من منا بلا خطيئة؟ سؤال تبادر للذهن وأنا أقرأ تلك المحاكم التي أقامها من يعتقد أنه لا يزال بلا ذنب مثلما ولدته أمه..!
قضية إهانة ماجر في ملعب نيلسون مانديلا لا أدري لماذا هؤلاء يحاولون جاهدين إخراج النقاش عن سياقه والقفز عليه فقط لإثبات أنهم على حق!
منذ أسبوع اهتزت كل البرازيل لوفاة أسطورتها بيليه وهي تعلم ماضيه الأسود سياسيا وأخلاقيا، وتعلم أنه دعم الانقلاب وعاد للملاعب من أجل دعم رئيس انقلب على الشرعية ورصدت له ميزانية لا يستحق منها فلسا!
@ طالع أيضا: نهايات..
هؤلاء وأقصد من يتابع الكرة والمهووس بها، وليس الجماهير الموسمية التي لا حديث لي معها، يعلمون أن ماجر جاء للملعب بصفته لاعبا إفريقيا بل أسطورة في القارة ولم يدخله كمدرب أو رجل سياسة أو رجل أعمال وإلا لشاركناهم النقد والجلد وحتى التصفير..
لو أخرجنا كل نقاش عن سياقه لتحول كل البشر إلى مفسدين في الأرض، فلا يمكن أن يقام تكريم عالمي للمغنية الراحلة أم كلثوم نظير ما قدمته للفن وفي سياق التكريم نهينها بحجة “كلب الست” ونسرد قصة الشاب اسماعيل و”الحقرة” ويا لها من قصة مقززة!
ولا يمكن أن نتحدث عن عالم الموسيقى وإبداعاتها فنؤسس لمهرجان عالمي لتكريم روادها، ونشير لمحمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال لكن نهينه لأنه “شيات” النظام، قال شعرا في الملك فاروق وبعد الانقلاب قال مدحا في جمال عبد الناصر!
وماذا إذا كرمنا شعراء الحركة الرمزية فلا يمكن أن نتجاهل رامبو أحد أشهر روادها شاعرا وكاتبا، ثم نشير إلى أخلاقه الفاسدة وإستغلاله لأصدقائه جنسيا وابتزازهم!
لا يمكن أن نتحدث عن الحقوق المدنية والحرية ونذكر جهابذتها ومن بينهم غاندي ثم نهينه لأنه عنصري كان يكره السود من جنوب إفريقيا ولا يعتبرهم بشرا!
@ طالع أيضا: حقيقة الفيفا: كرة القدم والمال والسلطة
منذ أسبوع اهتزت كل البرازيل لوفاة اسطورتها بيليه وهي تعلم ماضيه الأسود سياسيا وأخلاقيا، وتعلم أنه دعم الانقلاب وعاد للملاعب من أجل دعم رئيس انقلب على الشرعية ورصدت له ميزانية لا يستحق منها فلسا!
لكن البرازيليون عند الحديث عن الكرة يتذكرون اللاعب وعند الحديث عن السياسة الفاسدة يضربون به المثل!
لن أتحدث عن مارادونا فماضيه الفاسد يعرفه الجميع سواء الاتجار في الممنوعات أو الفساد الأخلاقي أو الفساد المالي!
في العالم الكثير من المشاهير فاسدين ويتم ذكرهم عند الحديث عن الفساد عامة أو مقسما، لكن عند الحديث عن الإنجاز فيتصدرون المشهد، تماما مثل كل البشر في هذا العالم!
ماجر المدرب فشل فشلا ذريعا ونال حقه وإن عاد سنعود، وماجر السياسي نال حقه وإن عاد سنعود، وماجر اللاعب هو أسطورة القارة ومن أساطير العالم رغما عنا جميعا و “بلا مزية منا” لأنه وصل لها بقدميه وبشهادة العالم.
@ طالع أيضا: شهادة من “بورتو”.. نحن لا نعرف قيمة بعضنا!
فعند الحديث عن صحفي ناجح سنذكر نجاحه وكفاءته وعند الحديث عن الفساد في التوظيف دون مسابقات سنذكره أيضا ولا يمكن خلال حفل تكريمه نظير كفاءته أن نهينه لأنه دخل المجال بطريقة موبوءة!
والأمر ينطبق على الجميع لأنه لا يوجد منا بلا خطيئة إلا من يعتقد أنه فوق البشر!
قد يخطئ فينا من رفض إعادة قرضا للبنك ومن رفض إعادة أموال “لونساج” ومن يطمع في قفة رمضان المخصصة للأقل دخلا، ومن يستفيد من منحة البطالة وهو يعمل سرا..
ومن استفاد من سكن ويبحث عن الثاني ومن يغش في عمله ويتمارض دون علّة ومن يسرق مال غيره ويخطب في الناس، لكن إذا ذكروا في مجال نجحوا فيه “بشطارتهم” فما دخل هذا في ذلك؟!
ماجر المدرب فشل فشلا ذريعا ونال حقه وإن عاد سنعود، وماجر السياسي نال حقه وإن عاد سنعود، وماجر اللاعب هو أسطورة القارة ومن أساطير العالم رغما عنا جميعا و “بلا مزية منا” لأنه وصل لها بقدميه وبشهادة العالم.
وإذا تحدثنا عن فساد اللاعبين فمثلما قال الصديق العربي محمودي، لو فتحنا الملف الخفي لوجدنا ماجر ربما أقلهم سوءً ولاسودّت تلك الصفحات البيضاء، ومن منا بلا خطيئة فهنيئا له التفرد والكمال..
@ طالع أيضا: حياة “النجوم” السوداء
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.