زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

من هو البروفيسور محمد الأمين بلغيث؟

من هو البروفيسور محمد الأمين بلغيث؟ ح.م

"بلغيث" في السجن.. معادلة مستحيلة؟!

لمن لا يعرف الدكتور محمد الأمين بلغيث فهو من مواليد عام 1956 بالشريعة ولاية تبسة 700 كلم شرق الجزائر العاصمة، نشأ يتيما لا يعرف ملامح وجه أبيه ولا قبره بعد استشهاده في ميدان الشرف لمحاربة المستعمر الفرنسي.

زاول القسم الأول من التعليم الابتدائي في مسقط رأسه، ثم انتقل في حدود 1969 إلى مدينة سكيكدة فأكمل دراسته الابتدائية وأَتَمَّ شهادة التعليم الابتدائي ثم التعليم المتوسط.

ثم انتقل إلى مدينة برج بوعريريج حيث أكمل سنته النهائية بمتوسطة عبد القادر بلعارف، وتحصل هناك على شهادة التعليم العام.

كيف يمكن اقتران اسم البروفيسو محمد الأمين بلغيث بالسجن، معادلة قد تكون مستحيلة الحلول نظرا لمكانة الأستاذ العلمية ووطنيته المعهودة؟.

وبعدها التحق بشعبة الآداب في ثانوية شيحاني بشير بمدينة خنشلة ونال شهادة البكالوريا دورة جوان عام 1977م، ليتخرج عام 1980 بشهادة الليسانس في التاريخ من جامعة قسنطينة، ويحوز في مسابقة الماجستير على المرتبة الثانية في أول دفعة على المستوى الوطني بجامعة الجزائر.

نال درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي الوسيط، بجامعة الجزائر في شهر سبتمبر من عام 1987م، وناقش دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي الوسيط تخصص تاريخ المغرب والأندلس يوم الخميس 15 من شهر مايو من عام 2003م، ليرقى إلى رتبة أستاذ التعليم العالي في دورة ديسمبر 2007م.

له عدة أعمال ونشاطات بيداغوجية أدبية وعلمية، شغل عدة وظائف أكاديمية هامة، حيث انضم لمهام التربية والتعليم بالجامعة الجزائرية منذ سنة 1981م في قسم الترجمة بمعهد اللغات الأجنبية، ثم مُدَرِّسًا في كلية العلوم الإسلامية منذ سبتمبر 1983 إلى غاية أول جانفي 2018م ليتقاعد ويواصل أبحاثه التاريخية.

@ طالع أيضا: هل يستحق حوار “بلغيث” كل هذه الضجة؟

ما ذكر مجرد نبذة مختصره عن البروفيسور محمد الأمين بلغيث الذي يمكن كتابة مؤلفا كاملا عن سيرته الذاتية لما له من إنجازات ونشاطات علمية وأدبية حري أن تُدرس للأجيال، إذ يعدّ هامة وقامة من قامات العلم والأخلاق.

مواقف للبروفيسور بلغيث

وكشهادة حق وجب ذكرها في حق الأستاذ محمد الأمين بلغيث ومن قبل ذلك والرجل المستقيم، حيث شهدت له عدة مواقف نبيلة لا يمكن أن تصدر إلا من إنسان طيب سوي.

وفي عجالة أذكر موقفة مع طالبة في كلية العلوم الإسلامية بالخروبة حيث كان البروفيسور بلغيث يدرس مادة فقه السيرة -إن لم تخن الذاكرة- وتحديدا عام 2016م.

كانت الطالبة مجتهدة وتتحين الفرصة لتستفيد من محاورة الأستاذ واكتساب معلومات جديدة، فلاحظ ذلك ولممازحتها قال لها: “أظن أني أشبه والدك” ردت الطالبة: “ليس لي أب”، فاستدرك الموقف قائلا: “رحمة الله عليه.. أنا مثل والدك”.. فقالت الطالبة بانكسار: “ليس ميتا.. ليس لي أب أنا لا أعرفه”..

لماذا لا يقبع في السجن من حذف منارة مسجد الجزائر الأعظم على جريدة في صورة صفحتها الأولى؟

كان صعبا جدا عليها أن تعترف أنها مجهولة النسب لكن لثقتها بالأستاذ أخبرته حقيقة لا تبوح بها خاصة في مكان عام..

لكن الأستاذ أدرك ما يعتري الطالبة من خجل وحزن فقال لها بكل احترام وحزم: “إذن أنا والدك.. نعم أنت ابنتي” وكان يساعدها كثيرا وقام بإهدائها أحد مؤلفاته وكتب عليه إهداء بخط يده: “إلى ابنتي إيمان”، وأردف بعبارات كلها تعزيز للثقة بالنفس والتحفيز وقد أرتني الإهداء وكلها فخر واعتزاز..

