"حرية، مساواة، إخاء" هذا هو شعار الجمهورية الفرنسية التي تحمل لواء العدالة وتسعى لتوطيد سيادة القانون والديمقراطية فهي من أكبر البلدان المانحة لمساعدات التنمية في العالم لتمويل المشاريع الإنسانية بتطوير البنى التحتية فضلا عن تحقيق الرعاية الصحية والتعليم، كما أنها تتدخل عسكريا لمساعدة العديد من الدول في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة التي تهدد الأمن والاستقرار كما حدث في مالي وسوريا.
كانت هذه هي الصورة التي تسعى فرنسا لترويجها عبر العالم ولو عن طريق تسويقها بالإعلام المأجور والدعاية المغرضة، ولكن الحقيقة أن كل هذه الادعاءات لتغطية حقيقة احتفاظها بنفوذها السياسي والاقتصادي وحتى العقائدي في مستعمراتها القديمة فهي تتحكم في مقالب هذه الدول وتفرض عليها حتى البرامج التعليمية وما تدخلها العسكري فيها إلا لأجل مصالح خاصة وأطماع مادية كاليورانيوم والذهب اللذان كانا نقمة أهل مالي.
فرنسا اليوم هي فرنسا الأمس نفسها حتى لو ارتدت زيا جديدا ووضعت بعض المساحيق التجميلية، تبقى ذاك البلد المستعمر الغاشم الذي قام بجرائم ضد الإنسانية وسعى لاستعباد أناس ولدوا أحرارا…
فرنسا اليوم هي فرنسا الأمس نفسها حتى لو ارتدت زيا جديدا ووضعت بعض المساحيق التجميلية، تبقى ذاك البلد المستعمر الغاشم الذي قام بجرائم ضد الإنسانية وسعى لاستعباد أناس ولدوا أحرارا، غير تلك الحرية التي تدعو لها والتي اختزلتها في العري والانحلال، لأنها قطعت شوطا كبيرا للتغلب على المعتقدات السائدة والتي كانت تدعو للحشمة والتحفظ في كل الديانات لكن ما صار رائجا اليوم بل ومتفقا عليه على أن المجون والضلال سيرفع شأن من لا قيمة له وليت الأمر توقف عند ذلك بل امتد ليعتدي على الآخر كما حدث مع حظر النقاب واضطهاد المحجبات في المدارس والجامعات وأماكن العمل ليصل إلى شاطئ البحر، فأي منطق هذا الذي يعاقب المحتشمة ويفرض عليها غرامات مالية ويهلل للمتكشفة حقا إنها أجساد تمتهن بلا عوض أو ثمن.
ما يلاقيه المسلمون اليوم في فرنسا يؤكد أنه بلد متخلف من الدرجة الأولى، فهو يسعى للظهور على حساب عدائه للإسلام كما تفعل شارلي إيبدو التي تمس بمقدساتنا وتجدها حرية، أي أن تطاول الحقير على الرفيع صار حرية في فرنسا أليسوا هم أصحاب المثل القائل: “au royaume des aveugles, les borgnes sont rois”..
فبالفعل صدقوا هذه المرة رغم أكاذيبهم الكثيرة، فهذه الجريدة الحقيرة مكانها الحقيقي هو فرنسا وجدت لتكون هناك كما حق لجان بيير شوفنمان الانتماء لبلد كهذا، إذ انه يرى حظر البوركيني في الشواطئ ضرورة لضمان النظام العام، ليرد في المقابل الرجل الذي صفع فرنسا لأكثر من مرة الجزائري رشيد نكاز بدءا بدفع كفالات المنقبات مرورا بالتخلي عن الجنسية الفرنسية وصولا إلى الوقوف في وجه حملة منع اللباس المحتشم في الشواطئ، إذن فكلما سعى أعداء هذا الدين لمحاربته ازدادت قوته وقيض الله له رجالا أشداء، وحتى نساء كما شهد بذلك جنرالا فرنسيا إبان ثورة التحرير حين قال ” لقد أخرجتنا من الجزائر المرأة التي تخاف الشمس” ويقصد بذلك المرأة التي تغطي رأسها وجسدها.
تطاول الحقير على الرفيع صار حرية في فرنسا أليسوا هم أصحاب المثل القائل: “au royaume des aveugles, les borgnes sont rois”..
إن كانت فرنسا تسعى لتغيير معتقداتنا وتظن أنها ستنجح وتغتر بإتباع البعض لها لاستحداث إسلام جديد بمقاساتها الخاصة فإنها جهلت أننا على يقين تام أن إسلامنا دين ودولة، متكامل لا نقص فيه وقد اكتمل على يد أعظم خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومحاولة تغيير ما فيه أو إضافة أشياء جديدة هو قدح في أمانة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ولا يهمنا رضا أو غضب أيا كان فديننا دين رحمة وحكمة، وفيه حكم الإعدام والقطع والجلد، فإقامة الحدود معناه الحفاظ على طيب الحياة الذي لن تراه أي دولة تحكم غير شرع الله وتدعي حماية حقوق الإنسان بتعطيل حدوده أو محاربتها، كما أننا لسنا ملزمين بتلميع صورتنا لأننا غير مذنبين وما يحدث في العالم اليوم ليس سوى نتاج السياسة العرجاء للبلدان المعادية للإسلام، والتي لن تنجح يوما في مسعاها بالترهيب وإحلال الدمار في ديار المسلمين واضطهادهم على أراضيها ببساطة لأننا خير أمة أخرجت للناس وفطمنا على أن قوتنا في ديننا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.