انعقد مؤتمر هرتسليا السنوي، شهر سبتمبر 2020، عن بعد عبر الإنترنت، وصدرت وثيقة الرؤى والتصورات لهذا المؤتمر، التي تحتل مكانة خاصة في تحليل الواقع الاستراتيجي، والتنبؤ بالوضع القادم لدولة الاحتلال ومناقشة التحديات التي تواجهها.
ورغم أنّ التحديات الرئيسية في الكيان الصهيوني بقيت على حالها تقريبًا في عناصرها العشر التي نوقشت في المؤتمر الماضي، إلا أنّ انعقاد هذا المؤتمر في ظل جائحة كورونا التي تضرب الكيان بعنف، والحملة التطبيعية المتنامية للدول العربية أضاف لمسة للاستراتيجيين الذين حضروا، من قدامى المحاربين في الجيش وأجهزة الأمن، وكبار مسؤولي الدولة، من الرئيس، إلى رئيس الحكومة وزعماء الأحزاب والوزراء ورئيس الأركان، وجنرالات متقاعدين، ورؤساء الأجهزة الأمنية من الموساد والشاباك والمخابرات العسكرية، والشرطة.. وأيضا زوار مهمين من خارج الكيان.
وقد بقيت التحديات العشرة الإستراتيجية التي أحصاها مؤتمر 2019 هي نفسها لهذا العام حيث أضاف لها تحدي كورونا الذي عصف بالكيان وكشف مستوره في مجال التغطية الصحية.
وفي ما يلي أهم التحديات: تهديد إيران في مسار التصادم، التفكك في الساحة الفلسطينية، تشققات في درع الصمود الوطني، “إسرائيل” هل ستربح الحرب القادمة؟، العلاقات بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، الشرق الأوسط بين عدم الاستقرار وعدم اليقين والانفجار، العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة – السقف الزجاجي، روسيا – صديق أو منافس؟، التنافس بين القوى والاقتصاد العالمي و”إسرائيل”..
أما التحديات الرئيسية التي نوقشت في هذا المؤتمر التي تواجه “إسرائيل” وهي:
1 – تحدي أزمة كورونا و”الصمود الوطني”: أدت كورونا إلى أزمة ممنهجة متعددة الأبعاد – صحية واقتصادية واجتماعية- نتيجة فراغ في الحوكمة وانعدام الإستراتيجية. وبذلك نشأت أزمة ثقة الجمهور في مؤسسات وأنظمة الدولة.
2 – التحدي الإيراني: الحدث الذي سيؤثر على الطريق الأكثر دراماتيكية هو تطور التحدي الإيراني، في المجال النووي، واذرعها الخارجية المتعددة في الشرق الأوسط.
3 – التحدي الفلسطيني: يمر النظام الفلسطيني بأزمة متعددة الأبعاد، نشأت في ظل تقاطع عدد من العمليات السلبية: الابتعاد عن أفق الدولة المستقلة وانقسام داخلي والاغتراب بين القيادات في الضفة وغزة، وخلاف مع الإدارة الأمريكية. وإمكانية تولي الإخوان المسلمين زمام الأمور بشكل مفاجئ.
4 – تحدي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في واقع متغير: رغم عدم تتراجع الولايات المتحدة عن التزامها القوي بأمن “إسرائيل” وازدهارها الاقتصادي. مكانة “إسرائيل” كإجماع حزبي تسير في اتجاه تآكل خطير، وأصبحت قضية حزبية ونقطة جدل سياسي على خلفية الاستقطاب المتعمق في الولايات المتحدة.
5 – تحدي عدم الاستقرار وعدم اليقين والانفجار في الشرق الأوسط: لا تزال مكونات وخصائص عدم الاستقرار وتحديات الشرق الأوسط في “عصر الثورة” مستمرة. وقد تميزت المنطقة بعدم الاستقرار بعد الهزة الإقليمية، ولكن تعمقت. وتساهم تكنولوجيا المعلومات وتدفقها بالصدوع، وتمكينها في بعض الأحيان. حيث لا يوجد أفق للسلام في المنطقة، مع حماس وانقسام طائفي وديني يفاقم وينتج الصدمات والشكوك. وتحاول دول المنطقة، وخاصة في الخليج، إنتاج ديناميات اقتصادية توفر الاستقرار. لكن، بدون أساس متين من الرضا والقدرة على الرد على الاحتياجات – مصادر الرزق والتعليم والخدمات والمياه النظيفة، وما إلى ذلك.
تغيرت العلاقات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة مع الدول العربية السنية. ويبدو أن الدول العربية تضغط من أجل التعاون مع “إسرائيل” أيضًا، بالنظر إلى تناقص الثقة بالولايات المتحدة والشك في إمكانية الوثوق بها…
6 – تحدي العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة – السقف الزجاجي: تغيرت العلاقات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة مع الدول العربية السنية. ويبدو أن الدول العربية تضغط من أجل التعاون مع “إسرائيل” أيضًا، بالنظر إلى تناقص الثقة بالولايات المتحدة والشك في إمكانية الوثوق بها، بينما يُنظر إلى الكيان على أنه يعمل بنشاط ضد التهديدات، وعلى هذه الخلفية، حققت “إسرائيل” إنجازات كبيرة في التعاون التطبيع مع الدول العربية السنية.
7 – تحدي روسيا – صديق أو منافس؟: لا يعتبر الروس “إسرائيل” كحليف إستراتيجي. في الوقت نفسه، لا تريد موسكو أن ترى إيران قوية جدًا في سوريا وتسمح “لإسرائيل” بتعويض قدراتها طالما أنها لا تضر بالجنود أو الأصول الروسية. إن وجود قوة روسية على حدودها الشمالية يشكل تحديًا”لإسرائيل” أكثر من كونه فرصة. روسيا، حيث تتعارض روسيا عمومًا مع المصالح الأساسية “لإسرائيل”.
8 – تحدي التنافس بين القوى والاقتصاد العالمي و”إسرائيل”: تتعدى المنافسة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فهي منافسة واسعة لطبيعة نظامهما العالمي وقيمهما وتفوقهما التكنولوجي ومراقبة الإنتاج وقنوات التجارة والنفوذ السياسي وسباق التسلح العسكري في العام الماضي، عززت الخطاب العنيف المناهض للولايات المتحدة على الشبكات الاجتماعية كما يرى الأمريكيون خطوة إستراتيجية “مبادرة الحزام وطريق الحرير” (التنافس الاقتصادي والاستراتيجي الثنائي القطب).
9 – تحدي السيبرانية: توسيع التهديدات السيبرانية في مجال الذكاء الاصطناعي، والحرب الإلكترونية وتجرى المواجهة الرئيسة في ساحتين، الأولى هي تطوير قدرات تحديد واكتشاف الاعتداءات وتوفير “استجابة مناعية”. والثانية تبادل المعلومات بين جميع الحكومات والقطاع الخاص و”إسرائيل” في عدد كبير من البلدان، بما في ذلك الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية معها. ولا يمكن لأي بلد تنفيذ الحماية السيبرانية المستقلة على النحو الأمثل، لذلك من المهم أن يكون هناك تعاون تشغيلي مع البلدان والمنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسيات.
10 – تحدي معاداة السامية: بما في ذلك العنف، الآخذ في الارتفاع في جميع أنحاء العالم. من الجماعات اليمينية واليسارية المتطرفة إلى “الإسلام الراديكالي”، في هذا السياق، فإن “معاداة السامية الجديدة”، القائمة على الكراهية لإسرائيل، ومعاداة الصهيونية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.