يناقش جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة شيكاغو، أبعاد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأهداف إسرائيل الخفية من وراء الحرب على غزة، وهل نجحت في تحقيق أي منها..
واستعرض ميرشايمر في كلمته في محاضرة نظمها “مركز الدراسات المستقلة” في “أستراليا”، في 17 مايو 2024، أهداف إسرائل المعلنة من حربها على غزة.
أهداف معلنة
وقال ميرشايمر في كلمته في محاضرة نظمها “مركز الدراسات المستقلة” في “أستراليا”، في 17 مايو 2024، إن أهداف إسرائل المعلنة من حربها على غزة، هي : هزيمة حماس بشكل ساحق، واستعادة الرهائن.
وأضاف:” إذا قرأت وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب -وهذا يشملنا في أستراليا- فإن ما يتحدث عنه الناس، هو أن إسرائيل مهتمة بـ : أولاً هزيمة حماس، وهنا نتحدث عن هزيمة حماس بشكل حاسم، والقضاء عليها -ويمكنك أن تفهم لماذا هذا منطقي، من وجهة نظر إسرائيل-. والهدف الثاني هو: استعادة الرهائن.. وكما تعلمون جميعاً احتجزت حماس حوالي 240 رهينة، ومن الواضح أن مايريد الإسرائيليون فعله هو استعادة هؤلاء الرهائن، لذا هناك هدفان رئيسيان هنا: هو هزيمة حماس بشكل حاسم، واستعادة الرهائن”.
أهداف إسرائيل الخفية من الحرب على غزة
وتطرق ميرشايمر إلى أهداف إسرائيل الأخرى من الحرب –وهو ما لم تتم مناقشته في وسائل الإعلام الغربية- وهو التطهير العرقي.
وقال: “والسبب الذي يجعلهم يريدون تطهير غزة عرقياً؛ أنه أولاً : هذه هي الطريقة التي يمكنك بها الخروج من إشكالية الفصل العنصري -تفهمون جميعاً أن إسرائيل دولة فصل عنصري- والطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوضع هي التطهير العرقي، علاوة على ذلك؛ فإنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها هزيمة حماس..من الواضح تماماً أن الإسرائيليين لن يهزموا حماس -ولا أستطيع أن أصدق أنهم اعتقدوا أنه يمكنهم أن يهزمزا حماس، قبل أن يذهبوا إلى هناك- إنهم أكثر ذكاءً من أن يفكروا كذلك”..
موضحاً أن هذه هي الطريقة التي تكفل لإسرائيل الخروج من إشكالية الفصل العنصري، وهزيمة حماس.
وأضاف: ”ولكن إذا قمت بتطهيز غزة، وطرد جميع الفلسطينيين منها، فإنك تطرد حماس، وبالتالي فإنك تحل اثنتين من المشاكل الرئيسية التي تواجهها، عبر التطهير العرقي؛ تحل مشكلة الفصل العنصري، وتحل مشكلة حماس”..
تطهير غزة عرقياً
وأشار ميرشايمر إلى أن رفض الإسرائيليين -خاصة نتنياهو- الإفصاح عما ستؤول إليه الأوضاع في غزة، بعد توقف إطلاق النار، هو أنهم لا يريدون حلاً سوى إخراج الفلسطينيين من غزة، وتطهيرها عرقياً، وذلك عبر قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين الأبرياء، ومنحهم حافزاً قوياً للخروج، عن طريق قتلهم، واتباع سياسة التجويع، وجعل القطاع غير صالح للعيش.
لن يهزموا حماس
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أنه كان يرفض وصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، قبل أن تتغير قناعاته بعد ديسمبر الماضي، ويتيقن أن الإسرائيليين متورطون في الإبادة الجماعية.
ومضى ميرشايمر إلى القول إن الإسرائيليين لم ولن يهزموا حماس، ولم يستعيدوا الرهائن، ولم يتمكنوا من تطهير القطاع عرقياً، مشيراً إلى أن مستقبل “إسرائيل” مجهول، وإنها في ورطة كبيرة.
وأضاف:” توجد جميع أنواع القصص في الصحافة الإسرائيلية، مفادها أنهم لن يهزموا حماس، ولم يستعيدوا الرهائن، ولم يتمكنوا من تطهير غزة عرقياً، علاوة على ذلك فهم عالقون في غزة”.
جون ميرشايمر
والأكاديمي جون ميرشايمر هو مؤلف كتاب “اللوبي الإسرائيلي” -أساليب اللوبي الاسرائيلي في التأثير على سياسة أمريكا الخارجية- بالمشاركة مع ستيفين والت، أستاذ العلاقات الدولية والعميد السابق لكلية جون أوف كينيدي، وسبق واستضافهما أحمد منصور في برنامجه بلا حدود، في 26 سبتمبر عام 2007، للحديث عن قوة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا ودوره في رسم السياسات الخارجية.
وقال “ميرشايمر” في الحوار، إن اللوبي الإسرائيلي، دفع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي؛ لتبني مواقف في صالح إسرائيل، ويقوم بدعم المرشحين الذين يؤيدون إسرائيل مادياً ومعنوياً.
وأوضح أن تأثير اللوبي على الولايات المتحدة جعلها في عزلة عن كثير من الدول، وأظهرها كعدو.
@ مصدر المقال: موقع الإعلامي أحمد منصور
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.