في أحد الأيام وأنا جالس مع أحد زملائي نتبادل أطراف الحديث عن الحياة وواقعها ،أخذتنا متعة الحديث إلى القيام بدراسة تحليلية للحياة وواقع المجتمع الجزائري ،فوقفنا على بعد الظواهر السلبة فيها ،وخلصنا إلى أن هذه الحياة شبيهة بلقاء كروي يجمع بين طبقتين في المجتمع طبقة مثقفة من معلميين وأساتذة وطلبة جامعيين ومدراء ومسؤوليين وإداريين ...إلخ وطبقة غير مثقفة.
ولا أعني بالطبقة غير المثقفة غير المتعلمين فهناك من يصنف في الطبقة المثقفة من بين غير المتعلميين بل أعني بها أولئك الذين يسعون في الأرض فسادا بكل ما يملكونه من قوة والذين هم في أغلب الحالات أصحاب النفوذ والجاه السلطة ،ولكن هذا اللقاء الكروي الذي يبدوا شيقا للجمهور، الذي يثني عل الأهداف الفنيات التي يشاهدها من الطبقة غير المثقفة بل يسعى إلى تقليدها وإعتبارها هدفا يجب البلوغ إليه ،وفي نفس الوقت يطلقون صافرات الإستهجان على فريق الطبقة المثقفة الذي لا يفقه في الكرة شيئا بدليل عد تسجيلهم للأهداف ،وقبل أن ينتهي اللقاء وعن سبق إسرار وترصد قرر ت الطبقة المثقفة أن تبيع اللقاء للطبقة غير المثقفة من أجل بلوغ جزأ يسير من ما بلغته إحترافية نظرائهم،نعم فالأهداف التي أصبح يسطرها المجتمع الجزائري لم تعد مرتبطة بالعلم أبدا بل صارت مرتبطة بقدر ما حققته من مال وجاه ،فأصبح المثل الشائع عندنا “قراو واش دارو” فالذي يقرأ في وقتنا الحالي لا يصلح على سيارة فاخرة وشقة ساحرة ،بل مصيره إلى البطالة حيث يصعب عليه بناء حتى أسرة مستقرة ،نعم صدق زميلي “المثقفون باعوا الماتش”.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.