زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

“ملك اللوبيا” الذي يحبّه بوتفليقة والوزراء.. والفقراء

بوابة الشروق القراءة من المصدر
“ملك اللوبيا” الذي يحبّه بوتفليقة والوزراء.. والفقراء ح.م

على حبّ طبق "اللوبيا" في العالم وفي الجزائر يجتمع الرؤساء والوزراء والفقراء، ويصبح لهذه "اللوبيا" طعم خاص إذا كان الطباخ "ملكا" لا ينافسه في طريقة طبخها إلا الراسخون في الطبخ وما أقلّهم.. هنا قصة رجل سمى محلّه "ملك اللوبيا".. محل ضيق وبسيط جدا يقع في شارع طنجة الشعبي في إحدى دهاليز العاصمة.. إنها قصة طبّاخ تُوّج ملكا بعدما أسر معِدات كبار القوم من بوتفليقة إلى أفقر رجل وامرأة في الجزائر.

في أزقة ضيقة بقلب الجزائر العاصمة يُعدّ “ملك اللوبيا”، الذي يحبّه بوتفليقة والوزراء.. والفقراء، “أحلى” طبق منذ الاستقلال.. في هذا الشارع المجاور لمقر المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وقصر الحكومة ومقر ولاية الجزائر وعدد من الوزارات والبنوك، تنبعث روائح الأطباق الشعبية الساخنة، فتأسر الأنوف وتستقر في القلوب لتستفز البطون.. هنا “ملك اللوبيا” المحل الذي صنع هذه الأيام الباردة الحدث بين مطاعم بسيطة تستقبل الزوالية والأغنياء على حد سواء بحثا عن حساء يدفئ من برد ويشبع من جوع.

على حبّ طبق “اللوبيا” في العالم وفي الجزائر يجتمع الرؤساء والوزراء والفقراء، ويصبح لهذه “اللوبيا” طعم خاص إذا كان الطباخ “ملكا” لا ينافسه في طريقة طبخها إلا الراسخون في الطبخ وما أقلّهم

“اللوبيا” الطبق السحري للمجاهد المرحوم الحاج علي خليل، الذي بات يستقطب ويجمع حول طاولات المحل “ملك اللوبيا”، رجال السياسة والمال والبسطاء والمتشردين، تفنن خليفته عمي صالح الذي ناهز الـ 80 سنة، لإبقاء نفس النكهة، وكسب نفس هذه الشرائح والمستويات الثقافية.

من بوتفليقة إلى أعضاء البرلمان منذ الستينات إلى يومنا هذا، وإلى غول وعبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائرية، وعبد الغني هامل، وعبد القادر زوخ، زبائن تقاسموا طبق اللوبيا على طاولات في محل بمساحة 24 متر مربع، مع فقراء، بسطاء، متشردين.. ومن الفنان الحسن الحسني إلى رابح درياسة وغيره من فناني عصره إلى فلة عبابسة تستمر القائمة من المثقفين والكتاب والموسيقيين الذين زاروا المطعم من أجل “لوبيا ساخنة” في شتاء بارد.. رياضيون، إعلاميون، أجانب، مغتربون جزائريون، وسائل الإعلام المحلية والأجنبية مروا كلهم على محل الحاج علي خليل الذي رحل سنة 2014 وترك وراءه نكهة اللوبيا تجر إلى مطعمه البسيط بشارع طنجة، الغني والفقير من أنوفهم وبطونهم بأذيال رائحة لا تقاوم وذوق لا ينسى.

 

شيخ في الثمانين يتفوق على طباخي أفخر الفنادق

رغم الانتشار الواسع للمطاعم الفاخرة ومحلات “الفاست فود”، تبقى “لوبيا” المجاهد الحاج علي خليل، والتي تتربع على عرش أطباق محله، السحر الذي ياسر القلوب بنكهة مميزة حافظ عليها الشيخ صالح ذو الـ80سنة، وهو أحد المقربين للمرحوم، حيث أورثه سر تحضير هذا الطبق الشعبي المتواضع.

“اللوبيا” الطبق السحري للمجاهد المرحوم الحاج علي خليل، الذي بات يستقطب ويجمع حول طاولات المحل “ملك اللوبيا”، رجال السياسة والمال والبسطاء والمتشردين، تفنن خليفته عمي صالح الذي ناهز الـ 80 سنة، لإبقاء نفس النكهة، وكسب نفس هذه الشرائح والمستويات الثقافية.

“الشروق”، ولدى نزولها ضيفة على محل “ملك اللوبيا”، هذه الأيام التي تشهد فيها الجزائر درجات حرارة منخفضة جدا، ونسمات ثلجية وصلت للعاصمة، رصدت الإقبال الكبير لزبائن الحاج علي خليل الذي تولى تسيير المحل مكانه ابنه منير أصغر أبناءه.. الكل يبحث عن طبق اللوبيا الدافئة.. وسائل إعلامية سمعية وبصرية ومكتوبة ومغتربون، زوار من ولايات شرقية وغربية وفقراء وعابري السبيل ومتشردين.. وجدناهم يتزاحمون في هذا المحل الضيق والواسع بسحر أطباقه و”لوبيا” ساخنة تعزف رائحتها الشهية والطيبة على أوتار البطون.

