عدالة الثورة التونسية، تصدر حكم البراءة في حق "فاديـة أحمد"، الشرطية المسكينة، التي تآمر عليها الإعلام والأنام حينما جسدوا من خلال "صفعتها" المفترضة كل أنواع القهر والتعسف الذي دفع شاب جامعي بطال يشتغل في عربة "خضار" لكي يقدم جسده قربانا لثورة أسقطت زمن زين العابـدين، لتقر ذات الثورة في نهاية الأمر أن "البـوعزيري" لم تصفعه فادية ولم يقهره إلا انتحاره ، فلا أسطورة في الموضـوع ولا بطولة لمن صوروه على أنه شهيد تونس ومؤجج الثورات العربية، فقط شاب يئس ،كما ألاف المنـتحرين في شتى بقاع أمريكا والعالم،فا أضرم النار في جسده هـروبا من عجزه..
من الضحية في نيران البوعزيري الأسطورة؟ هل هي الشرطية “فادية أحمد” التي حملوها وزر صفعة قلبت تاريخ وأمن تونس، ليظهر أنها بريئة منـها براءة “البوعزيري” من أي استغلال لناره وجثته في التلاعب بمصير ومستقبل الأوطان ؟ أم أنه بوعزيري شاب، ضاق به جسده فلم يستطع أن يقـاوم وجوده فانتحر بإرادته، ليدون في السجلات الرسمية ووفق فتاوي علـماء البلاط بأنه “شهيد” قتل نفسه؟
إعلام الجزيرة والعربـية و “رهـط” قطـر اكتفي، في سياق متاجرته بجثة البوعزيري في اليمن وسـوريا وليبيا حيث الطوفان الأمريكي يبـتلع استقرار الأوطان، بمرور اللئام على براءة من صوروها “مجـرمة” الصفع والقهر، بعدما عولج خبر براءة فادية كأي خبر عادي، رغم أن الضرورة كانت تقتضي أن تتساءل أبواق “الصـفعة” الوهمية ، عمن أحرق “البوعزيـري” و عمن أحرق “فادية محمد” والأهم عمن أحرق تونس ومصـر وليبـيا؟ فالبوعزيري الذي قيل بأنه كان فتيل الثورات العربية، أثبتت محكمة بن بوزيد،حيث قـبر الأسطورة، أنه لم يكن إلا شابا مسكينا انتـحر وجنته أو ناره في حكم أرحم الراحمـين..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.