ياسمين” كان حينها يبدو وكأنه يقدم صورة حقيقية وواقعية عن عالم الدعارة الهندية، وكان موفقا لحد ما، حسب معلوماتي هو لم ينجح جماهيريا لأنه ذو إيقاع حزين وطريقته حينذاك كانت تبدو مختلفة مقارنة بالشكل الناجح الذي عرفت به بوليود في تلك السنوات، حيث أنتج الفيلم سنة 2003 وكانت الأغاني فيه قليلة ومدمجة في السياق الدرامي للفيلم، وكأنه فيلم هندي فيه نكهة فرنسية أو إيطالية.
كما أن البطولة الرجالية لم تكن لنجم شباك، وبقية الممثلين عددهم قليل جدا وأغلبهم غير معروفين، كما أن أحداث الفيلم تدور تقريبا في مكان واحد هو الشارع الذي تصطاد فيه المومس زبائنها، وكأنه مسرحية، أنا شخصيا أعجبني الفيلم حينها لكنه لم يلقى ما يستحقه من النجاح.
لم يكن صعبا على الجمهور تقبل كارينا في دور المومس لأنها كانت في بدايتها تبدو كأنها سوف تتجه للإغراء، كما أن شكلها ولباسها وماكياجها في الفيلم كان أقرب إلى مومسات الواقع اللواتي نراهن في الطرقات.
ولكن ومع ذلك، في آخر الفيلم نجد اللمسة الهندية التي تبرز الوجه البرىء لكارينا كابور.
Begum Jaan
هو حسب متابعتي شبه الدائمة لسينما بوليود من آخر الأفلام التي تتحدث عن عالم الدعارة في السينما الهندية، تم إنتاجه سنة 2017، وأسند دور البطولة فيه للممثلة “فيديا بالان” وهي ممثلة هندية ناجحة لكنها متواضعة الجمال مقارنة بملكات الجمال والعارضات اللواتي توجهن للتمثيل في الهند.
فيديا كانت مقنعة جدا في دورها هي وزميلاتها في الفيلم من ممثلات الصف الثاني ونجمات التلفزيون، حيث تؤدي فيديا دور عاهرة متقاعدة تدير ماخورا معروفا يقع في الحدود بين الهند وباكستان، وزبائنها أغلبهم من كبار السياسيين ورجال الأعمال في المنطقتين، لذلك فهي تتمتع بنفوذ كبير وكلمتها مسموعة في مجالها.
لكن ومن سوء حظها يتم تقسيم الهند وباكستان سنة 1947 وتصدر السطات قرارا لا رجعة فيه بتهديم الماخور لأنه يقع في الحدود بين البلدين، فتتحدى البطلة وزميلاتها العسكر ويقمن بالدفاع عن مصدر رزقهن.
الديكور واللباس والماكياج في الفيلم يجعلنا نعيش جو الدعارة الهندية في سنوات الأربعينات مع ممثلات متواضعات الجمال وقليلات التبرج وأشكالهن أقرب إلى عامة الشعب الهندي الكادح.
Umrao Jaan
الختام مع فيلم تكاد تكون قصته أسطورة أو ملحمة هندية رومانسية حزينة، النسخة الأولى من الفيلم كانت من بطولة الممثلة الكبيرة “ريخا” و”فاروق شيخ” و”نصر الدين شاه”، بينما النسخة الجديدة المنتجة سنة 2006 كانت من بطولة مكلة جمال العالم والمصنفة كأجمل امرأة في القرن العشرين “أيشواريا راي”، لذلك كان من الصعب عدم التعاطف مع بطلة الفيلم خاصة مع متابعة قصتها الحزينة، حيث يتم اختطافها من بيئتها المسلمة وهي صغيرة لتنشأ في ماخور لتسلية الزبائن من الطبقة المخملية.
بطلة الفيلم تبقى بريئة لآخر لقطة في الفيلم وتطلب الغفران والحياة العفيفة لكن الظروف تسير دائما ضدها، حتى لما وقعت في حب رجل سياسة وأرادت الزواج به.
للإشارة هذا هو الفيلم الذي تظهر فيه صورة أيشواريا راي وهي تصلي بالحجاب، حيث يتم تداول هذه الصورة كثيرا على النت منذ فترة.
حتى النسخة القديمة من الفيلم سنة 1981 أبدعت فيها “ريخا” ولا يزال الهنود لحد الآن يصنفونه كأحد أحسن أدوارها.
بقي أن أشير أيضا إلى أن هذه الأفلام هي من أشهر الأفلام الهندية ولم يكن الغرض من دور المومس فيها هو الإغراء، وبطلاتها هن من نجمات الصف الأول ولسن مصنفات ضمن ممثلات الإغراء، لذلك جاءت صورة المومس في مجمل هذه الأفلام مختلفة عن الواقع الهندي المرير.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.