زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ماذا ستفعل الجزائر إذا اندلعت حرب النيجر؟

الإخبارية القراءة من المصدر
ماذا ستفعل الجزائر إذا اندلعت حرب النيجر؟ ح.م

لن تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي، بل إنها ستواجه هذا الوضع الاستثنائي بنفس الطريقة وربما بحزم أكبر الذي واجهت به حالة الانفلات والفوضى التي تسببت فيها فرنسا والحلف الأطلسي في ليبيا

ازداد الوضع في النيجر تعقيدا وخطورة في اليومين الماضيين بشكل كبير، ما ينذر باندلاع حرب قد تتجاوز حدود النيجر بكثير، خاصة بعد التطورات الأخيرة، المرتبطة بحدثين بارزين:

الأول هو إقرار قادة جيوش “الإكواس”، الجمعة، مبدأ التدخل العسكري وتحديد موعده دون الإعلان عنه في حال فشل الجهود الدبلوماسية لإعادة حكم الرئيس محمد بازوم.

والثاني هو الإعلان هذا الأحد، عن فشل ما يمكن تسميته بـ”مفاوضات الفرصة الأخيرة”، التي جمعت السبت المجلس العسكري الجديد في النيجر، ووفد مجموعة غرب إفريقيا الذي انتقل إلى نيامي، ما يعني أن الخطوة الدبلوماسية الأخيرة لحل الأزمة تكون قد أجهضت، لترتفع معها احتمالات نشوب الحرب بشدة.

أي هجوم على البلاد “لن يكون نزهة في الحديقة”، كما صرح بذلك الجنرال تشياني، الذي اتهم صراحة دول غرب إفريقيا بتشكيل “جيش احتلال” بالتعاون مع جيش أجنبي في إشارة واضحة للقوات الفرنسية.

@ طالع أيضا: من حرّكَ الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل؟

وتشير تقارير الساعات القليلة الماضية الصادرة عن الوضع في النيجر، إلى حالة من تلاشي الآمال في تفادي الحرب، بعد انتهاء مفاوضات وفد الإكواس والمجلس العسكري إلى فشل ذريع، بسبب تمسك جميع الأطراف بمواقفها.

حيث تصر “الإكواس” على سياسة التهديد بالحرب في حال عدم إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه، وهو ما اتضح من خلال التأكيد على أن المفاوضات بالنسبة لهذه المجموعة تهدف فقط إلى حمل “رسالة حازمة” للانقلابيين للتراجع أو مواجهة الحرب، في مقابل إصرار المجلس العسكري الجديد في النيجر، على الدفاع عن خياراته في إنقاذ البلاد عبر مرحلة انتقالية لا تتجاوز الثلاث سنوات كما أعلن عن ذلك رئيس المجلس العسكري عبد الرحمن تشياني.

ورغم سماح المجلس العسكري لوفد الإكواس بلقاء الرئيس بازوم، إلا أن التباين الكبير في المواقف بين الطرفين، وكذا الضغوط الكبيرة التي تمارسها فرنسا على مجموعة الإكواس للشروع في التدخل العسكري لإنقاذ مصالحها، قد تلعب في النهاية الدور الحاسم في إشعال فتيل الحرب، على الرغم من كل التحذيرات التي صدرت من عدد كبير من دول المنطقة وعلى رأسها الجزائر، خاصة إذا لم يتم تدارك الأمر في اللحظات الأخيرة، ومنح المزيد من الوقت للمفاوضات والحلول السلمية.

احتمالات الحرب ترتفع بشدة

وما يزيد في احتمالية نشوب الحرب، ليس فقط تفعيل مبدأ التدخل العسكري من طرف دول “الإكواس”، وفشل مفاوضات ما يمكن تسميته بـ”مفاوضات الفرصة الأخيرة”، وإنما لتضافر عوامل أخرى كثيرة مساعدة، تلعب بدروها في التوجه نحو “يوم الزحف” الذي حددته جيوش الإكواس دون أن تعلن عن تاريخه.

ويلعب موقف دول “الإكواس” المتصلب حيال الانقلاب في النيجر دورا بارزا في إمكانية اندلاع الحرب، حيث تؤكد المجموعة عبر مختلف التصريحات التي تطلقها على إصرارها وعدم استسلامها أمام مطلب إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه، واستعادة النظام الدستوري في النيجر، وعلى أن المفاوضات لن تكون إلا على هذا المبدأ، وأن عدم الانصياع إليه سيعني اللجوء آليا إلى الخيار العسكري.

خيارات الجزائر حيال احتمال انفلات الأوضاع في النيجر، هو تحول الحدود الجزائرية مع النيجر، إلى حدود “ممنوع الاقتراب منها”، خاصة وأن بلادنا تمتلك من القوة العسكرية بمختلف تشكيلاتها، المصنفة الأولى في كل المنطقة…

@ طالع أيضا: شعب النيجر يشيد بموقف الجزائر: “نِعمَ الجار”

وفي المقابل، يلعب تصلب موقف المجلس العسكري الذي تسلم السلطة في نيامي أيضا دورا مماثلا، في الذهاب نحو الخيار العسكري رغم قبوله مؤخرا بالمفاوضات، وذلك عبر الرفض القاطع لإعادة النظام الدستوري، والإعلان عن الاستعداد للدفاع عن الوطن، وإعلان التعبئة العامة في صفوف الجيش وحتى الشعب النيجري بفتح أبواب التطوع لقتال “الغزاة”.

