زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

من مهنة المتاعب.. إلى مهنة الموت!!

فيسبوك القراءة من المصدر
من مهنة المتاعب.. إلى مهنة الموت!! ح.م

الزملاء عدلان شويعل وحمزة بركاوي وأمين أقمون رحمهم الله

نعلم أن الموت حق.. وهو مسألة قضاء وقدر قبل كل شيء.. لكن وفاة صديقنا وزميلنا الغالي حمزة بركاوي فيها الكثير من الرسائل التي يجب أن نعتبر منها، لذلك أريد من خلال هذا المنشور أن أضعكم في الصورة الحقيقية للصحفي الجزائري الذي أصبح مع الأسف موضع سخرية واحتقار ويضعه الأغلبية دائما في فم المدفع.

أولا يجب أن نعلم أن الصحفي مواطن بسيط يتقاسم مع عامة الشعب هموم الحياة اليومية.. يقصد الأسواق ويقف على غلاء الأسعار، يعاني البيروقراطية الإدارية، ينتظر السكن لأزيد من 10 سنوات، يشتكي من واقع المنظومة الصحية، يقف في طوابير الحليب والزيت.. والأكثر من ذلك يعيش بمرتب زهيد ويدين لصاحب المؤسسة بالكثير من الأجور الشهرية.. مع وجود الكثير منهم دون تأمين!!

قالي لي مؤخرا “صرت أفضل شراء تذكرة ب 500دج لأتابع مباراة فريقي المفضل مع الأنصار براحة نفسية، على أن يكلفونني بمهمة عمل وأشتري بعدها الدواء ب 5000دج”.

@ طالع أيضا: وداعًا حمزة وسامحنا على التقصير..!

الصحفي له عائلة وزوجة وأولاد وإخوة ووالدين، يقرؤون بصمت وألم كل ما يكتب عن أبناؤهم في مواقع التواصل الإجتماعي، يحاولون عبثا ردعه عن ممارسة هذه المهنة لما في ذلك من راحة نفسية له ولعائلته..

لأن من يحب هذه المهنة ويعمل فيها بصدق وإخلاص يصبح أسيرا لها ولا يمكن أن يمتهن مجالا آخرا إلا القليل منا من استطاع.

الصحفي ميزته الوحيدة مقارنة بالمواطن البسيط أنه يمتلك بطاقة صحفي أو تكليف بمهمة تسمح له بالإقتراب من صناع الحدث والدخول مجانا لتغطية مختلف التظاهرات..

لكن عادة ما يكون هذا التكليف عبئا ثقيلا وضره أكثر من نفعه .. معاناة وضغوطات من بعض أرباب العمل تسببت للكثير منهم في أمراض القلب والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة..

أحدهم قالي لي مؤخرا “صرت أفضل شراء تذكرة ب 500دج لأتابع مباراة فريقي المفضل مع الأنصار براحة نفسية، على أن يكلفونني بمهمة عمل وأشتري بعدها الدواء ب 5000دج”.

صحيح هناك من أساء كثيرا لهذه المهنة، لكن مثلما هناك الصحفي السيء تجد كذلك الطبيب غير الكفء والقاضي المرتشي والإداري الانتهازي والتاجر الغشاش..

@ طالع أيضا: “حمزة بركاوي”.. جندي آخر هزمته المهنة!

الرداءة موجودة في كل القطاعات، لكن لا يجب أن نضع الجميع في نفس السلة.. كل صحفي يبقى مسؤولا وحده عن كتاباته وتصريحاته، عوض تعميم الحكم بسبب بعض الحالات الشاذة التي ترونها في التلفزيون..

ولعلمكم فإن خيرة الصحفيين خاصة من الجيل القديم تجدهم يعملون فقط في الكواليس، فيهم من يتفادى عمدا الظهور في الشاشة لأسباب مختلفة وهناك من لم تمنح له الفرصة أو من يريد تكريس قدراته في تكوين وتأطير الصحفيين الشباب..

(مرة عوقب صحفي لأنه وضع ميكروفون القناة أعوج قليلا في الندوة الصحفية) وبالمقابل لا يُكافأ على خبر حصري أو تغطية مميزة ولا يسألون عنه حينما يمرض ولا حتى عندما يتعرض إلى حادث مرور وهو في مهمة!!

@ طالع أيضا: وداعا عبد العزيز بوباكير

صدقوني كشاهد من أهلها أن صحافتنا هي صحافة “الأخيار” وليست صحافة “العار”.. فقط هي ضحية “مافيا الإعلام” التي جعلت منه وسيلة تخوض بها هذه المنافسة الوهمية..

يحاسبونه على كل هفوة بسيطة.. أو ما يراها صاحب العمل هفوة (مرة عوقب صحفي لأنه وضع ميكروفون القناة أعوج قليلا في الندوة الصحفية) لكنه بالمقابل لا يُكافأ على خبر حصري أو تغطية مميزة ولا يسألون عنه حينما يمرض ولا حتى عندما يتعرض إلى حادث مرور وهو في مهمة!!

في ظرف 3 سنوات فقط فقدت ثلاثة أصدقاء تقاسمت معهم نفس الرغيف ونفس الإنشغالات لسنوات طويلة، ولم أعد أجد الكلمات للتعبير عن حزني العميق لفقدانهم، غادرنا أمين أقمون وعدلان شويعل وحمزة بركاوي إلى دار الحق دون نسيان الكثير من الزملاء والزميلات في قنوات وصحف أخرى تاركين أطفالا صغار..

صحيح لا اعتراض على مشيئة الله، لكن لا بد من التحرك لاستعادة كرامة الصحفي وتحسين ظروفه.. وعندها فقط يمكن محاسبته !!

ربي يرحمكم خاوتي العزاز ويجعل مثواكم الجنة

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.