منذ أن أصبح معاذ بوشارب رئيس القيادة الموحدة لجبهة التحرير الوطني خلفاً لجمال ولد عباس، وهو يعمل على تدمير الحزب وتحطيمه وإفراغه من خيرة كوادره مناضليه..
لم يستطع أحد في الحزب لحد السَّاعة فك الشيفرة التي تجمعه بأحمد أويحيى الذي يعلم الجميع في الأفالان بأنه يعمل ليل نهار من أجل إدخال جبهة التحرير الوطني للمتحف، ليصبح حزبه الأرندي، الحزب الأول للسلطة والدولة..
وقد ظهر ذلك جلياً في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة حيث عمد إلى استبعاد وإقصاء مناضلين معروفين بتاريخهم النضالي الطويل وبانضباطهم الحزبي وبشعبيتهم الواسعة، لصالح أناس آخرين قدموا من أحزاب منافسة كحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي ينحدر منه بوشارب، إذ لم يستطع أحد في الحزب لحد السَّاعة فك الشيفرة التي تجمعه بأحمد أويحيى الذي يعلم الجميع في الأفالان بأنه يعمل ليل نهار من أجل إدخال جبهة التحرير الوطني للمتحف، ليصبح حزبه الأرندي، الحزب الأول للسلطة والدولة، وهذا ما سيمكنه من تحقيق حلمه الذي يراوده منذ سنوات طوال، وهو الفوز برئاسة الجمهورية واعتلاء كرسي عرش المرادية، الذي يريده وبشدة.
فأحمد أويحيى الذي تربطه علاقة وثيقة جداً لم تعد تخفى على أحد في الساحة السّياسية الوطنية بباريس، والذي بات ينفذ أجندات فرنسية واضحة في كل ما يقوم به من خطط اقتصادية فاشلة تكرس الهيمنة الفرنسية على الاقتصاد الوطني، وتعطي للشركات الفرنسية الأولوية في تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى، ومنها مثلاً مشروع ترميم حي القصبة العتيق الذي لم يكن سوى عربون وفاء وصداقة وإخلاص وولاء لهم، لإنقاذ الاقتصاد الفرنسي المترنح تحت ضربات أصحاب السترات الصفراء.
عبد العزيز زياري قال بالحرف بأنه لا يوجد في جبهة التحرير الوطني شخص يستطيع خلافة بوتفليقة، ونحن ندعم أويحيى ليكون الرئيس القادم للبلاد..!
معاذ بوشارب الذي تخرج من مدرسة الأرندي، وتجمعه علاقة صداقة وتحالف مع أويحيى، وهذا ما ظهر للعيان بشكل واضح وجلي في كل اجتماعات التحالف الرئاسي الذي يريد إقناع الرئيس الحالي بأن يستمر في الحكم حتى يكملوا هم سياستهم القذرة والهادفة أساساً لتحطيم الأفالان، بعدما استطاع هؤلاء شراء ذمم الكثير من أبنائه، والتصريحات التي أطلقها رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عبد العزيز زياري والتي قال فيها بالحرف بأنه لا يوجد في جبهة التحرير الوطني شخص يستطيع خلافة بوتفليقة، ونحن ندعم أويحيى ليكون الرئيس القادم للبلاد، في إشارة واضحة يطمئن بها أويحيى ومعاذ بوشارب معاً، بأن هناك في الحزب من يدعم مسارهما وخططهما لإنهاء وجود أعرق وأكبر الأحزاب المهمة والتي هيمنت على المشهد السّياسي للبلاد لأكثر من نصف قرن من الزمن ونيف.
والشيء الذي يؤكد هذا المنحى عندي هو إحجام معاذ بوشارب عن معاقبة القيادات الأفالانية الخائنة التي باعت أصوات المنتخبين لصالح ولد زميرلي المحسوب على الأرندي في انتخابات “السينا”، بالرغم من أن الأخير قد أعطاه قائمة مفصلة بأسمائهم، ولكن بالتأكيد لم يكن هؤلاء ليقوموا بحركة دنيئة ومخاطرة كبرى كهذه لولا تلقيهم الضوء الأخضر منه، أو من أحد المقربين جداً منه، لأن الوزن والثقل الذي تحظى به ولاية إستراتيجية كبرى كالعاصمة يجعل من خسارة مقعدها في مجلس الأمة انتكاسة كبرى للحزب، وانتصاراً مدوياً شئناً أم أبيناً لغريم الأفالان التقليدي وهو الأرندي، ومعاذ يقوم بكل هذا مستغلاً حالة التشرذم والانقسام والضياع التي يعيشها الحزب منذ سنوات، وبالتحديد منذ أصبح بوتفليقة رئيسه الشرفي..
فهل سينجح معاذ في تدمير الأفالان وإدخاله المتحف يا ترى؟
الأيام وحدها من تستطيع الإجابة عن سؤال جوهري كهذا بالتأكيد.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.