ان خليفي احمد بقي شامخا شموخ نخيل الصحراء الباسقات , متسكا بأصالته رافعاهامته كالطود تتكسر علي سفوحه طبوع الفن الصحراوي التي أتقنها صوتا وآداءا وأبهر بها عمالقة الفن االذين شهدوا علي قدراته الصوتية وادائه المتميز لهذا النوع من الفن العربي الأصيل.
أردنا في هذه المحاولة المتواضعة أن نقدم الأستاذ خليفي أحمد رحمه الله
ـ الى جمهوره العريض ـ في مسيرته الطويلة في ميدان الأغنية الصحراوية والنتائج التي حققها داخل وخالرج الوطن ,
من هو ألأستاذ ؟
هو العباس احمد بن سي بن عيسى , المعروف باسمه الفني * خليفي احمد * من بلدة سيدي خالد ولاية بسكرة من عرش أولاد بن خليفة المنحدرين من السلالة الإدريسية .الشريفة. وهذا نسبه :
(خليفي ) احمد بن سي بن عيسي بن احمد بن بلعباس بن احمد بن قدوربن محمد بن يوسف بن عبد الرحمان بن خليفة بن أحمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن عمر بن محمد بن علي بن عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سالم بن مروان بن حيدرة بن محمد بن احمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن على كرم الله وجهه ورضي الله عنه بن أبي طالب وبن سيدتنا فاطمة الزهراء إبنة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ولد خليفي احمد سنة 1922بسيدي خالد , نشأ وترعرع في بلدته , وقضى طفولته في وسط عائلته المحافظة كجميع أسر أولاد بن خليفة الذين كانوا أشد الناس حرصا على تعليم القرءان الكريم , فكان خليفي احمد من الذين قرؤوا القرءان وحفظ نصفه.
وكان يقوم في الأوقات الأخرى بحفظ القصائد الدينية التي تلقاها من أخواله سي الحاج وسي بن خليفة , وقد أخذ منهم الكثير في ميدان الفن.
وكان لخليفي احمد سهرات استثنائية مع أبناء بلدته فكان أول ما غنى قبل احترافه
أغنية * حيزية * للشاعر بن قيطون ابن بلدته.
انتقل خليفي احمد إلى الجزائر العاصمة , والتحق بالإذاعة سنة 1945 , وكان له في شق غمار الفن بصمات خالدة.
وقد كان له شرف المشاركة في حصة الجيلالية بالإذاعة رفقة ألأستاذ عبد الرحمان عزيز في الفترة مابين 1956 إلى غاية 1958 , وقد سطع نجمه في ألأغنية الصحراوية والقصائد الدينية , وأول ما غنى خليفي احمد عند احترافه رائعته * قمر الليل * للشاعر عبدا لله بن كريو من ألأغواط.
وقد غنى خليفي احمد لفحول الشعراء أمثال الشيخ سي بن يوسف , والشيخ بن قيطون , والشيخ سماتي ,وكلهم من أبناء بلدته , وغنى كذلك للشيخ عيسى بن علال من قصر الشلالة ,والشاعر بختي يحي من الجلفة والذي أعجب به الأستاذ خليفي احمد كثيرا.والشاعر الخ …….
خليفي أحمد شرف الجزائر في المهرجانات والأسابيع الثقافية الدولية .
وقد استطاع خليفي احمد أن يكون أحسن سفير للأغنية البدوية وتحصل على جوائز وميداليات وتكريمات من عدة دول , لم يكن هذا من باب المجاملة , ولكن ألأستاذ فرض فنه وبقوة , وأعطاه كل ما يملك من قدرات صوتية وفنية , مما جعله يتربع على عرش الأغنية البدوية .
ومن جملة المهرجانات والأسابيع الثقافية التي انتقل إليها خليفي احمد الأسبوع الثقافي بتونس سنة 1967 وقد كرم وترك بصماته عند الأشقاء , وعاد إليها مرة ثانية بمناسبة انعقاد مهرجان قرطاج الدولي , وقلد وسام من الدرجة الثانية للمحافظة على التراث.
كما زار الشقيقة ليبيا التي لقي فيها إقبالا جماهيريا على ألأغنية الصحراوية الجزائرية .
وقد تألق خليفي احمد سنة 1979 بسوريا في إطار ملتقى ألأغنية العربية المتلفزة ونال الميدالية الذهبية
وزار العربية السعودية بمناسبة الأسبوع الثقافي الجزائري بالسعودية وكذلك الأسبوع الثقافي باليمن وترك انطباعا جد حسن في البلدين .
وكان يحيي سهرات بالمغرب تقريبا في كل المناسبات , والأسابيع الثقافية الجزائرية بالمغرب , فقد أحيا على سبيل المثال لا الحصر في سنة 1988 حفلا بمناسبة عيد الملك الحسن الثاني وعيد الشباب بالمغرب.
وفي سنة 1989 كان له حظور بمناسبة عيد العرش الملكي , وألبسه الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله , الحلة الشرفية وكرمه أحسن تكريم.
ويضاف إلى ذلك التكريم الذي أخصه به معالي وزير البيئة السيد الشريف رحماني الذي قام بزيارته له في بيته , مما يبين منزلة الرجل عند الجميع .
وقد كرمته التلفزة الوطنية في سنة 2006 وبحظور رجال الدولة يتقدمهم السيد رئيس الحكومة عبد العزيز بالخادم , وشخصيات سياسية وفنية , وكان حقا تكريما رائعا في مستوى ألأستاذ خليفي احمد الذي ظل شامخا كالطود طيلة هذا العمر نتمنى له الصحة والعافية.
وأختم هذه المسيرة للأستاذ خليفي احمد ـــ ,ومهما كتبن فإننا لم نعط الرجل حقه, فان مسيرته الطويلة مليئة بالتتويجات , بأحداث وأحاديث طويلة ـــ بشهادة تاريخية يتشرف بها خليفي احمد , ويتشرف بها كل جزائري وهي : شهادة مدير الثقافة الشعبية باليونسكو، والذي قال: ((وجدت ثلاث أصوات متميزة في إفريقيا وهي: محمد عبد الوهاب من جمهورية مصر , ولخميسي بجمهورية تونس , وخليفي أحمد من الجمهورية الجزائرية.)) إنها شهادة تستحق كل العرفان والتقدير.
كانت هذه نبذة من مسيرة طويلة لرجل صنع للجزائر مجدا في المحافل الفنية الدولية , فمعذرة لأستاذنا إن كنا لم نوفيه حقه , ورحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.