زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

مهزلة أمام مقر المركز الثقافي الفرنسي أم مظلمة؟

مهزلة أمام مقر المركز الثقافي الفرنسي أم مظلمة؟ ح.م

مهزلة!

في مشهد مؤلم أكثر منه مخجل تجمع مئات الآلاف من الجزائريين أمام مقر المركز الثقافي الفرنسي، بعدما انتقلت ظاهرة الطوابير الطويلة العريضة والفوضوية إلى المراكز التعليمية بغية إجراء اختبار اللغة الفرنسية للحصول على تأشيرة دراسية.

فمن المتسبب في هذه الأزمة التي تؤكد على مدى تردي مستوى الطالب وقبوله الانتظار لساعات بل والمبيت في العراء من أجل اختبار يدفع من أجله عشرة آلاف دينار فضلا عن كرامته وعزته وجهده؟.
قد يبرر هؤلاء الذين تعرضوا للإهانة بقاءهم طويلا في الانتظار دون استقبال أن الظروف القاهرة هي التي أرغمتهم على ذلك، لأن واقع المتعلم الجزائري اليوم مؤلم بل مروع، رغم أن التحصيل العلمي للكثيرين عالي جدا إلا أن تحصيلهم المادي يكاد يكون معدوما بسبب البطالة والمحسوبية، تهميش الكفاءات واللامبالاة فحتى لو وحد خريجو الجامعات منصب عمل فإنه عادة ما يكون خارج نطاق اختصاصهم أو أدنى من مستواهم التعليمي وبأجور زهيدة لا تكفي لتغطية نفقات شهر كامل، وكذا توفير مسكن لائق الذي تحول إلى حلم يستحيل تحقيقه وعليه فقد وجد الوافدون من كل مناطق الوطن وعلى اختلاف مشاربهم أن الوقوف والازدحام أمام المركز الثقافي الفرنسي لساعات أو لأيام أهون من مواجهة أزمات اقتصادية واجتماعيه خانقة قد تحملهم على ركوب قوارب الموت أو دخول عالم الانهيارات العصبية ولم لا الانتحار وهذا ما صرنا نراه ونقرأ عنه يوميا.
أما الجمعيات والشخصيات التي تنتقد تصرف الطلبة ولو أنه مشين فعلا إلا أنه من الأولى لو وقفت لتنصف من هضمت حقوقهم واستبيحت أموالهم، أم أن عيونهم عميت إلا عن البسطاء، وهذا لأنها وجدت فقط لامتصاص الغضب ولتكون واجهة لمن لا تمثلهم أصلا.
المركز الثقافي الفرنسي ليس مسؤولا عن سياسة الإذلال المنتهجة ولو أنه مارسها بغلق التسجيلات عبر شبكة الانترنت ولكنه وجد الطريق معبدا ليبين الوجه القبيح لإهمال الكفاءات وتجاهل الطبقة المتعلمة، التي هم بحاجة إليها، ففرنسا تدرك جيدا أهمية الطاقات الجزائرية وقدراتها وتهتم بها لتستفيد منها بل تستقطبها بالامتيازات وتوفير الإمكانيات والأمثلة لا تعد ولا تحصى عن نجاح دكاترة جزائريين في الطب والصيدلة والبرمجة وغيرها من المجالات هي الجامعات والمؤسسات الفرنسية.
هذه الطاقات التي لم تلق إلا الأبواب الموصدة في بلد حباه الله كل الخيرات والإمكانيات لكنه زمن الرداءة وللرداءة سادتها – عفوا -أقصد سادتنا.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.