@ طالع أيضا: لويزة ضالّة ومضلّة..!

موقف إنساني كهذا أجره عظيم وقد يعد خبيئة لصاحبها، وأول ثمارها أن قدر الله أن أشهد هذه الحادثة وأنقلها بأمانة لإبراز معدن رجل اعتنى بنقل تاريخ الجزائر وبأبناء الجزائر أيضا.

ومن الجذير بالذكر تواضع البروفيسور فهو لا يكتم علما، يرد على كل من يراسله على بريده الالكتروني، ويوضح أي استفسار..

إذ تواصلت معه كاتبة كانت بصدد كتابة رواية تاريخية واحتاجت لبعض المعلومات فلم يبخل عليها بل أرسل لها رابطا بكل المصادر ومؤلفاته رغم أنه لا يعرفها شخصيا، إلا أنه كان منهلا علميا بحق ورحب بمد يد العون لها.

هذا الأستاذ الذي تعلمت منه أنه يجب أن أذكر اسمي أولا ثم لقبي فالخاص يسبق العام، ملحوظة غابت عن الكثيرين حتى ممن يدعون أنهم من النخبة ويحاولون مساواة البرفيسور بلغيث مع نكرة مثل صنصال.

البرفيسور في السجن

كيف يمكن اقتران اسم البروفيسو محمد الأمين بلغيث بالسجن، معادلة قد تكون مستحيلة الحلول نظرا لمكانة الأستاذ العلمية ووطنيته المعهودة؟.

@ طالع أيضا: نخبة العشرة بزوج دورو..!

على خلفية حوار تلفزيوني مع قناة ”سكاي نيوز عربية” شرح الأستاذ بلغيث عدة نقاط هامة لكن البعض حولوا الحوار إلى عناوين عريضة دون تفاصيل منها إساءة مباشرة للهوية الوطنية والتشكيك في ثوابت الأمة الجزائرية، لتبدأ التأويلات والسجال في مواقع التواصل الاجتماعي وكأن الأمر دُبر بليل.

وعلى إثر ذلك، وُجهت إلى المؤرخ بلغيث تهمة القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية بواسطة عمل غرضه الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية وجنحة المساس بسلامة وحدة الوطن، وجنحة نشر خطاب الكراهية والتمييز عن طريق تكنولوجيات الإعلام الاتصال.

لا سيما بعدما لجق به من إساءة لشخصية أكاديمية شهيرة بالجدية والعمل وحسن السمعة..

كما تم استغلال وسائل الاعلام لإنشاء حملة مغرضة مع بعض الأحزاب المنتمية للتيار العلماني الفرنكفوني الفرنكوفيلي ضد البروفيسو بلغيث معتمدين على التأويل والتهويل كعادتهم لنشر الفوضى وشق الصف، لكن ذلك لن ينجح مع شعب مناضل واع.

تم استغلال وسائل الاعلام لإنشاء حملة مغرضة مع بعض الأحزاب المنتمية للتيار العلماني الفرنكفوني الفرنكوفيلي ضد البروفيسو بلغيث معتمدين على التأويل والتهويل كعادتهم

وهنا يمكن طرح سؤال بسيط لماذا لا يقبع في السجن من حذف منارة مسجد الجزائر الأعظم على جريدة في صورة صفحتها الأولى؟ في حين اكتفت وزارة الاتصال بإصدار بيان حول الواقعة التي ربطتها الجريدة بخطأ تقني ولم تتحرك الجهات القضائية.

رغم أن تغييب المئذنة له خلفية إيديولوجية تتبناها الجريدة، وفي تصريح لمديرها في حوار مع قناة السلام أكد أن الصحيفة حذفت منارة المسجد الأعظم من صورة صفحتها الأولى عن عمد، لأن مصمم الجريدة جاء بالصورة وعندما وجد أن العنوان سيكون فوق المنارة قام بحذفها وهذا من صلب عمله فقط…”..

فلرب عذر أقبح من ذنب لمن يظنون أنهم أصحاب الحصانة الذين لا يمكن المساس بهم.

كانت هذه شهادة لابن الشهيد وصاحب الشهادات المؤرخ الأكاديمي الجزائري البروفيسور محمد الأمين بلغيث، نسأل الله أن تثبت براءته ويتضح أنه لم يكن يريد المساس بالوطن..

فمن يعرفه لا يمكن أن يشكك ولو للحظة بوطنيته وولائه البارز في سيرته العلمية والمهنية على رؤوس الأشهاد.

@ طالع أيضا: حرام على “بلغيث” حلال على “الزاوي” وأمثاله..!

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.