أكد مسير المطعم، أن عمي صالح يأتي على الثالثة صباحا ليطهي اللوبيا، والتي تكون حاضرة في حدود الخامسة صباحا، ويذهب بعدها تاركا وراءه نكهة هذا الطبق الذي سحر منذ 1964 زبائن المحل ولا يزال كذلك رغم تفنن طباخي الشيراتون والهلتون، وغيرها من الفنادق والمطاعم الفاخرة في تحضير أطباق لوبيا ساخنة للشتاء ضمن قائمة الأكلات التقليدية الجزائرية.

وحسب منير فإن التوابل الخاصة باللوبيا تستورد من الخارج، وأن طريقة تحضيرها لا يعرفها إلا عمي صالح الذي ورثها من حاج خليل وستورث حسبه لأكبر الطباخين في المطعم بعد الحاج صالح.

 

700 وجبة.. كُل يا فقير في زمن التقشف

مكان تواجد محل”ملك اللوبيا” ساعد بحكم قربه من ساحة بورسعيد، القادمين من مختلف الولايات والذين يتسوقون في ساحة الشهداء، التوجه إليه، حيث قال السيد منير إن 700وجبة تقدم يوميا للزبائن ويخصص نصيبا منها للفقراء والمتشردين.. وتأخذ اللوبيا حصة الأسد بعد طبق السردين وبعض الأطباق التي أضيفت مؤخرا.

بـ140دج فقط إشبع يا فقير بلوبيا وبنفس السعر تذوق يا غني نكهة عمي صالح، ومن لم يستطع أن يدفع هذا المبلغ” ياكل باطل”..هذا ما قاله ابنه منير

السعر المناسبة أتاح للفقير قبل الغني التهافت على اللوبيا في هذه الأيام الباردة، حيث تلاشت الطبقية حول طاولة واحدة يتربع على هذه الأكلة التقليدية الساخنة والحارة في الكثير من الأحيان.

بـ140دج فقط أشبع يا فقير بلوبيا وبنفس السعر تذوق يا غني نكهة عمي صالح، ومن لم يستطع أن يدفع هذا المبلغ” ياكل باطل”..هذا ما قاله ابنه منير.

 

معلم سياحي.. والهدف كتاب “غينيس”

الكثير من زوار مطعم”ملك اللوبيا”، مؤخرا، جاؤوا إليه بدعوى من أصدقائهم أو أقاربهم الذين سبقوا أن تذوقوا طبق اللوبيا فيه، وبقيت مسيطرة على مخيلتهم التواقة للأكل الطيب والتقليدي الأصيل، هؤلاء اختلفت شرائحهم واختلفت ثقافتهم لكنهم تقاسموا الذوق والنكهة.

الحاج لحمر طبيب في إحدى مستشفيات لندن ببريطانيا، التقت به الشروق، في مطعم “ملك اللوبيا”، حيث جاء بدعوى من صديقه وابن منطقته بمعسكر إلى هذا المحل رفقته، لتذوق اللوبيا الساخنة هنا..اختار صديقه هذا المكان كمعلم سياحي مهم في العاصمة يتمتع فيه بلحظات ممزوجة بذوق اللوبيا مع الحاج لحمر قبل سفره ثانية للندن.

من بوتفليقة إلى أعضاء البرلمان منذ الستينات إلى يومنا هذا، وإلى غول وعبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائرية، وعبد الغني هامل، وعبد القادر زوخ، زبائن تقاسموا طبق اللوبيا على طاولات في محل بمساحة 24 متر مربع، مع فقراء، بسطاء، متشردين.

إطار في شركة وطنية جاء من ولاية قسنطينة بدعوة من أحد أقاربه في العاصمة، لمطعم يرى أنه ذاع صيته خاصة بعد زيارة عبد القادر مساهل مؤخرا له، إلى جانب عبد الغني هامل وعمار غول.

وجاءت سيدة مغتربة بفرنسا لملك اللوبيا بعد أن رأت “روبوتاجا” عنه في قناة فرانس 24، حيث قالت إن معلما سياحيا متواضعا كهذا مفخرة للأكل الجزائري التقليدي الذي سيتعرف عليه أجانب كثر.

من جهته، أبدى مسير المطعم منير خليل طموحه في أن يصنف”ملك اللوبيا” ضمن كتاب غنيس للأرقام القياسية، بعد أن أدرج ضمن المعالم السياحية في موسوعة القطاع السياحي في الجزائر.

وقد تميز المحل بتعليق صور لشخصيات سياسية وحزبية ورياضية وفنية، مروا عليه وتذوقوا طبق “اللوبيا” وقصاصات مقالات صحفية مختلفة باتت شاهدة على تميز “ملك اللوبيا”.

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.