بل والتأكيد على أن أي هجوم على البلاد “لن يكون نزهة في الحديقة”، كما صرح بذلك الجنرال تشياني، الذي اتهم صراحة دول غرب إفريقيا بتشكيل “جيش احتلال” بالتعاون مع جيش أجنبي في إشارة واضحة للقوات الفرنسية.

إلا أن ما يزيد في تصلب مواقف الأطراف الرئيسة في الأزمة، هو وقوف قوى أخرى خلفها، سواء “الإكواس” التي تحظى بدعم و”تحريض” فرنسي واضح لفرض إعادة بازوم ولو بالقوة، أو المجلس العسكري الجديد في نيامي الذي توصل بدوره بدعم دبلوماسي وحتى عسكري قوي من بوركينا فاسو ومالي، أين لم تقتصر باماكو وواغادوغو على إعلان الاستعداد لدخول المعركة إلى جانب جيش النيجر.

بل إنهما شرعتا في إرسال القوات وحتى الطائرات المقاتلة للمساهمة في صد أي هجوم عسكري قد تطلقه “إكواس” في أي لحظة، وقد أظهر تلفزيون النيجر الرسمي صورا لنشر تلك الطائرات.

وتظهر حالة التعبئة الشعبية العامة، التي تشهدها النيجر، وبداية تسجيل آلاف المتطوعين من الشباب للقتال في مواجهة أي تدخل عسكري خارجي، إلى أن نذر الحرب قد لاحت فعليا، وأن الجيش في النيجر ليس بوارد التراجع أو قبول الضغوط الممارسة ضده لإعادة الرئيس بازوم، وأن الأمور تذهب للأسف للأسوأ.

ما هي خيارات الجزائر؟

وأمام هذه التطورات الخطيرة، التي تقع مباشرة على طول حوالي ألف كيلومتر من الحدود المشتركة بين الجزائر والنيجر، يتعين على الجزائر مواجهة الواقع الجديد والاستعداد له ولتداعياته، بعد أن أدت ما عليها في التحذير من مخاطر التدخل العسكري على المنطقة برمتها.

ويتضح من خلال بيان الخارجية الجزائرية السبت، بعد إصدار “الإكواس” بيانها الجمعة حول إقرار التدخل العسكري دون الإعلان عن تاريخ بداية التدخل، أن الجزائر تشعر بالفعل بخطورة هذه التطورات من خلال قناعتها بأن “ملامح التدخل العسكري في النيجر تزداد وضوحا”.

لا يعني بقاء الجزائر مكتوفة الأيدي، بل إنها ستواجه هذا الوضع الاستثنائي بنفس الطريقة وربما بحزم أكبر الذي واجهت به حالة الانفلات والفوضى التي تسببت فيها فرنسا والحلف الأطلسي بتدخلهما في ليبيا التي تربطنا بها حدود تقارب في اتساعها حدود النيجر (900 كلم).

@ طالع أيضا: ماذا ستخسر باريس إقتصاديا إذا فقدت النيجر؟!

خاصة بعد “إعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف في النيجر بدلا من مسار الحل السياسي والتفاوضي، الذي يسمح باستعادة النظام الدستوري والديمقراطي بشكل سلمي”، إلا أنها لم تفقد الأمل بعد في تفادي الكارثة التي تهدد المنطقة، “وبأن السبل التي يمكن أن تـؤدي إليه لم تسلك كلها بعد وبأن كل فرصة لم تستنفد بعد”.

إلا أن ذلك، لا يعني بقاء الجزائر مكتوفة الأيدي، بل إنها ستواجه هذا الوضع الاستثنائي بنفس الطريقة وربما بحزم أكبر الذي واجهت به حالة الانفلات والفوضى التي تسببت فيها فرنسا والحلف الأطلسي بتدخلهما في ليبيا التي تربطنا بها حدود تقارب في اتساعها حدود النيجر (900 كلم).

حيث استطاعت الجزائر تأمين أراضيها، بفضل الانتشار الواسع لوحدات الجيش الوطني الشعبي معززا بالمراقبة الجوية، رغم أن الفوضى التي حصلت في ليبيا كانت أخطر من الناحية الجيوسياسية، بسبب امتلاك ليبيا لأكبر عدد من القطع الحربية في القارة، والتي تم نهبها من مخازن الجيش الليبي السابق، وانتشرت في كامل المنطقة وخاصة في منطقة الساحل والصحراء.

وعليه، فإن خيارات الجزائر حيال احتمال انفلات الأوضاع في النيجر، هو تحول الحدود الجزائرية مع النيجر، إلى حدود “ممنوع الاقتراب منها”، خاصة وأن بلادنا تمتلك من القوة العسكرية بمختلف تشكيلاتها، المصنفة الأولى في كل المنطقة، ما يؤهلها لفرض حركة التراب الوطني، وذلك سواء تعلق الأمر بجيوش دول أو جماعات إرهابية مسلحة، أو غيرها من أشكال الجريمة المنظمة الأخرى.

أما الخيار المهم الآخر، فهو زيادة التلاحم والوحدة بين الشعب الجزائري ومؤسساته وجيشه، وارتقاء الوعي الشعبي الوطني بمدى المخاطر التي تحدق ببلادنا من خلال محاولات بعض الأطراف المعادية تحويل كل الحدود مع البلدان المجاورة إلى “حدود من نار” بغرض محاصرة وابتزاز الجزائر على مواقفها المبدئية.

وهو الأمر الذي تنبهت له على ما يبدو بعض القوى الوطنية من خلال إطلاق مبادرة تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل، التي احتضنتها نسبة عالية من الطبقة السياسية والفواعل العاملة بغرض تحصين البلاد وتأمينها من التوترات الإقليمية والمؤامرات الخارجية.

@ المصدر: الإخبارية

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.